وكالة أنباء الحوزة - ألقى آية اللّه عليرضا الأعرافيّ، مدير الحوزات العلميّة في إيران، يوم الثلاثاء (11 نوفمبر 2025م)، كلمةً في جمعٍ من الأساتذة والطلّاب الحوزويّين في مدرسة فاطميّة الحوزويّة بمدينة قم المقدّسة.
حديثٌ عن مقام السيّدة فاطمة الزّهراء (عليها السلام)
استهلّ آية اللّه عليرضا الأعرافيّ كلمته بتقديم التّعازي بمناسبة الأيّام الفاطميّة، ثمّ شرع في تبيان المقام العلميّ والولائيّ للسيّدة الزهراء (عليها السلام)، واصفًا إيّاها بأنّها المرأة الوحيدة في تاريخ البشريّة التي حازت مراتب العلم والولاية كلّها. وأضاف أنّ الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) تمثّل وساطةً معنويّةً بين عالم الغيب والأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، والتي أدّت دورًا محوريًّا في الدفاع عن الإمامة وحقيقة الدين بعد رحيل النبيّ (صلى اللّه عليه وآله وسلّم).
إعداد أكثر من (400) فرعٍ وتخصّصٍ حوزويَّين جديدَين
في القسم الرئيس من هذا اللقاء، كشف مدير الحوزات العلميّة عن إعداد وإقرار شجرةٍ علميّةٍ واسعةٍ للحوزات العلميّة، معلنًا أنّ هذه الشجرة تتضمّن (16) دائرةً علميّةً كبرى، وتشتمل على أكثر من (200) فرعٍ علميٍّ وأكثر من (200) تخصّصٍ علميٍّ، ليبلغ مجموعها ما يزيد على (200) فرعٍ وتخصّصٍ جديدَين، وقد أُعدّت وأُقرّت بمشاركة (500) أستاذٍ وباحثٍ حوزويَّين. وبيّن أنّ الهدف من هذا المشروع الضخم هو تلبية احتياجات العالَم المعاصر وخطاب الثّورة والنظام الإسلاميّين.

المهامّ الرَّئيسة للحوزات العلميّة
عدّد آية اللّه الأعرافيّ أربع مهامّ رئيسةٍ للحوزات العلميّة، على النحو التالي:
- تربية الأساتذة والمدرّسين الكبار.
- تربية الباحثين والمبتكرين.
- تربية المبلّغين والشارحين للشّريعة الإسلاميّة.
- تربية المديرين القادرين على العمل داخل الحوزة وخارجها.
النموّ الكمّيّ والكيفيّ في البرامج التبليغيّة
وفي سياق حديثه أشار سماحته إلى تعزيز البرامج التبليغيّة في الحوزة، وأعلن عن نموّها الملحوظ، مصرّحًا بأنّ عدد المبلّغين في مشروع «الأمين» قد ارتفع من نحو ثلاثة آلاف مبلّغٍ إلى عشرين ألف مبلّغٍ من الإخوة والأخوات، كما أنّ مشروع «الهجرة» شهد نموًّا ملحوظًا.
التأكيد على التخطيط الشخصيّ والابتعاد عن غرور النخبويّة
ووجّه مدير الحوزات العلميّة تحذيرًا للطلّاب مبيّنًا أنّ النخبويّة وحدها لا تكفي، ومن الآفات أن يغترّ أصحاب المواهب بقدراتهم فيظنّون أنّهم سينجحون بلا جهدٍ. ثمّ استحضر ذكرياتٍ عن الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، الذي كان يطالع ويحقّق إلى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل على أوراقٍ ملفوفةٍ، ليقدّم للطلّاب نموذجًا عمليًّا في الجدّ والمثابرة. كما طالبهم بأن يعدّوا لأنفسهم برنامجًا شخصيًّا إلى جانب البرامج العامّة.
دعوة الطلّاب للمشاركة في نقد وثائق الحوزة
ودعا آية اللّه الأعرافيّ الطلّاب والأساتذة إلى الاطّلاع على الوثائق العليا والاستراتيجيّة للحوزة العلميّة ونقدها ومناقشتها، مقترحًا إقامة معرض لهذه الوثائق في الحوزة، ليقدّم الطلّاب اقتراحاتهم وآراءهم النقديّة.
رؤيةٌ بعيدة المدى للمدارس الحوزويّة
وفي ختام اللقاء، رسم مدير الحوزات العلميّة رؤية بعيدة المدى للمدارس الحوزويّة كمدرسة فاطميّة، مبيّنًا أنّ الغاية المنشودة تتمثّل في أن تثمر هذه المدارس، خلال عقدٍ من الزمن، نخبةً من الفقهاء البارزين، ومفسّرين للقرآن الكريم، وشخصيّاتٍ مؤثّرةٍ في ميدان التبليغ، فضلًا عن مديرين أكفّاء يسهمون في خدمة النظام.
وانتهى هذا اللقاء بالتأكيد على ضرورة المثابرة، والثقة بالنفس، والتخطيط الشخصيّ بين صفوف الطلّاب.

للمزيد من التفاصيل یاللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك