الأحد 28 ديسمبر 2025 - 10:25
إعادة قراءة تراث آية اللّه الميلانيّ ضرورةٌ استراتيجيّةٌ لتحوّل الحوزة في العصر الراهن

وكالة الحوزة - أكّد حجّة الإسلام والمسلمين فَرْزانِه على دور القدوات التاريخيّة في إعادة بناء كفاءة الحوزات العلميّة، مبيّنًا أنّ التعرّف على العلماء المجدّدين المعاصرين، ولا سيّما آية اللّه الميلانيّ، يمكن أن يرسم خارطة طريقٍ واضحةً لتمكين الحوزة من الاستجابة لمتطلّبات العصر.

وكالة أنباء الحوزة - أعرب حجّة الإسلام والمسلمين محمّد باقر فَرْزانِه، أمين المجلس الأعلى للحوزة العلميّة في محافظة خراسان الإيرانيّة، عن تقديره للقائمين على تنظيم مؤتمر تكريم آية اللّه الميلانيّ، معتبرًا أنّ مثل هذه الفعّاليّات العلميّة تشكّل فرصةً ثمينةً لإعادة التفكير في هويّة الحوزات العلميّة ورسالتها ومستقبلها.

تابع أيضًا:

في لقاء مع القائمين على مؤتمر إحياء ذكرى آية الله الميلاني..

قائد الثورة: رسالة آية الله الميلاني الداعمة للإمام الخميني (قدس سره) بعد نفيه إلى تركيا وثيقة تاريخية

القدوات التاريخيّة.. بوصلة حركة الحوزة اليوم

وأشار حجّة الإسلام والمسلمين فَرْزانِه إلى ضرورة الاستفادة من الثروات الفكريّة في تاريخ الحوزة، مؤكّدًا أنّ الحوزة العلميّة، لكي تضطلع بدورها الحضاريّ المنشود، تجد نفسها ملزمةً بإعادة قراءة التجارب الناجحة لكبار علمائها الأعلام، وصياغة مسارها المستقبليّ على ضوء نهجهم وسيرتهم؛ وهو مسارٌ لا ينكفئ على الماضي فحسب، بل يستشرف آفاق المستقبل برؤيةٍ واعدةٍ.

ووصف أمين المجلس الأعلى لحوزة خراسان المرحومَ آية اللّه الميلانيّ بأنّه أحد أبرز الشخصيّات المؤثّرة في الحوزة المعاصرة، مردفًا أنّ هذا العالم التقيّ كان يتمتّع بشخصيّةٍ جامعةٍ تجلّى فيها التلاحم العضويّ بين العمق العلميّ والسمت التربويّ والهمّ الاجتماعيّ؛ وهي الخصيصة التي صيّرت سماحته نموذجًا ملهمًا ومنارًا يُهتدى به في الأوساط الحوزويّة.

اقرأ أيضًا:

في مؤتمر تكريم ذكرى المرجع الميلانيّ..

آية اللّه الأعرافيّ: آية اللّه الميلانيّ كان من روّاد دعم نهضة الإمام الخمينيّ (رحمه اللّه)

النبوغ العلميّ والوعي بمقتضيات الزمان في سيرة آية اللّه الميلانيّ

وشدّد حجّة الإسلام والمسلمين فرزانه على المكانة العلميّة المتميّزة للمرحوم آية اللّه الميلانيّ، مبيّنًا أنّ أبرز معالم منظومته الفكريّة تمثّلت في رؤيته التحوّليّة والاستشرافيّة؛ وهي رؤيةٌ حافظت على الوفاء المطلق لأصالة الفقاهة والاجتهاد، وفي الوقت نفسه، أكّدت على حيويّة المعرفة الحوزويّة وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات المستجدّة في المجتمع.

وأضاف سماحته أنّ دعم آية اللّه الميلانيّ لتأسيس مدرسة «حقّاني» في مدينة قم المقدّسة، وإنشاء العديد من المدارس العلميّة في مدينة مشهد المقدّسة، يمثّلان تجسيدًا جليًّا لهذه الرؤية؛ إذ تعكس هذه المبادرات إيمانه بأنّ إعداد طالبٍ مواكبٍ لعصره، متحمّلٍ للمسؤوليّة، وقادرٍ على الأداء الفعّال، يُعدّ ضرورةً استراتيجيّةً؛ وهو نهجٌ شكّل في حينه حراكًا رياديًّا وطفرةً غير مسبوقةٍ.

وفي الختام، صرّح أمين المجلس الأعلى للحوزة العلميّة في خراسان بأنّ إعادة قراءة السيرة العلميّة والإداريّة والتربويّة لآية اللّه الميلانيّ ليست مجرّد عملٍ تاريخيٍّ، بل هي ضرورةٌ ملحّةٌ للحوزة اليوم، ومن شأنها أن تمهّد الطريق لتسريع وتيرة النموّ والازدهار والتحوّل العلميّ في الحوزات العلميّة.

يُذكَرُ أنّ المؤتمر التكريمي لإحياء ذكرى آية الله السيّد محمّد هادي الميلاني (قدّس سرّه) أُقيم يوم الخميس 4 رجب 1447هـ الموافق 25 ديسمبر/كانون الأول 2025م، في العتبة الرضوية المقدّسة.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha