وكالة أنباء الحوزة - أشار آية اللّه عليرضا الأعرافيّ، (مدير الحوزات العلميّة في إيران وعضو المجلس الأعلى للحوزات)، إلى الأبعاد الواسعة لظاهرة الهجرة، مصرّحًا بأنّ هذه القضية، فضلًا عن جوانبها الأخلاقيّة والإنسانيّة، تحمل أبعادًا وطنيّةً وسياسيّةً وثقافيّةً واجتماعيّةً، فيجب على الدولة والبرلمان النظر إلى هذه الجوانب بصورةٍ شاملةٍ ومتكاملةٍ.
جاء ذلك خلال لقائه برئيس مركز شؤون اللاجئين والمهاجرين الأجانب بوزارة الداخليّة الإيرانيّة والوفد المرافق له، والذي انعقد يوم الأحد (18 آبان 1404هـ ش (9 نوفمبر 2025م) في مقرّ إدارة الحوزات العلميّة بمدينة قم المقدّسة.
وشدَّد مدير الحوزات العلميّة على أنّه في مثل هذه القضايا المعقدّة، ينبغي مراعاة صورة إيران والثورة الإسلاميّة على الساحة الدوليّة، وأن تكون كلّ خطوةٍ مصحوبةً بالحكمة الجماعيّة، والعزيمة الوطنيّة، والنظرة الأخلاقيّة، للحفاظ على مكانة إيران الإسلاميّة عالميًّا.
وفي إشارةٍ إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، أكّد سماحته أنّه كما ارتفعت مكانة إيران الفكريّة والمعنويّة في المعادلات العالميّة خلال حرب الأيام الاثني عشر ضدّ الكيان الصهيونيّ، كذلك ينبغي أن تكون جودة قراراتنا في ملف المهاجرين متناسبةً مع المكانة الثقافيّة والاقتصاديّة والثوريّة للبلاد.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة أنّه ينبغي وضع خططٍ تتيح دمج المهاجرين الشرعيّين في المجتمع الإيرانيّ بصورةٍ سليمةٍ تحفظ النسيج الثقافيّ والاجتماعيّ للبلاد، داعيًا المؤسّسات الدينيّة والثقافيّة إلى إعداد برامج دقيقةٍ لهذا الغرض.
وبيّن آية اللّه الأعرافيّ عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور ضرورة الاهتمام بالنخب المهاجرة، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر صعبٌ ومعقّدٌ للغاية ويستلزم تخطيطًا دقيقًا، مضيفًا أنّه يجب تحديد ودعم النخب والشخصيّات البارزة بين المهاجرين لضمان بقاء هذه الطاقات البشريّة في المسار الصحيح.
كما أشار سماحته إلى أنّ الأجيال الجديدة من المهاجرين الذين تربّوا على رؤية الثورة الإسلاميّة بحاجةٍ إلى برامج تحافظ على هويّتهم الدينيّة والأخلاقيّة وتمكّنهم من أداء دورٍ مؤثّرٍ في المجتمع.

وشدّد آية اللّه الأعرافيّ على أنّ المؤسّسات العلميّة والثقافيّة يجب أن تضطلع بدورٍ فاعلٍ في تنظيم شؤون المهاجرين، وأن تعمل بتنسيقٍ محكمٍ فيما بينها، مشيرًا إلى أنّ الحوزات العلميّة بإمكانها أن تكون محورًا للتضامن الفكريّ والثقافيّ، وتستغلّ الطاقات المتاحة بشكلٍ مؤثّرٍ عبر تخطيطٍ دقيقٍ.
وأضاف سماحته أنّ كلّ خطوةٍ تُتّخذ في شأن المهاجرين يجب أن تحمل طابعًا وحدويًّا وتلاحميًّا يرسّخ الوحدة الوطنيّة والتضامن الاجتماعيّ في البلاد، فالهجرة يمكن أن تتحوّل إلى فرصةٍ للتقدّم والتضامن وترسيخ القيم الأخلاقيّة والثقافيّة.
كما أكّد مدير الحوزات العلميّة في إيران، على أهمّيّة الرؤية الثوريّة والدينيّة في إدارة قضيّة الهجرة، مشيرًا إلى أنّه منذ أكثر من ثلاثين عامًا يؤكّد على النظرة التقريبيّة والثوريّة، ويعتقد بوجوب الحفاظ على الوحدة والانسجام المذهبيّ إلى جانب الاهتمام الدقيق بالقضايا الاجتماعيّة والثقافيّة.
وأضاف سماحته أنّ قضيّة المهاجرين تحتاج إلى إدارةٍ خاصّةٍ ومتابعةٍ دقيقةٍ، مبيّنًا أنّ مدينة قم تتمتّع بحسّاسيّةٍ وأهمّيّةٍ أكبر في هذا المجال. وأكّد أنّه لا بدّ من تخطيطٍ منسّقٍ وإدارةٍ ثقافيّةٍ واعيةٍ تسهم في تعزيز التضامن، وحفظ الهويّة، وتقوية التلاحم الاجتماعيّ والدينيّ للمهاجرين.
تنظيم المهاجرين غير الشرعيّين وعودتهم الآمنة إلى بلدانهم
ومن جانبه، أشار نادر يار أحمدي، رئيس مركز شؤون اللاجئين والمهاجرين الأجانب بوزارة الداخليّة الإيرانيّة، إلى أنّ الدولة تعمل على تنفيذ برامج منسّقةٍ لتنظيم شؤون المهاجرين غير الشرعيّين وضمان عودتهم الآمنة إلى بلدانهم الأصليّة.
وأوضح رئيس هذا المركز أنّ الدولة، بالتعاون مع الجهات الأمنيّة والحدوديّة، تعمل على تحديد الأفراد المشمولين بالعودة ووضع آليّاتٍ قانونيّةٍ للتخفيف من التبعات الاجتماعيّة والاقتصاديّة الناجمة عن وجود المهاجرين غير الشرعيّين في البلاد.
وصرّح يار أحمدي بأنَّ إدارة قضيّة الهجرة غير الشرعيّة تتطلّب تنسيقًا شاملًا بين جميع الأجهزة الحكوميّة وتطبيقًا دقيقًا للسياسات الوطنيّة المعتمدة.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك