وكالة أنباء الحوزة - دعا المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، السيد أحمد الصافي، إلى مخاطبة الجامعات الغربية لعقد ندوات تبيّن الفكر الإسلامي ونظرياته والإضاءة على الهوية الإسلامية.
جاء ذلك في أثناء استقباله رئيس دار الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، الدكتور عادل نذير ووفد مؤسّسة (بيت الحكمة) على هامش ندوتها عن شخصية النبي (صلّى الله عليه وآله) في كتابات المستشرقين.
وأكد سماحته أهمية قراءة منهجية المستشرقين وفرزهم على أساس المنهجية، فمن كان منهم يتبع منهجية علمية دقيقة، وتلك التي لا تستند إلى ذلك بل إلى عشوائية لا علاقة لها بالعلم، والردّ على أصحاب المنهجية العلمية عبر منهجيتهم وتفنيد ما توصلوا إليه من النتائج السلبية، وكذلك كشف المستشرقين غير المستندين إلى منهج علمي ودليل واضح، لتفنيد نتائجهم عن طريق تفنيد العشوائية في منهجهم.
وأوضح سماحته، أنّ بعض المستشرقين يعتمد المنهج التشكيكي ويتشبّث بالجزئيات الضعيفة في الأحاديث لتعزيز رأيه، عادًّا إياها كليات!! وهذا لا يعني عدم وجود مشاكل تاريخية في العصر الإسلامي نقلتها الأحاديث، لكن المشكلة هي البناء عليها وعدّها الأساس والسلوك الصحيح واعتمادها قاعدة، ونكران أنّ تلك المشاكل هي نتاج الخطأ في اتباع النبي (صلّى الله عليه وآله)، الذي تمثّل سنته الحقيقية وجه الإسلام.
وأشار إلى أنّ كثيرًا من أبناء المجتمع يُعجب بما يكتبه الغرب فينقل منهم ما لا يلائم المنهج السليم، متناسيًا أو غير عالم بأنّ الغربيين لديهم القدرة على إنتاج العجلة والهاتف والطائرة وأمثالها من نتاج المدنية المادية، لكنّهم فشلوا في الجانب الإنساني والمنهج الديني والسلوكي للفرد والمجتمع وأنّهم في وضع متأخر عنّا، والدليل وصولهم للوضع المزري مجتمعيًّا اليوم من تفكك أسري، مبينًا أنّ المجتمع الإسلامي سبقهم بقرون في هذا الجانب، ولا يمكن اعتماد منهجهم فيما يخص تنظيم الأسرة والمجتمع وما يخص النفس وشؤون الأسرة وغيرها.
ودعا سماحته إلى العمل على مخاطبة الجامعات الغربية لغرض التعاون الثقافي، عبر عقد سلسلة من الندوات لشرح الفكر الإسلامي ونظرياته في الأسرة والمجتمع والهوية الإسلامية، وتفنيد نتائج ما توصل إليه المستشرقون عبر تفنيد المنهج العلمي منهم في قراءة الإسلام والنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، وغير العلمي من خلال بيان ذلك، واستعداد العتبة المقدسة لدعم ذلك.
ولفت سماحته إلى أنّ هدف دار الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) العمل على بيان صفاته (صلّى الله عليه وآله)، من خلال الاعتماد على القرآن الكريم.
من جانبه قال رئيس الدار الدكتور عادل نذير: إنّ الدار عقدت بالتعاون مع بيت الحكمة، ندوة عن شخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في كتابات المستشرقين، لتسليط الضوء على شخصيته في ضوء ما كتبه المستشرقون وتوجهاتهم الفكرية وعرض المنهجية العلمية لهذه المؤلفات، وعلى هامش الندوة جرى لقاء سماحة السيد الصافي والاستماع إلى توجيهاته في سبيل إعادة قراءة المنجز الاستشراقي المتعلق بسيرة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)".
وأضاف أنّ السيد الصافي وضع مجموعة من النقاط والاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها في الدار، منها استضافة المختصين وفضلاء الحوزة، وفتح سماحته الباب على مصراعيه في سبيل مخاطبة الجامعات الغربية لأغراض التعاون العلمي والفكري، خاصة مع تقدمنا في ذلك الجانب، وإعادة تفعيل الجانب الأدبي والبلاغة لما يمتلكه العراق من منجز حضاري هو الأقدم، لكنّه الآن يعاني من ضعف ويحتاج إلى تقوية علمية وتشجيع النتاج الأدبي.
وأكّد أنّ العتبة العباسية المقدسة تسعى إلى قراءة المنجز التاريخي عن شخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على أساس علمي.
المصدر: العتبة العباسية
تعليقك