وكالة أنباء الحوزة - وقال الشيخ الديهي: ان المتتبع لتاريخ النظام البحريني يلاحظ ان هذا النظام لم يكن تطبيعه مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وليد اليوم، فقد كان مطبعاً بالسر منذ سنوات طويلة ولديه علاقات حميمية مع بعض الزعماء الاسرائيليين في مجالات عدة.
واوضح الشيخ الديهي، ان هناك تعاونا امنيا بين النظام البحريني مع الكيان الاسرائيلي منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وان العلاقات بينهما كانت متقدمة وليست جديدة كما يروج، والاعلان عن التطبيع اليوم انما جاء لحاجة الادارة الامريكية التي ارادت اظهار ما كان خفياً الى العلن.
ولفت الشيخ الديهي الى ان الازمات التي يعاني منها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على المستوى الاقتصادي تهدد اعادة انتخابه وعودته الى البيت الابيض في الدورة القادمة، كما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعاني من ازمات على المستوى الاقتصادي والشعبي والقضائي الذي يلاحقه في ملفات الفساد، كما ان النظام البحريني يعاني ايضاً من ازمات ومشاكل متراكمة على مدى سنين طويلة سواء ان كانت سياسية او امنية او اقتصادية او اجتماعية، ولهذا تلاقت المصلحة الامريكية التي تريد ان تخرج ترامب من ازمته، ومصلحة نتنياهو الذي يريد ان يتخلص من ازمته، ولهذا كان الثمن الذي ينقذ ترامب ونتنياهو من ازماتهما هو تقديم سيناريو التطبيع مع الانظمة العربية كي تصبح دمى تقدم بضاعة جديدة عنوانها السلام مقابل السلام.
واعتبر الشيخ الديهي السيناريو هذا بالصفقة الفاشلة، وقال انها سوف لن تنقذ ترامب او نتنياهو، بل ستجعل الانظمة المطبعة تغرق في وحل التطبيع.
واضاف، ان النظام البحريني واهم بانه سيربح من التطبيع الاسرائيلي، ولن يكسب شيئاً وسيغرق في الوحل الاسرائيلي والسيطرة الاسرائيلية على مقدرات البلد، وان النفع والانجاز سيعود على الكيان الاسرائيلي على المستوى الاقتصادي والسياسي والامني في المنطقة.
واشار الشيخ الديهي الى ان الشعب البحريني رغم ما يعانيه من جروح بطش النظام الا آثر على نفسه وانتفض ضد التطبيع الاسرائيلي ورفض بيع قضية الشعب الفلسطيني، واصفاً الموقف الشعبي البحريني بالحي النابض الذي يحيي كل قضايا فلسطين بالتظاهر، ويقوم باحياء يوم القدس سنوياً رغم منع النظام ومواجهته لمسيرة يوم القدس التي تنادي باعلان البراءة من الكيان الاسرائيلي والدفاع عن المقدسات في فلسطين، معتبراً خروج التظاهرات الشعبية المنددة بالتطبيع البحريني الاسرائيلي انما تأتي في سياق الدفاع عن الارض والتضامن مع الحق الفلسطيني، رغم الاعتقالات وتجريم المتظاهرين البحرينيين على يد قوات النظام.
واضاف الشيخ الديهي، ان النظام البحريني توعد حتى بمحاسبة النشطاء على تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك، الا ان الشعب البحريني مع ذلك لازال يتحدى النظام.
وشدد الشيخ الديهي ان ابناء الشعب البحريني منذ الاول يقف مع القضية الفلسطينية ويعتبرها قضيته المركزية ويدافع عنها، وقال ان البحرينيين اعدوا برنامجاً طويل الامد بمعية كل الفرقاء الفلسطينيين وكل من يتعاون في الوطن العربي لمواجهة التطبيع والوجود الاسرائيلي في المنطقة بكل ما يملكون من وسائل.
واوضح نائب الامين العام لجمعية الوفاق البحرينية، ان النظام يبرر تطبيعه مع كيان الاحتلال الاسرائيلي بانه يبحث عن حلول لمحاولة اعطاء صورة اخرى خلاف واقع الحالة الاقتصادية والامنية المتفاقمة وملء السجون بالنشطاء والحقوقيين، داعياً النظام بدلاً من الذهاب الى الاحتلال الاسرائيلي والبحث عن الشراكة مع عدو الذي سرق الارض وقتل ابناء الشعب الفلسطيني، والبحث عن الحلول لكيانه او الامة الاسلامية كما يدعي، فليبحث عن الحلول على ارضه ولشعبه الذين يطالبون بالشراكة السياسية.
واكد الشيخ الديهي ان الشعب البحريني لن يسمح بتمرير تطبيع النظام مع العدو الاسرائيلي، وسيواجهه بكل ما اوتي من وسيلة، مشدداً على انه لن يكون هناك تطبيع اقتصادي او ثقافي او اجتماعي كما يروج له في الكيان الاسرائيلي، ولن يجعل من العدو صديقاً.
وقال الشيخ الديهي ان النظام البحريني يحاول يروج لعدو وهمي وهي ايران، لجلب صديق جديد يسمى بالكيان الاسرائيلي، موضحاً ان هذه الاكاذيب والافتراءات لن تنطلي على الشعب البحريني الذي يعلم جيداً ان عدوه هو الكيان الاسرائيلي وليس ايران، مشيراً الى ان من يعادي ويهدد مصالح الشعب البحريني واستقرار المنطقة هو العدو الاسرائيلي وليس دولة اخرى في المنطقة.
واستطرد الشيخ الديهي قائلا: ان النظام البحريني لا يستطيع ان يهرول الى التطبيع لوحده دون ضوء اخضر سعودي وامريكي، مشيراً الى ان النظام يتبجح بانه في عهد ترامب لديه ضوء اخضر منذ سنوات للقضاء على الحراك الشعبي في البحرين، ولذلك قام بسجن الشيخ علي سلمان الامين العام لجمعية الوفاق ومحاصرة آية الشيخ عيسى قاسم، اضافة الى القيام باعتقالات واسعة واصدار احكاما قاسية طالت ابناء الشعب البحريني، مبيناً ان النظام اراد ان يقدم الشكر العملي لسيده ترامب فكان الثمن التوقيع على التطبيع الاسرائيلي، لعله ان يكون بضاعة من اجل مساعدة ترامب في الفوز وتجاوز ازمته الانتخابية.
ولفت الى انه رغم مساعدة الكيان الاسرائيلي للنظام عبر جهاز الاستخبارات الاسرائيلية وبيع اجهزة تجسسية الا انها لم تنفعه في استتباب الامن والاستقرار في البلاد، مؤكداً ان الامن السياسي والاقتصادي لن يستتب الا بالعودة الى المشاركة السياسية مع الشعب البحريني وتحقيق الديمقراطية.
وقال الشيخ الديهي: انه ما دام الشعب البحريني يعاني الظلم والتنكيل من قبل النظام فانه لن يسكت عليه، وان صمت اليوم فانه لن يصمت غداً، ولهذا ستكون هناك دوماً انتفاضة تثور كل اربع او خمس سنوات.
واضاف، ان الشعب البحريني سيقاطع الكيان الاسرائيلي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ولن يدع لنتنياهو او الصهاينة موطئ قدم في البحرين.
* قناة العالم