وكالة أنباء الحوزة - نقلا عن مرآة البحرين؛ عدَّد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، مراحل النكبة التي مرّت فيها فلسطين، مروراً بالاحتلال الإسرائيلي لبيروت والجنوب ثم تحريرهما، إلى حين بدء "طوفان الأقصى" الذي "جاء ليضع العالم أمام حقيقة طالما تجاهلها، وهي أنَّ هذا الوجود النشاز ذا النزعة الفاشية والعنصريَّة يجبُ أنْ ينتهي".
ولفت الشيخ صنقور الانتباه، في خطبة الجمعة أمس 17 مايو/أيار 2024، إلى أنّه "لم تمضِ ساعة على إعلان رئيس الوكالة الصهيونية عن قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلَّة حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي اعترافهما بدولة إسرائيل الغاصبة".
وذكّر بأن "هذا الإعلان سبقه ولحِقه تطهير عرقي وتهجير ما يقرب من 800 ألف فلسطيني قسراً، وهو ما يقرب من 80 في المئة من سكان فلسطين آنذاك"، مضيفاً أنّ "ذلك وقع بعد عشرات المجازر والمذابح والإبادات الجماعيَّة وبعد تدمير كامل لِما يزيد على 530 مدينة وقرية فلسطينيَّة من أصل 700 مدينة وقرية، وقد عمدت العصابات الصهيونيَّة على طمس الهويَّة الفلسطينية".
وتابع قوله: "وبدأت بوصول النازحين إلى مواضع لجوئهم قصة الشتات والمخيَّمات التي تفتقر إلى أبسط مقوِّمات الحياة، ومنذ ذلك التأريخ بدأ الترويجُ لثقافة أنّ إسرائيل واقع يجبُ الإقرار به وأنّ جيشها لا يُقهر، ولذلك أخذت في تهويد القدسِ والضفةِ وقطاع غزة من طريق التجريف وإشعال الحرائق والمصادرةِ للمزارع والمنازل والبناء على أنقاضها مستوطنات شاسعة في عموم الأراضي (المحتلة)عام 1967، والتكثيف من عمليّة الاستيراد لليهود من أوروبا وأمريكا والاتحاد السوفيتي ومن مختلف أصقاع الأرض".
واعتبر أنّ "إسرائيل فتحت أبواب المعتقلات على مصراعيها وكدَّست فيها آلافَ الفلسطينيين والعرب من الرجال والنساء والمراهقين، لكي تستريح من صداع المعترضينَ والمقاومين، وعمدت إلى ملاحقتهم في الدول المجاورة، فكان ذلك هو الذريعة التي تذرَّعت بها لاجتياح بيروت والجنوبِ اللبناني، وهكذا أخذت إسرائيل تتمدَّد وتُعربد وترتكبُ المذابحَ والمجازر".
وأشار إلى أنّ "كلّ هذه الجرائم والفظائع وغيرها كثير كان الهدف منها التعزيز لثقافة فرضِ الأمر الواقع وأنّ جيش إسرائيل لا يُقهر وأنّ له أنْ يفعل ما يشاء ويتمدَّد حيثُ يشاء".
وأكد أنّه "بعد أنْ اطمئن العدو الصهيوني لقوَّته وعُدَّته وتفوقه المصطنع أظهر من موقع الاستعلاء استعداده لأن يتفضل على العرب، فيَهَبُ لهم السلام ولكن في مقابل الأرض والهوية والنفوذ، فأذعنت الأوساط لهذه الثقافة وقبلوا وادعين بهذا العَرض".
وبيّن أنّ "المقاومين وحدهم مَن أبى على إسرائيلَ القبول بوجودها فضلاً عن الخضوع لإملاءاتها، فنهضوا بإمكاناتهم المحدودة يستمدُّون العَونَ من الله تعالى، فصار لهم بتوفيق الله جلَّ وعلا أنْ يطردوا إسرائيل من بيروت والجنوب في بداية الألفية الثانية، وبعد 5 سنوات اضطرت بفعل المقاومة الباسلة أن تخرج راغمةً من قطاع غزة"، فـ "جاءت بعدها حربُ تموز لتبدِّد بها المقاومةُ الإسلاميَّة أسطورة الجيشِ الذي لا يقهَر، وبذلك فشلت إسرائيلُ بعد ما يزيدُ على 7 عقود من صناعة الاستقرار لدولتها المارقة، وعبثاً حاولت بعد هذه الحرب المظفَّرة استعادة هيبتها وإيهام رعاياها أنَّها قادرة على حمايتهم وإيهامَ داعميها على أنَّها قادرة على تمرير مشاريعهم".
وأردف بقوله: "في ظلِّ هذه الأوهام التي جهدت في تسويقها جاء طوفان الأقصى ليضعَ العالم أمام حقيقة طالما تجاهلها، وهي أنّ هذا الوجود النشاز ذا النزعة الفاشية والعنصريَّة يجبُ أنْ ينتهي، وأنَّه لا مكان للكيان الصهيوني وشراذمِه على أرض فلسطين فيجبُ أنْ يعودوا من حيث أتوا، فإنْ أذعنوا لهذه الحقيقية وإلا فسيُرغمهم بحول الله وعونِه رجال المقاومة على الإذعان بهذه الحقيقة".