وكالة أنباء الحوزة - أكّد حجّة الإسلام والمسلمين أحمد عابدي (رئيس جامعة علوم ومعارف القرآن الكريم ومدير قسم الفلسفة في جامعة قم) على الدور التاريخيّ الذي اضطلعت به الحوزات العلميّة في تلبية حاجات العصر، مبيّنًا أنّ الحوزات بما تملكه من رصيدٍ علميٍّ عريقٍ وتاريخٍ مشرفٍ، تتحمّل مسؤوليّةً جسيمةً في تبيين وتدوين «فقه الأنظمة».
جاء ذلك خلال ندوةٍ متخصّصةٍ حضرها جمعٌ من أساتذة المستويات العليا في الحوزات العلميّة، وأعضاء الأمانة العامّة لـ«الحوزة العلميّة الرائدة والمتفوّقة»، ومسؤولو اللجان والمراكز الحوزيّة.
واعتبر سماحته «فقه النظام» من الضرورات الملحّة في المجتمع الإسلاميّ المعاصر، مضيفًا أنّ أحد الجوانب المهملة في هذا المجال هو فقه الأمن، الذي رغم أهميّته البالغة في هيكليّة النظام الإسلاميّ، إلّا أنّه لم يحظَ بالمكانة اللائقة في المصادر والمناهج الدراسيّة الحوزويّة.
وأوضح حجّة الإسلام والمسلمين عابدي أنّ الكتب الدراسيّة المتداولة في الحوزة، ومن أبرزها شرح اللمعة، لم تخصّص بابًا مستقلًّا لدراسة المسائل الأمنيّة، مع أنّ هذا الموضوع يُعدّ من أكثر القضايا إلحاحًا في واقعنا الراهن.
وتابع رئيس جامعة علوم ومعارف القرآن الكريم، مستشهدًا بالآيات القرآنيّة، أنّ موضوع الأمن، خلافًا لما قد يُتصوّر، يتمتّع بمكانةٍ خاصّةٍ في القرآن الكريم، حيث تناولت أكثر من خمسمائة آيةٍ هذا المبحث الحيويّ، وهو عددٌ يفوق بكثيرٍ عدد آيات الأحكام المعروفة.
وفي إشارةٍ منه إلى طبيعة التحدّيات الأمنيّة المستجدّة، أفاد سماحته أنّ مفهوم التجسّس والتهديدات الأمنيّة اليوم تجاوز حدود جمع المعلومات، ليشمل محاولات إضعاف الهياكل الإداريّة وتحريف أولويّات البلاد، وهي أمورٌ تُعدّ من المصاديق الهامّة للتهديدات التي تتطلب معالجةً فقهيّةً دقيقةً.
ثمّ أشار هذا الأستاذ بالمستوى العالي في الحوزة العلميّة إلى جملةٍ من القضايا الأمنيّة المستحدثة– كالأحكام المتعلّقة بالعمليّات العسكريّة الخاصّة، والاستجواب، والاعتقال في الأماكن المقدّسة، واختيار الكوادر البشريّة – مؤكّدًا ضرورة انخراط الفقهاء والباحثين في تدوين «فقه الأمن» كجزءٍ جوهريٍّ من «فقه النظام».
وفي الختام، شدّد مدير قسم الفلسفة في جامعة قم على ضرورة التخطيط الجادّ لإنتاج العلم، وتقديم الحلول الفقهيّة الملائمة لاحتياجات النظام الإسلاميّ المعقّدة في مجال الأمن، بما ينسجم مع توجيهات القائد الأعلى الواردة في بيان «الحوزة العلميّة الرائدة والمتفوّقة».
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك