الجمعة 1 أغسطس 2025 - 16:10
"لأطفال غزة" قصيدةٌ تُكتب بدماء المقاومة

وكالة الحوزة - في زمنٍ تسجّل فيه الدماء صفحات الحزن، يكتب الشاعر الفلسطيني لطفي زغلول قصيدته "لأطفال غزة" كصرخة تمزج الألم بالشموخ، لتكونَ شهادة على بطولات أطفال حوّلوا جراحهم إلى شعلة أمل ومقاومة.

وكالة أنباء الحوزة - لطفي زغلول، الشاعر الفلسطيني المولود في نابلس عام 1938، وابن الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول، يُجسّد بصوته الشعري في قصيدته "لأطفال غزّة" نبض مدينة تحيا في قلب الألم والمقاومة. يكرّم الشاعر في هذه القصيدة أطفال غزة الذين حوّلوا جراحهم إلى صرخة حرية وعزيمة لا تلين.

ليست هذه القصيدة مجرد كلمات تُقرأ، بل دمعة تُذرف، وقبلة تُطبع على جبينِ كلِّ طفلٍ قالَ للظلم: "كلاّ".

وإليكم نص القصيدة:

لأطفالِ غزّةَ .. أنزفُ شعرا

أسطّرُ بالدمِ أسطورةَ الكِبرِ .. سطراً فسطرا

مساءً وصبحا .. وألثمُ جرحا

على صدرِ طفلٍ ..

أبى أن يهونَ لجلاّدِهِ لحظةً .. وأصرّا

وأقسمَ باللهِ .. أن لن يمرّا

لأطفالِ غزّةَ ..

أحفرُ في بحرِها ..

لسنابلِها الخُضرِ .. برّاً وبحرا

بطاقةَ ذكرى

تكلّلُ هامَ الطفولةِ مجداً وكِبرا

وأصرخُ في وجهِ من ذبحوها

سلامٌ لقاهرةِ القهرِ ..

غزّةَ .. تقهرُ كيدَ الجبابرِ قهرا

لأطفالِ غزّةَ .. طفلاً فطفلا

أقبّلُ وجهَ الطفولةِ ..

ألثمُ كلَّ يدٍ حرّةٍ .. كلَّ طفلٍ ..

أبى أن يهونَ ..

أبى أن يذلاّ

توضّأ بالدم.. بالدمِ صلّى

لهُ في عباءتِهِ.. فارساً..

سورةُ المجدِ تُتلى

لعينيهِ أرسمُ وجهَ المَدى..

ياسميناً ودُفلى.. وورداً وفلاّ

أوقّعُ في دفترِ الحبِّ..

غزّةُ قالت لجلاّدِ أطفالِها..

ألفَ كلاّ وكلاّ

لأطفالِ غزّةَ.. تُغتالُ فيها الطفولةُ.. جَهرا

إلى كلِّ طفلٍ..

غدا في فضاءِ الشهادةِ نِسرا

أيمّمُ كفيَّ صوبَ السماءِ

أرتّلُ ملحمةَ الكبرياءِ..

لهُ عاشَ حرّاً.. لهُ ماتَ حرّا

وأقرئهُ الحبِّ نثراً وشِعرا

وأرفعُ من ذكرِهِ في النوائبِ ذِكرا

وأتلو على سمعِهِ كلَّ حينٍ

فإنّ معَ العُسرِ يُسرا

فإنّ معَ العُسرِ يُسرا (1)


(1) موقع الديوان

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha