وكالة أنباء الحوزة - أكّد المتولي الشرعي للمدرسة السجادية السيد أحمد الصافي، أهمية المدارس الدينية للكثير من طلبة العلم.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها ليلة الأحد 22 ديسمبر 2024 عند افتتاحه المدرسة السجادية في محافظة النجف الأشرف.
وجاء في نص كلمة السيد الصافي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى، وصلى الله على نبيه المصطفى وعلى آله الشرفاء، السلام على الأخوة الأفاضل ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله لكم الأيام في هذه الليلة المباركة ليلة ولادة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) سائلين الله تبارك وتعالى أن يشملنا بشفاعتها في ذلك اليوم، الذي وردت فيه الأخبار الشريفة (ذلك اليوم تلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء)،
بدءًا أتوجه بالشكر الجزيل إلى الإخوة الأعزّاء على استجابتهم لهذه الدعوة وافتتاح هذه المدرسة المباركة المدرسة السجادية، سائلًا الله تعالى أن يوفّق الجميع للعلم والعمل الصالح وأن يجعلنا دائمًا نرتدي رداء الاشتغال بطلب العلم.
ثانيًا أتقدم بالشكر الجزيل لجناب الحاج محمد حسين النعماني الحاضر بيننا في هذا اليوم، الذي بذل ما يمكن أن يُبذَل لإنشاء هذا الصرح المبارك، ولا يخفى على الجميع أنّ الشرع المقدس ندب إلى إنشاء الأوقاف والصدقات الجارية، ومن نعم الصدقة الجارية أن تكون مدرسة لروّاد العلم والفضيلة في النجف الأشرف، هذه المدينة العريقة التي تميزت بثلاث خصال مهمّة:
الخصلة الأولى: هي وجود مرقد سيد الأوصياء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وهذه خصيصة امتازت بها النجف من دون غيرها من مدن العالم، وشرفها أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا الشرف الكبير.
الأمر الثاني: هو وجود الحوزة العلمية المباركة التي سيصل عمرها بعد سنتين إلى ألف عام بعد أن جاء إليها الشيخ الطوسي (رضوان الله تعالى عليه) في سنة 448هـ، وإن شاء الله تعالى يكون للنجف هذه السنة بدخولها الألفيّة الجديدة حضور كريم ومميز، باعتبارها عاصمة العلم.
حقيقة نحن نحتاج إلى جهود كل الأخوة الأفاضل لا أقول لتعريف النجف بل لتعريفنا من خلال النجف، النجف مقامها مقام كبير جدًا وسامٍ، وإن شاء الله تعالى تبقى إلى قيام المهدي (سلام الله عليه).
الخصيصة الثالثة: وجود المحافل والمدارس العلمية في النجف الأشرف، وبحمد الله تعالى هناك مدارس لعل بعضها بعمر أكثر من 800 سنة، إذ يحدثنا التاريخ عن مدرسة المقداد السوري وأمثاله، اليوم الحمد الله هناك إضافات جديدة لهذه المدارس وبتشجيع مباشر ومباركة مباشرة من سماحة سيدنا السيد السيستاني (أدام الله ظلّه الوارف) على الجميع.
الصدقات الجارية وأمثالها المدارس، حقيقة مطلب في غاية الأهمية، لحاجة كثير من الطلبة إلى وجود أماكن للسكن والإفادة العلمية كالمذاكرة، فأغلب الإخوة الطلبة قد سكنوا المدارس بحسب معرفتي بهم، وكانت فرصة طيبة لتربية النفس من خلال ما يشاهده الإنسان من زملائه الطلبة خصوصًا إذا كان بينهم فاضل يستفيدون منه من خلال الأسئلة والسلوكيات، وقد تكون هي فعلًا محطّة تربوية خاصة من خلال الحضور اليومي للطالب المبتدئ، ويرى بعض الأفاضل ممن سبقه في السكن في المدرسة ليتعلم منهم الكثير، ولعل هذا أصبح واضحًا للطالب الذي يعيش في المدارس ويتأثر بالأخوة الكبار الذين سبقوه، ما سيؤثر قطعًا في نفسيته، خصوصًا ممن يسعى إلى صلاة الليل أو يتوفّق لها، ويتبعه بالاشتغال العلمي، فالمدارس فرصة طيبة تساعد على الاشتغال.
في الواقع لا نملك إلّا الدعاء لجناب الحاج وأن يوفقه الله تعالى لمثلها، ويوفق غيره لأمثالها، فإنّ هذا مطلب لا يستحي الإنسان أن يطلبه لما فيه من خيرات كثيرة تعود على النجف الأشرف، وتعود أيضًا على الباذل، كثّر الله تعالى في خيراته ووفقه للمزيد من الطاعات، أشكركم كثيرًا أيها الأخوة نسأل الله سبحانه تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
المصدر: العتبة العباسية
تعليقك