وكالة أنباء الحوزة - أكّد آية اللّه محسن الأراكيّ (عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام) أنّ أمضى سلاحٍ يمتلكه الأعداء هو سلاح الحرب النفسيّة. ففي ميدان القتال العسكريّ سيكون العدوّ خاسرًا، ولو احتدم القتال وامتدّ إلى الميدان العملياتيّ فإنّنا سنكون المنتصرين. وأنّ ما يحول دون تحقيق النصر هو العمليّات النفسيّة التي يشنّها العدوّ قبل الاشتباك المباشر.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي انعقد يوم أمسِ 23 مهر 1404 ش/ 15 أكتوبر 2025 م في قاعة المؤتمرات بمجمع أنصار المهدي (عج) في مسجد جمكران المقدّس، بحضور معاوني التبليغ في المحافظات والمدن، ومنسقّي مدارس الأمين.
وأضاف سماحته أنّ العدوّ يسعى إلى تثبيط عزائمنا من خلال الحرب النفسيّة؛ فإنّ خلق الوهم، ونشر الخوف، وإضعاف الإرادة، وإحباط همم الشعب، هي جميعًا من أدوات العدوّ. وإحدى مهامّنا الأساسيّة في مجال التبليغ هي الكفاح ضد هذه الحرب النفسيّة ذاتها. يجب أن يدرك العدو أنّنا أقوياء بحقٍّ.
ضرورة شرح إنجازات الثورة الإسلاميّة لجيل الشباب
وتابع آية اللّه الأراكيّ حديثه بالقول: علينا أن نوضّح للشعب، وخاصّةً لجيل الشباب، ساحة الثورة الإسلاميّة وما حقّقته من إنجازاتٍ وانتصاراتٍ. فيجب أن يدرك الشباب لماذا يعادي الأعداء هذه الثورة. يجب علينا أن نشرح جذور هذه العداوات حتى يتعزّز الإيمان والبصيرة في نفوس الجيل الجديد.
ذلّ بعض الحكومات أمام أمريكا
وفي إشارةٍ إلى أمثلةٍ على ذلّ بعض الحكومات أمام الولايات المتّحدة، صرَّح آية اللّه الأراكيّ بأنّ قمّة شرم الشيخ كانت مسرحًا واضحًا لهوان زعماء بعض الدول أمام ترامب، حيث أهانهم رئيس أمريكا رغم أنّهم في خدمة الصهيونيّة والولايات المتّحدة. فإنّ رئيس مصر، الذي بذل جهودًا طويلةً في إجهاض تيّار المقاومة والقضاء عليه، لم يكن له أيّ شأن أمام ترامب، بل تعرّض للإهانة والإذلال.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة أنّ جميع أنحاء العالم أشادت بإيران لعدم مشاركتها في تلك القمة. فهذه العزّة هي ثمرة إيمان شعبنا واستقلاله. يجب أن نُقيّم مدى عملنا في مجال الحرب النفسيّة، وما هي الإجراءات التي يتوجّب علينا القيام بها.
الإيمان مصدر قوّة الشعب واعتزازه بالنفس
وشدّد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، مشيرًا إلى دور الإيمان في تمكين المجتمع، على ضرورة تربية الجيل الشابّ على الشجاعة، والثقة بالنفس، والاعتماد على الإيمان. فالإيمان هو منبع القوّة ومصدرها، والمجتمع الذي يتحلّى بالإيمان لا يخشى العدو ويتجاوز الصعاب.
وفي هذا السياق، استشهد سماحته بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، موضحًا أنّ الإيمان هو القوة التي تجعل المجتمع صامدًا ومنتصرًا.
تاريخ صدر الإسلام مدرسةٌ للمقاومة في العصر الحاضر
واستذكر آية اللّه الأراكيّ حروب صدر الإسلام، مبيّنًا أنّه يجب علينا أن نشرح للشباب حروب رسول اللّه (ص) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). فمعارك مثل خيبر والأحزاب لم تكن مجرد صراعاتٍ عسكريّةٍ، بل كانت مدرسةٌ للإيمان والشجاعة والحكمة. يجب أن نبيّن للشباب كيف انتصر المؤمنون في أصعب الظروف بالتوكّل على اللّه تعالى.
وأضاف عضو مجلس خبراء القيادة أنّ أحداث صدر الإسلام لا ينبغي أن تُرى مجرّد أحداثٍ تاريخيّةٍ، بل يجب تفسيرها كدرسٍ مستفادٍ لزمننا الحاضر. فإنّ روح الإيمان واليقين ذاتها، التي حقّقت النصر للمسلمين في غزوتي الأحزاب وخيبر، يمكنها اليوم أن تحمي شعبنا من الغزو الثقافيّ والنفسيّ للعدو.
العمل لوجه اللّه تعالى سرّ النجاح في ميادين التبليغ
وقال آية اللّه الأراكيّ: إذا أخلصنا النيّة للّه في أعمالنا، فإنّ اللّه سيمنحنا القوّة والتوفيق. والعمل التبليغيّ والثقافيّ لا يؤتي ثماره إلّا إذا كانت النيّة خالصةً والوجهة إلهيّةً.
وصرّح عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام بأنّه يجب علينا أن نشيد منهجنا التربويّ بناءً على الأصول التطبيقيّة للإسلام؛ منهجًا يكون فيه الإيمان واليقين وطاعة الإمام الخمينيّ (ره) والولاية محور الحركة. وكلّ خطوةٍ نخطوها في طريق التبليغ يجب أن تستند إلى اليقين والبصيرة.
اليقين والطاعة للإمام الخمينيّ (ره): أساس الحركة المنهجيّة
وبيّن آية اللّه الأراكيّ أنّ أساس عملنا هو اليقين. فيجب أن تكون جميع قراراتنا وبرامجنا مبنيّةً على اليقين والطاعة للإمام (ره). وإذا ثبتنا على اليقين، لن يتمكّن العدو أبدًا من هزيمتنا في الحرب النفسيّة. فواجبنا اليوم هو أن نقف، بالاعتماد على المنهج والإيمان، في وجه الغزو الفكريّ والثقافيّ للأعداء.
وختم عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة كلمته داعيًا المبلّغين والمسؤولين الثقافيّين إلى أن يُعدّوا برامج دقيقةً لتوعية الجيل الشابّ بقيم الثورة الإسلاميّة، وتاريخ الإسلام، وقدرات الشعب الإيرانيّ، وأن يجعلوا من الجبهة الثقافيّة حصنًا منيعًا في مواجهة الحرب النفسيّة التي يشنّها الأعداء.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك