وكالة أنباء الحوزة - وأضاف سماحته في كلمته الاسبوعية المتلفزة، اننا نقف اليوم امام الكثير من العقبات التي لسنا بقادرين على تحديها، ومنها جائحة كورونا التي عجز البشر حتى الان عن علاجها رغم ما وضعه من خطط واسعة لذلك، وهناك مشاكل بيئية من فيضانات وزلازل وبراكين وحرائق تتوسع في الغابات، وكذلك ما ينتظر العالم من ركود اقتصادي عالمي.
وتابع سماحته وازاء كل ذلك نجد ان الانسان اعلن استسلامه ولم يحرك ساكنا، لان هنالك حجب بينه وبين الله، وعليه ان يخترقها، ومن هذه الحجب ما في داخل الانسان من عصبيات وانانيات وكِبر وغرور والفواحش الباطنة، وكذلك القوى السياسية التي تريد ان تستعبد الانسان وتصادر حريته واستقلاله، فالانسان ولد حراً لكن هذه القوى تحاول ان تصادر حريته وتجعله جزء من ماكنة الشهوات، يساندها في ذلك الاقلام المأجورة والعلماء الفسقة الذين جلّ همهم أن يؤيدوا السلاطين.
وقال سماحته ان العلم وعاء الدين، والدين يذكرنا بالعلم، ولذلك فالحضارة الاسلامية لم تشهد الفصل الغريب الذي شهدته أوربا بين العلم والدين، لان في اوربا نشأ العلم في مواجهة الدين، والدين كان عندهم صوري وليس روحاني.
وتابع ان العلم في اوربا كان مخالفا للدين الذي روجوا له هناك، والمشكلة ان هذه الغلطة التاريخة دخلت بلادنا عبر القوى العسكرية والبروباغندا المرافق لهذه القوة العسكرية، اي الاعلام المزيف، لافتا الى ان هؤلاء حاولوا ان ينشئوا لنا جامعات بلا علم وبلا اساس، علم مزيف مخالف للدين الحق، ولكن هل كان ينبغي لنا او لبعضنا الاسترسال مع هؤلاء الغزاة الذين فصلوا الدين عن العلم، داعيا الى ان نتجاوز هذه الغلطة التاريخية فالعلم هو الدين والدين هو العلم.
وفيما يتعلق بالاوضاع التي تعيشها بلادنا، قال سماحة آية الله المدرسي، ان عراقنا الحبيب الجريح في الوقت الذي يأن فيه تحت وطاة المآسي المختلفة، فهو يعيش انتفاضة عاشورائية شعبية واسعة، حيث عاد الناس الى قيمهم المتمثلة في حب النبي صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته عليهم السلام وفي احياء ملاحم عاشوراء.
وفيما يرتبط بذلك، أوصى سماحته الشعب العراقي بان يزداد توجهه الى الله ليل نهار وان يذكره كثيرا، مؤكدا على ان لا يكون ذلك فقط بكلمات الذكر وانما بروح الذكر، وان يكون ذلك منهجنا في هذه الحياة من خلال الخشوع في الصلاة والتدبر بالقرآن وزيادة قراءة الادعية للخلاص مما نجده في بلادنا.
ودعا سماحته العلماء والخطباء والمرشدون والاعلاميون الى الانطلاق من الحقيقة الفطرية الواضحة، وهي حقيقة محورية التوحيد ومعرفة الرب لكل الحقائق والتوجيهات والتوصيات، موضحا ان العلماء والخطباء والمرشدون بالرغم من انهم يدعون الى الدين والى الانوار الالهية ولكننا ندعوهم الى المزيد، والى ترك التفاصيل والعمل بالجوهر في بعض الاحيان.
وطالب سماحته بالتوجه الى البرامج الدينية لا الطائفية او الحزبية او غيرها من البرامج المختلفة من هذا القبيل، داعيا الى التذكرة بالله عبر هذه البرامج في التربية سواء في بيوتنا او مجالسنا وجامعاتنا.
وشدد سماحته على ضرورة زيادة الاهتمام بالدين في احاديثنا والتوجه الى الرب، فان ذلك سيجعل المفسدين لا ياكلون من اموال الناس بلا حساب، ولعل تقواهم وخوفهم حذرهم من الرب يمنعهم من ذلك، وليس هذا فقط وانما الجماهير ايضا لا يدعونهم يفعلون ذلك حين يهبون هبة رجل واحد ضد كل فساد وكل انحراف.
وختم سماحته حديثه بالقول اننا اذا عدنا الى ربنا فالامور تختلف حيث ستكون رحمة الله واسعة، فعلى الرغم من ان ذنوبنا واخطائنا سببت هذا المشاكل ولكن، علينا ان نترك الالهة المزيفة والقوى المظللِة ونتوجه الى الله وحده وحينها سنجد انه في لحظة الامور تتبدل بيد الله.