في حديثه مع مراسل وكالة أنباء الحوزة، قدم آية الله محسن فقيهي تهانيه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لجميع المسلمين و المؤمنين، و فيما يتعلق بفضائل هذا الشهر الكريم قال: كما ورد عن النبي الكريم (صلى الله عليه و آله وسلم): "هو شهرٌ أوله رحمةٌ و أوسطه مغفرةٌ و آخره إجابةٌ و عتقٌ من النار" (الكافي، ج٤، ص٦٧)، فشهر رمضان هو شهرٌ مبارك تملؤه الرحمة، و أيامه و ساعاته هي أفضل الساعات و الأيام. و فقاً للأحاديث الشريفة، تُقبل أعمال المؤمنين في هذا الشهر، و تُستجاب دعواتهم بفضل الله تعالى. و من أبرز خصائص هذا الشهر هو فتح أبواب الرحمة، و هو ما أكدته الأحاديث بكثرة. و من مجموع الآيات القرآنية المرتبطة بهذا الشهر و الأحاديث الواردة، يظهر أن لهذا الشهر مكانة مقدسة و روحية فريدة بين باقي الأيام و الشهور، و قد تم التأكيد على الاستفادة من بركاته من قبل المسلمين.

و أضاف عضو جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم : شهر رمضان، بالإضافة إلى فضائله الروحية و المقدسة، هو شهر تدريب المؤمنين على الفضائل الجميلة مثل ضبط النفس، و التحمل، و التسامح، و الصبر. فقد جعل الله تعالى عبادات هذا الشهر وسيلة لتطهير و تنقية نفوس المؤمنين، و تثبيت الفضائل الأخلاقية و الروحية فيهم.

و أردف قائلاً: هذا المعنى مذكور في الآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة، ١٨٦)؛ فهدف الصوم ليس مجرد الامتناع عن المفطرات، بل روح هذه العبادة، كغيرها من العبادات و المناسك، هي التربية الأخلاقية و الروحية للإنسان. و التقوى التي تشير إليها هذه الآية الكريمة هي ما يُرجى أن يتحقق من خلال الصيام و غيره من العبادات.

وتحدث آية الله فقيهي عن نزول القرآن في شهر رمضان قائلاً: و من خصائص هذا الشهر الكريم، نزول القرآن الكريم: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" (البقرة، ١٨٥)؛ و لهذا السبب، في أعمال و مناسك رمضان، تم التأكيد على قراءة و تدبر آيات القرآن الكريم، و خاصة التفكر و التأمل في معاني هذا الكتاب العظيم و الروح و الجواهر التي يحملها القرآن الكريم.

و أضاف هذا الأستاذ في الحوزة: شهر رمضان هو شهر الألفة و الاتصال الروحي للمؤمنين بالكتاب الإلهي، و فوق ذلك، هو تجلي القرآن و معارفه في حياة الإنسان، و عمله، و سائر أموره الدنيوية. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاستفادة من ثمرات هذا الشهر المبارك، و أن يشملنا برحمته الواسعة التي وعدنا بها في هذا الشهر.