وكالة أنباء الحوزة - أشار آية اللّه عليرضا الأعرافيّ، مدير الحوزات العلميّة وإمام جمعة قم، في خطبة الجمعة 7 نوفمبر 2025 إلى الضغوط الإعلاميّة والسياسيّة الهائلة التي استهدفت محور المقاومة على مدى العامين الماضيين، مشددًا على أنّ الأمّة الإسلاميّة، على الرغم من هذه الهجمات التي يمكن تقييم أبعادها بأنّها تضاهي الحرب العالميّة، تمكّنت من استعادة هويّتها وقوّتها.
وشدَّد سماحته على الاستعداد المتزايد لقوى المقاومة في إيران والعراق والمنطقة، مؤكّدًا أنّ أيّ اعتداءٍ على العالم الإسلاميّ سيُواجَه بردٍّ حاسمٍ وقاصمٍ.
وفي جانبٍ آخر من خطبته، اعتبر إمام جمعة قم أنّ الوضع الثقافيّ للمجتمع يتطلّب اهتمامًا جدّيًّا، مؤكّدًا أنّ أساس أيّ حراكٍ ثقافيٍّ هو شعور المجتمع بالألم تجاه المعاصي والانحرافات الأخلاقيّة.
وأضاف سماحته أنّه إذا تراجعت الحسّاسيّة الأخلاقيّة تجاه قلّة العفّة والانحرافات في المجتمع، فإنّ التذكير والمطالبة بالإصلاح ستفقد أثرها، بينما تُعلّمنا الشريعة أنّ التألّم من الذنب هو مقدّمةٌ لإصلاح السلوك العام.
ثم انتقل آية اللّه الأعرافيّ إلى القضايا الاقتصاديّة والاجتماعيّة، متطرّقًا إلى أزمة السكن، حيث أشار إلى جهود المسؤولين في تنفيذ مشروع «نهضة السكن الوطنيّ»، لكنّه أكّد أنّ المواطنين يتطلّعون إلى تسريع وتيرة توفير الوحدات السكنيّة وتسليمها.
كما دعا سماحته جميع فئات المجتمع إلى التحلّي بالوعي والمسؤوليّة في ظلّ أزمة شحّ المياه والطاقة، مشدّدًا على ضرورة ترشيد استهلاك الماء والكهرباء والغاز، وعدم إغفال الدعاء والتضرّع إلى اللّه بالتوازي مع الجهود المبذولة من قبل المسؤولين لمعالجة هذه التحدّيات.
وفي معرض حديثه عن مكانة الفضاء الافتراضيّ والتقنيّات الذكيّة، أشار مدير الحوزات العلميّة في البلاد إلى أهمّيّة دور الابتكار والإبداع وتنمية المعرفة في تقدّم المجتمعات المعاصرة، مؤكّدًا أنّ الإسلام لطالما حثّ الإنسان على توسيع آفاق العلم وكشف أسرار الطبيعة، وأنّ الحركة العلميّة ضمن الضوابط الإلهيّة تُعدّ تجلّيًا لعظمة الخالق.
وأضاف سماحته أنّ التقنيّات الحديثة، بما تتيحه من تسهيل الوصول إلى المعلومات وتوفير إمكانيّة التبادل والتداول السريع للبيانات، يمكن أن تكون محرّكًا قويًّا للاقتصاد وسائر مجالات الحياة الاجتماعيّة. لكنّه أوضح أنّ أيّ أمرٍ مطلوبٍ، إذا تُرك دون تخطيطٍ وإدارةٍ رشيدةٍ، قد يخلّف آثارًا سلبيّةً، والفضاء الافتراضيّ اليوم نموذجٌ بارزٌ لهذا التحذير.
وأشار سماحته إلى أنّ هذه التقنيّات، رغم ما تحمله من فرصٍ، تنتج أيضًا أضرارًا عميقةً وسريعةً، مستشهدًا بدراساتٍ عالميّةٍ متعدّدةٍ حول الآثار السلبيّة للإدمان على الفضاء الافتراضيّ، والتي تثبت أنّ انغماس الشباب في العالم الافتراضيّ يبعدهم عن الحياة الواقعيّة، ويهدّد صحّتهم النفسيّة، ويُمهّد لظهور اختلالاتٍ وانحرافاتٍ تستهدف كيان الأسرة والأخلاق الاجتماعيّة.
ولم يحصر آية اللّه الأعرافيّ تهديدات الفضاء الافتراضيّ في النطاق الفرديّ والأسريّ، بل اعتبرها ساحةً خصبةً لتوغّل القوى الاستكباريّة، مبيّنًا أنّ بعض القوى العالميّة تستخدم الأدوات الذكيّة لتقويض استقلال الشعوب، والتأثير على الرأي العام، وتغيير المذاق الاجتماعيّ والسياسيّ للبلدان، وفي نهاية المطاف، استيعابها وإذابتها في منظومة الاستكبار العالميّ.
وأكد سماحته على ضرورة إعادة بناء النظام التربويّ في البلاد، مشيرًا إلى أنّ البيت، والمدرسة، وسائر المؤسّسات التربويّة، يجب أن تربّي جيلًا واعيًا يدرك فرص التكنولوجيا وتهديداتها، ويستثمر الفضاء الافتراضيّ بذكاءٍ. واعتبر أنّ هذا التحوّل التربويّ يتطلّب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا جادًّا.
للمزيد من التفاصيل باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك