الجمعة ٧ فبراير ٢٠٢٥ - ١٠:٣٣
مكانة فقه النظام غائبة في نظام الحُكم

وکالةانباءالحوزه؛ آية الله الحسيني البوشهري أن مكانة فقه النظام غائبة في نظام الحُكم، مشيرًا إلى أن هناك فجوة بين الحوزة العلمية، التي تُعد مركزًا علميًا و فقهيًا، و بين المشرّعين الذين يضعون أسس نظام الحُكم، حيث لا يوجد تواصل كافٍ بينهما.

بحسب تقرير "وكالة الحوزة"، قال آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري، رئيس جامعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، خلال لقائه برئيس مركز البحوث في مجلس الشورى الإسلامي، مهنئًا الأمة الإسلامية بمناسبة أعياد شعبان، و لا سيما ميلاد الإمام السجاد و الإمام المهدي (عليهما السلام): يجب أن تكون جميع جهودنا موجهة نحو التمهيد و الإعداد لظهور الإمام المهدي (عج).

وصف رئيس جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم مركز البحوث البرلمانية بأنه أحد المؤسسات المؤثرة في مجال السياسات العامة و القضايا الاستراتيجية و التنفيذية للبلاد، مشيرًا إلى أن هذا المركز، بحكم انشغاله بالأبحاث و الدراسات، يمكنه تقديم خطط مناسبة لوضع البلاد الحالي و المستقبلي، بالإضافة إلى تشخيص المشكلات التي واجهتها في الماضي. لكنه أعرب عن أسفه لأن هناك فجوة بين ما يُطرح كبحث نظري و ما يُطبق عمليًا.

ضرورة التنسيق بين البرلمان و مركز البحوث

و أكد نائب رئيس مجلس خبراء القيادة على ضرورة وجود تناغم كامل بين مجلس الشورى الإسلامي و مركز البحوث التابع له، مشيرًا إلى أن القضايا اليومية في بعض الأحيان تفرض نفسها على المشهد، مما يضيق المجال أمام العمل البحثي المتعمق، و بالتالي لا تتاح الفرصة الكافية لإجراء دراسات مستفيضة حول بعض القضايا المهمة.

و أضاف: الإسلام دين غني. الإمام علي (عليه السلام) قال عن القرآن: ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق، أي أن القرآن لا يتحدث بنفسه، بل يجب أن نستنطقه و نستخرج تعاليمه.

لدينا مصادر غنية، لكن نحتاج إلى تحديثها

و أشار نائب رئيس مجلس خبراء القيادة إلى أن الفقهاء و العلماء بذلوا جهودًا كبيرة في القضايا الإسلامية، و نحن نملك مصادر غنية، لكن تحديثها بما يتناسب مع متطلبات العصر يحتاج إلى عمل جاد و أساسي، و هو ما يُفترض أن يتم في مركز البحوث.

و في إشارة إلى المادة الرابعة من الدستور، التي تنص على ضرورة وضع جميع القوانين و اللوائح في البلاد وفقًا للمعايير الإسلامية، أكد أن جميع ما يجري في النظام الإسلامي يجب أن يكون متوافقًا مع الإسلام، مشددًا على أن عدم مخالفة القوانين للإسلام شيء، لكن تطبيق المعايير الإسلامية بشكل كامل شيء آخر.

السعي إلى بناء نظام إسلامي متكامل

و أكد أستاذ الحوزة العلمية في قم ضرورة العمل على بناء نظام متكامل وفقًا للمعايير الإسلامية، موضحًا أن البرلمان، عند تشريعه للقوانين، يعتمد على العرف الاجتماعي و متطلبات النواب، و يتم مناقشة هذه القوانين في اللجان البرلمانية. و بما أن أغلب النواب أشخاص مؤمنون و متدينون و ذوو توجهات ثورية، فهم يحاولون مراعاة الضوابط و الخطوط الحمراء. لكن، رغم ذلك، لا ينتج عن هذه العملية نظام متكامل.

و أشار إلى أنه رغم مرور أكثر من أربعين عامًا على الثورة الإسلامية، لا يزال هناك فراغ في هذا المجال، مؤكدًا أن هناك نقصًا في التواصل بين الحوزة العلمية، كمركز علمي و فقهي، و بين المشرّعين الذين يضعون أسس نظام الحُكم، مما يجعل مكانة فقه النظام غائبة.

و أضاف آية الله الحسيني البوشهري، مشيرًا إلى دور مركز البحوث الإسلامية في قم، أن هناك حاجة إلى تعزيز التعاون و التنسيق بين هذا المركز و مركز البحوث البرلمانية، موضحًا أن التكامل و التنسيق أمر ضروري، و يجب تجنب العمل بمعزل عن بعضهم البعض، بل ينبغي أن يتعاون هذان المركزان معًا لخدمة احتياجات البرلمان.

نحن نقدم الاستشارات لبقية السلطات أيضًا

و في بداية اللقاء، قدّم الدكتور بابك نقاهداري، رئيس مركز البحوث في مجلس الشورى الإسلامي، تعريفًا بالمركز، موضحًا آليات عمله، و أكد أن المركز مسؤول عن تقديم التقييمات العلمية لجميع مشاريع القوانين و الاقتراحات التي تُطرح في البرلمان.

و أضاف أن دور المركز لا يقتصر على تقديم المشورة لمجلس الشورى الإسلامي فحسب، بل يمتد أيضًا ليشمل تقديم الاستشارات لبقية السلطات في البلاد.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha