بحسب ما نقلته وكالة أنباء الحوزة، فإن المرحوم آية الله محمد علي ناصري، أحد أساتذة الأخلاق في الحوزة، تناول في أحد دروسه الأخلاقية موضوع الولاية، محور قبول الأعمال، و كان نص حديثه كما يلي:
في مقطع من دعاء مكارم الأخلاق، يناجي الإمام زين العابدين (عليه السلام) ربه قائلًا: «اللهُمَّ اسْلُکْ بِی الطَّرِیقَةَ المُثْلی»؛ أي يا رب، وجّهني إلى الطريق الأكمل و الأفضل.
يقوم الإسلام على خمسة أركان أساسية:
1- الصلاة: عمود الدين ومعيار قبول سائر الأعمال.
2- الصيام: وسيلة لتعزيز التقوى و بناء الذات.
3- الزكاة: و تشمل زكاة المال و الفطرة، و تمتد إلى مفهوم أوسع للنمو و التكامل.
4- الحج: رمز للوحدة و العبودية الجماعية للمسلمين.
5- الولاية: المحور الأساس و الشرط لقبول جميع الأعمال.
من بين هذه الأركان، تحظى ولاية أهل البيت (عليهم السلام) بمكانة خاصة نظرًا لارتباطهم المباشر بعالم الوحي و الحقائق الإلهية.
في ليلة القدر، ينزل ملك الروح على الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، مما يؤكد استمرارية هذا الارتباط الإلهي. و قد ذكر العلامة المجلسي في الجزء السابع و العشرين من بحار الأنوار إحدى و سبعين رواية تثبت هذا المفهوم.
و في حديث موثّق عن الإمام الصادق (عليه السلام)، يروي النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) عن جبرائيل قوله:
خلق الله السماوات السبع و الأراضين السبع و جميع المخلوقات، و لم يخلق مكانًا أعظم من الركن و المقام. لكن لو أن عبدًا عبد الله في هذا المكان المقدس منذ بدء الخلق إلى نهايته، و لم يقبل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، لكان مصيره النار الأبدية.
كما يؤكد حديث ميسرة هذا المفهوم، حيث قال للإمام الصادق (عليه السلام) إنه يستيقظ من نومه بسبب صوت عبادة جاره، و طلب من الإمام أن يدعو له كي يستيقظ لعبادة الله.
فسأل الإمام (عليه السلام) عن اعتقاد ذلك الجار بالولاية، ثم قال: حتى لو عبد إنسان ألف سنة في أقدس بقاع الأرض – بين الركن و المقام، و بين الروضة و المنبر – و لم يقبل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، فلن يكون له مصير سوى النار.
كيف نرسّخ نور الولاية في حياتنا؟
في ظل هذه النعمة الإلهية العظيمة، ينبغي علينا:
1- ألّا نُضعف نور الولاية بارتكاب المعاصي و اتباع الأهواء النفسية.
2- المداومة على صلاة الليل، لما لها من أثر في توسعة الرزق و تعزيز نور الولاية.
3- حتى إن لم نتمكن من أداء صلاة الليل كاملة، فلنحرص على أداء ثلاث ركعات الوتر على الأقل.
4- الالتزام بصلاة الليل يُكمّل نور الولاية، و يمنع الإنسان من الوقوع في الذنوب، و يحفظه من وساوس النفس و الشيطان.
تعليقك