وكالة أنباء الحوزة - ولي العهد السعودي الشاب الذي يحاصر العائلة الحاكمة ويصادر أموالها، لحسابه وليس لحساب خزينة الدولة، والذي يكمم أفواه معارضيه وحتى المطلبلين له في حال زل لسانهم، يسعى الى ضمان تربعه على العرش لمدة طويلة جداً، ويتبع طريقة التخلص من أي شخص يهدد وصوله للحكم او حكمه بالأحرى، بما انه الحاكم الفعلي للمملكة في ظل كهولة والده، والأهم من ذلك انه يسعى للتفرد المطلق بالحكم، ومن هنا يمكن فهم سبب محاولته تحجيم أي منافس مفترض له وسبب محاولته جذب الشباب إليه "عبر الانفلات الاخلاقي طبعا" وليس عبر ايجاد فرص العمل لهم في ظل فشل سياسته الاقتصادية، والذي يعتبر طبيعيا لانه يتبع بطبيعة الحال امريكا ويأتمر بإدارة ترامب الذي سخر أكثر من مرة ، خلال خطاباته، من طريقة كلامه مع الملك السعودي حول خفض أسعار النفط الذي يشكل 90 بالمئة من دخل المملكة.
وبهذا يمكن تفسير سياسات بن سلمان في إنشاء هيئة الترفيه التي جلبت المتعرين فجأة على الأماكن المقدسة، دون مراعاة التدرج في الأمر حتى، وكسرت كل عادات المجتمع السعودي المحافظ بأفج طريقة ممكنة، حتى تلك القرارات التي اتخذت بحجة حقوق المرأة من قبيل قيادات السيارات، لم تكن اعترافاً بحق تمارسه كل نساء الارض عدا السعوديات بل كان لجذب الشباب وتبرير الانحلال وإلا لما سجنت السعودية كل امرأة طالبت بهذا الامر. في مملكة بن سلمان لايحق لأحد المطالبة بحقوق، ويحق لبن سلمان فعل مايريده بالأسرة السعودية.
حكم "تغيب المرأة" الذي نشرته وسائل اعلام بن سلمان وكأنه حكم تاريخي وانتصار للمرأة السعودية لم يكن القصد منه تحصيل حق للمرأة السعودية في مملكة الوهابية التي استخدمها آل سعود لسنوات طوال لتوطيد حكمهم، بل محاولة تشويه جديدة للمجتمع السعودي عبر قذف الفاكهة المحرمة للشباب (وفقا للمبدأ الوهابي)، وبالتالي جذب انتباه الشباب لابن سلمان ولو كان الامر على حساب دمار الأسرة والمجتمع.
لم يُكفِ ابن سلمان ماكنته الاعلامية التي تطبل له ليل نهار، والشعراء والفنانين والوزراء والمسؤولين، بل يجعله غروره يسعى لجذب انتباه الشباب له، حتى وان كان تدمير المجتمع السعودي الثمن، ورغم الرقابة التي تفرضها السعودية حتى على تغريدات المواطنين على تويتر إلا ان الشباب السعودي لم يغفل عن ان قرار بن سلمان حول "اسقاط حكم تغيب المرأة"، قد يكون مرتبطا بتغييب قضية القيمة المضافة التي رفعتها السلطات 15 بالمئة او البنزين الذي رفعت ارامكو قيمته قبل ايام، كل هذا بالتزامن مع مطالبات الشباب السعودي بالتوظيف وحرق بعضهم لشهاداته في ظل البطالة التي تضرب المملكة.