وفقاً لما أفادته وكالة الحوزة للأنباء ــ أن المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي كان قد أصدر بياناً يتحدث عن الظروف الراهنة بعد تفشي فايروس كورونا المستجد، مؤكداً فيه على ضرورة التعامل بمسؤوليةٍ مع هذا الفيروس وبذل قصارى الجهود في هذا المسعى، مبيناً أن مكافحة هذا الوباء والقضاء عليه غير ممكن إلا بالوحدة والتضامن والتظافر المشتركة بين جميع فئات الشعب، منوهاً أن هناك مجموعة من الطلاب الشباب والباسيج قاموا بالتطوع لمساعدة المرضى والمصابين في المستشفيات المخصصة لهذا المرض تحت إشراف الكوادر الطبية، وهذه المبادرة الرائدة واللفتة الكريمة إذ تستحق التقدير حقاً، فيما حاول البعض وللأسف الشديد احتكار أو زيادة أسعار المستلزمات الضرورية، مما زاد الخوف والقلق لدى المواطنين، لذا وجب على المسؤولين ردع هؤلاء المحتكرين بحزم وجدية، وإقصاء دواعي القلق لدى الشعب وإدارة الأسواق واحتواءها بالكامل؛ وجاء نص البيان كالتالي:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
لابدّ من إدراك أن جميع النوازل والمصائب المفجعة والحوادث الطبيعية ماهي إلا عوامل واختبارات إلهيّة الهدف منها تنبيه العباد وتذكيرهم وإعادتهم إلى طريق الرشد والصواب، فالإبتلاء الأخير الذي أصاب أمتنا جعل الشعب الإيراني العظيم أمام إمتحان صعب وتحدٍ عصيب؛ بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، يملؤه الحزن والأسى أقدم أحر التعازي وأصدق المواساة لأسر الضحايا والمفجوعين، وأدعو العلي القدير أن يتغمّدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ويجعلها خاتمة أحزانهم، وأرجو من الله تعالى الشفاء العاجل لجميع المرضى، وبإذن الله تعالى وإرادته سنتغلب على هذا الفيروس وذلك بالتضامن والوحدة والتعاون بدءً من الجهات الطبية المعنية وكوادرها وصولاً إلى الدوائر الحكومية ومؤسساتها الأخرى. لذا أرتأيت أن أسرد لكم بعض الأمور التي أرى من الضروري ذكرها:
أولاً: إن حِفظَ النفس من أولويات الإسلام التي أكد عليها وجعلها أحد أهم مقاصده والجميع ملزمون بمرعاة سلامته من خلال الإلتزام بالقواعد الصحية وأصولها، لذلك يجب الأخذ بالتوجيهات واتباع النصائح الصحية والتعليمات الوقائية الصادرة عن الجهات المختصة والموثوقة.
ثانياً: يتطلب الوضع الراهن بداية تشخيص الإصابات وحجرها ومعالجتها بشكل عاجل، ولا بد أيضاً من اِحتِواء الأزمة واتباع الإستراتيجيات اللازمة والمناسبة للقضاء على الفيروس، وكذلك مضاعفة جهود مسؤولي وزارة الصحة والطواقم الطبية وجميع المؤسسات ذات الصلة. من هنا يسرني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى كافة الطواقم الطبية والتمرّيضية من أطباء وممرّضين ومسعفين، على ما يقدمونه من جهود جلية متواصلة ومباركة، فهم يسعون على مدار الأربعة وعشرين ساعة في اليوم، وبكل حب وإخلاص وتفانٍ لعلاج المرضى والعناية بهم ورعايتهم على أكمل وجه، فهم يستحقون الثناء والعرفان حقاً، أدعو الله تعالى لهم التوفيق.
ثالثًا: ينبغي التعامل بمسؤوليةٍ مع هذا الفيروس وعلى جميع فئات الشعب الإيراني بذل قصارى جهده في هذا المسعى، لأن مكافحته والقضاء عليه غير ممكن إلا بالوحدة والتضامن والتظافرالمشتركة. الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الطلاب الشباب والباسيج (التعبئة الشعبية) قاموا بالتطوع في المستشفيات المخصصة لهذا المرض تحت إشراف الأطباء والكوادر الطبية، وهذه المبادرة الرائدة واللفتة الكريمة إذ تستحق التقدير حقاً، فيما حاول البعض وللأسف الشديد احتكار أو زيادة أسعار المستلزمات الضرورية، مما زاد الخوف والقلق لدى المواطنين لذا وجب على المسؤولين ردع هؤلاء المحتكرين بحزم وجدية، وإقصاء دواعي القلق لدى الشعب وإدارة الأسواق واحتواءها.
رابعاً: لابد من مراعاة تعاليم الشريعة الإسلامية المتعلقة بتغسيل وتكفين ودفن الضحايا والصلاة عليهم قدر الإمكان، إلا إذا اقتضت الحاجة غير ذلك.
خامساً: يجوز للمتبرعين والمحسنين أن يهِبوا ثلث العائدات والتبرعات التابعة للأئمة (عليهم السلام) لإنقاذ المصابين ومساعدة أسر الضحايا المفجوعين نتيجة فيروس كورونا المستجد.
في الختام أوصي أن تتسلحوا بالوازع الديني الروحي والمعنوي إلى جانب التدابير والإجراءات الوقائية والإحترازية اللازمة المتبعة، وكذلك بالدّعاء والمناجاة والزيارات والتوسل بالأئمة المعصومين عليهم السلام، وتعزيز الروح المعنوية والابتعاد عن التذمر وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المقلقة التي تفرح الأعداء المتآمرين؛ أسأل الله العلي القدير أن يتولى أمرنا بلطفه ورحمته التي وسعت كل شيء وأن يفرج كربنا ويدفع هذا البلاء عن أمتنا بالقريب العاجل، إن شاء الله.
قم المقدسة – آية الله ناصر مکارم الشیرازي