الخميس 9 أكتوبر 2025 - 20:41
آية اللّه الكعبيّ: الحكم الدينيّ الناجح يتحقّق بمشاركة الشعب ونشر التقوى

وكالة الحوزة - أكّد آية اللّه عباس الكعبيّ، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، على الدور المحوريّ للرأي العام ومشاركة الشعب الفعّالة في نجاح الحكم الإسلاميّ، مبيّنًا أنَّ الحكم لا يستطيع أن يحقّق أهدافه المرجوّة دون دعم الشعب ومشاركته.

وكالة أنباء الحوزة - في إشارةٍ إلى أهمّيّة «نهج البلاغة» وتعاليم أمير المؤمنين علي (ع)، أكّد آية اللّه عباس الكعبيّ على ضرورة علاقة الحكم بالشعب وإعمال ولاية الفقيه والتحلّي بالتقوى والعدل، مضيفًا أنّ الحكم الناجح يقوم على المشاركة الفعّالة للشعب والكفاءة والتقدّم العلميّ والتكنولوجيا.

جاء ذلك صباح أمسِ الأربعاء، خلال كلمته في الملتقى التمهيديّ للمؤتمر الدوليّ الرابع لنهج البلاغة بعنوان «طريق النجاة»، والذي تزامن مع الذكرى السبعين لرحيل آية اللّه الميرزا علي آقا الشيرازيّ (1).

وذكّر سماحته بأنّ آية اللّه الميرزا علي آقا الشيرازيّ، كما وصفه آية اللّه الشهيد المطهريّ، كان تجسيدًا حيًّا لـنهج البلاغة، وعاش حياته وفقًا لتعاليم أمير المؤمنين علي (ع).

وأضاف عضو جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة أنّ نهج البلاغة ليس مصدرًا نظريًّا فحسب، بل هو مرجعٌ حيٌّ وعمليٌّ للحكم وإدارة شؤون المجتمع، يغذّي روح الجهاد والإيثار والبصيرة في حياة الناس.

وتطرّق سماحته إلى أهمّيّة ثلاثة مفاهيم أساسيّة هي: الولاية، إعمال الولاية، وحُسن الولاية، مبيّنًا أنّ الولاية ليست مجرد رئاسة الحكم، بل تتحقّق حقيقتها من خلال ممارستها في إطار القوانين والهياكل الحكوميّة، مصحوبةً بدعم الشعب ومشاركته الفعّالة.

وأردف آية اللّه الكعبيّ موضحًا أنّه، حتّى في عهد أمير المؤمنين (ع)، كانت بعض القرارات الحكوميّة تواجه مقاومةً من قبل بعض الشعب أو الفرق والهيئات أحيانًا، فكان الإمام (ع) يدير الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، حرصًا على صيانة كيان النظام الإسلاميّ واستمراريّته.

وأكّد عضو مجلس خبراء القيادة، على الدور المحوريّ للرأي العام ومشاركة الشعب الفعّالة في نجاح الحكم الإسلاميّ، مبيّنًا أنَّ الحكم لا يستطيع أن يحقّق أهدافه المرجوّة دون دعم الشعب ومشاركته، فمشاركة الشعب تعزّز مشروعيّة النظام ومقبوليّته، وهي شرطٌ أساسيٌّ لإرساء العدل ومكافحة الظلم.

وفي معرض حديثه عن التجارب التاريخيّة والدفاعيّة للبلاد، أشار سماحته إلى ضرورة تعزيز العلم والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفيّ لمواجهة التحدّيات الداخليّة والخارجيّة، معتبرًا ذلك من مبادئ الحكم العلوي والفقهي.

ثمّ نوّه آية اللّه الكعبيّ إلى العناصر الرئيسة للحكم الناجح، موضحًا أنّها تشمل الإدارة الحكيمة للموارد الماليّة والبشريّة، وتوفير الأمن والرخاء للمواطنين، وتحسين المعيشة والصحّة، وتنمية البنية الثقافيّة والاجتماعيّة، وتقوية البنى التحتيّة الدفاعيّة.

كما ذكّر عضو مجلس خبراء القيادة بأنّ السياسات الكلّيّة يجب أن تتحوّل إلى خططٍ تنمويّةٍ وميزانيّاتٍ تنفيذيّةٍ، ولا يمكن تحقيق ذلك دون الكفاءة ومشاركة الشعب.

وشدّد سماحته على أهمّيّة العدل والتقوى في صفوف مسؤولي النظام الإسلاميّ، مبيّنًا أنّ جميع المسؤولين، من الموظّف العاديّ إلى رئيس الجمهوريّة، يجب أن يكونوا ملتزمين بالعدل والتقوى، ويدعون الناس إلى مراعاة الأخلاق والعدالة.

وأكّد آية اللّه الكعبيّ أنّ المشاركة الفعّالة للشعب والإدارة الحكيمة للموارد، هما الركيزتان الأساسيّتان للحُكم الدينيّ والديمقراطيّة الإسلاميّة.

واختتم كلمته مؤكّدًا على أنّ الحكم الناجح يتحقّق بالمشاركة الفعّالة للشعب، والإدارة العلميّة والتقنيّة، وتنمية التكنولوجيا والاقتصاد المعرفيّ، والتحلّي بالتقوى والعدل، واتخاذ القرارات الحكيمة المستلهمة من تعاليم نهج البلاغة وأحكام أمير المؤمنين (ع)، داعيًا كافّة المؤسّسات والمواطنين إلى العمل الدؤوب في سبيل تحقيق هذه الغايات السامية.


(1) الميرزا علي آقا الشيرازي (1375-1294هـ . ق/ 1334-1255هـ . ش)، فقيه وواعظ بارز، وُلِدَ في النجف وتَعلَّم في إصفهان والنجف. كان من مدرسي حوزة إصفهان البارزين، وبتكليف من آية الله البروجردي أصبح مدرساً للأخلاق في الحوزة العلمية بقم. خلّف نشاطاً علمياً، وأحيا كتباً كـ"التبيان" للطوسي.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha