الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 15:02
أستاذ الحوزة العلميّة في قم المقدّسة: اسم العلّامة الأمينيّ حيٌّ خالدٌ بجوار اسم الغدير

وكالة الحوزة - قال حجّة الإسلام والمسلمين أحمدآخونديّ: إنّ العلّامة الأمينيّ كان عاشقًا مُتيّمًا لا يعرف ليلًا ولا نهارًا، ولا حرًّا ولا بردًا؛ فقد قضى أربعين عامًا من عمره الشريف ينقّب في المخطوطات والوثائق النادرة، متتبّعًا الحقائق في مكتبات العراق وإيران والهند وسوريا وتركيا، في سعيٍ حثيثٍ لإحياء الحقيقة وإنارة دروب المعرفة.

وكالة أنباء الحوزة - صرّح حجّة الإسلام والمسلمين محسن أحمدآخونديّ، من أساتذة الحوزة العلميّة في قم المقدّسة، بأنّ اسم العلّامة الأمينيّ حيٌّ خالدٌ إلى جوار اسم الغدير؛ فكلّ من يريد أن يتحدّث عن واقعة الغدير أو يخوض في بحثٍ حولها، لا يجد بدًّا من الرجوع إلى هذا السِفر الجليل العظيم في عالم التشيّع، المسمّى بـ «الغدير».

وأضاف سماحته أنّ كتاب «الغدير» هو ثمرة جهودٍ جبّارةٍ لرجلٍ عاشقٍ قضى أربعين عامًا من عمره الشريف في البحث والتنقيب في المخطوطات والوثائق النادرة، متنقّلًا بين مكتبات العراق وإيران والهند وسوريا وتركيا.

أستاذ الحوزة العلميّة في قم المقدّسة: اسم العلّامة الأمينيّ حيٌّ خالدٌ بجوار اسم الغدير
الشيخ محسن أحمدآخونديّ

وشدّد أستاذ الحوزة العلميّة على استخدام كلمة «عاشق» في وصف العلّامة الأمينيّ، قائلًا: إنّ كلّ من رأى العلّامة عن قربٍ أو من أخلص في قراءة كتابه العظيم، يعلم ويشهد أنّ هذا الرجل كان عاشقًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى؛ لا يثنيه ليلٌ ولا نهارٌ، ولا حرٌّ ولا بردٌ، عن غايته النبيلة في إحياء الغدير، وإزالة غبار الظلم والشكّ عن قضيّة الولاية وواقعة غدير خمّ التاريخيّة.

وتابع حجّة الإسلام والمسلمين أحمدآخونديّ، قائلًا: قبل أن نتعرّف على كتاب الغدير، كنّا نصادف في بعض المصنّفات عباراتٍ توحي بالشكّ في أصل واقعة الغدير، كمن يقول: «لا وجود لحديثٍ موثوقٍ في شأن الغدير!»، أو ابن تيمية الذي يقول: «إنّ حديث الغدير كذبٌ لا شكّ فيه»، أو ابن حزم الذي يقول: «لم يروِه أحدٌ من الثقات»، أو آخر يقول: «إنّ عليًّا لم يكن حاضرًا في واقعة الغدير حتى ينصبه النبيّ (ص) إمامًا ووليًّا»، أو إبراهيم الأسود يقول: «إنّ الغدير ليس واقعةً تاريخيّةً كما يزعم الشيعة، بل هو إحدى المعارك المشهورة للنبيّ (ص)».

وأضاف سماحته: وإن كانت هذه الأقوال قليلةً إلّا أنّها كانت تتردّد بين الفينة والأخرى على ألسنة البعض وتزرع الشكوك حول واقعة الغدير. وهذا ما دفع المرحوم العلّامة الأمينيّ إلى أن يكرّس عمره في سبيل دحض كلّ ما يمكن أن يساور نفوس الناس من شبهاتٍ، وعرض صورة هذه الواقعة التاريخيّة بجلاءٍ ووضوحٍ أمام أنظار العالم، ولتحقيق ذلك، كان ينتقل من مكتبةٍ إلى أخرى، وينقّب في المخطوطات، ويستقصي الحقائق في مكتبات النجف وغيرها.

أستاذ الحوزة العلميّة في قم المقدّسة: اسم العلّامة الأمينيّ حيٌّ خالدٌ بجوار اسم الغدير
العلامة عبد الحسين الأمينيّ

وأخيرًا أوضح قائلاً: إنّ نجله، الشيخ رضا الأمينيّ، هو من الذين سردوا سيرة حياة العلّامة الأمينيّ. وممّا يؤسف له أنّ العديد من طبعات كتاب الغدير تفتقر إلى كثيرٍ من المقدّمات الضروريّة، ولكن في الطبعة الرابعة من هذا الكتاب مقدّمةٌ نفيسةٌ تزيد على مئة صفحةٍ، تتضمّن ترجمةً وافيةً لحياة العلّامة الأمينيّ، هذا الرجل الذي خلّد اسمه في سجلّ العلماء والمصلحين، وبات الغدير مرآةً لروحه العاشقة الخالدة.

يُذكر أنّ آية اللّه عبد الحسين الأمينيّ، الملقّب بالعلّامة الأمينيّ، وُلد عام 1320 هـ في مدينة تبريز الإيرانيّة، ودرس في حوزتَي تبريز والنجف الأشرف. كرّس حياته للبحث والتأليف، وقضى أكثر من أربعين عامًا في جمع المصادر لإعداد موسوعته الخالدة «الغدير في الكتاب والسنّة والأدب». تُوفّي عام 1390 هـ ودفن في المقبرة التي أعدّها في حياته بجانب مكتبة الإمام أمير المؤمنين(ع) العامّة في النجف الأشرف.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha