قال الشیخ «زهیر الجعید» رئیس جبهة العمل المقاوم خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: الخطة الجديدة الذي یسعی الصهاينة تنفیذها هي التطبیع الأنظمة العميلة تحت عنوانٍ مذهبيٍ طائفيٍ من أجل التفريق الأمّة وقسمها ومن أجل حشر مقاومة في الزاوية. اليوم نحن نشهد تطوّراً جديداً وقفازات نوعية بأن أصبحت الأرض المحتلة في فلسطين هي تحت المرمى كل منتسبين محور المقاومة؛ المقاومة تستطيع أن تصل إلى أي شبر في فلسطين.
وفیما یلي نصل المقابلة:
الحوزة: أي مشکلة نحن نواجهها کمحور المقاومة في مواجهة الأعداء؟
طبعاً العدو الأمريكي منذ البدايات كان ضد تقدّم المسلمين وتقدّم الأمة ووحدتها ومن الطبيعي عندما أوجد الغرب هذا الكيان الصهيوني في فلسطين على الأرض العربية المباركة فاتى بهؤلاء الصهاينة من كل أصقاع الدنيا هم لايملكون لا لغة الأرض ولا الانتماء ولايملكون الحضارة ولا يملكون كل المعاني التي يملكها الشعب الفلسطيني الذي هو صاحب الأرض حقيقةً ورغم كل هذه التحديات والصراع مع العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الاستكبار العالمي الذي قال الإمام الخميني قدس الله سره أمريكا هي شيطان الأكبر ولكن رغم كل هذه الصورة العدائية من قبلها هؤلاء أخطر ما يدور العدو لنا هو التفرقة، الفرقة بين المسلمين والاختلاف هو المقتل الحقيقي لمحور المقاومة والمقتل الحقيقي للأمّة والمقتل الحقيقي للمسلمین هو الذي يعيدنا للوراء آلاف السنين لأنه حين يجعل العدو بأسنا في ما بيننا فلن ننظر إلى التقدّم ولن ننظر إلى التحرير ولن ننظر الى اي شيء فسنتحوّل إلى قطعان تتقاتل فیما بینها من أجل هدفٍ ، لا هدف سامي وهدف اخلاقي ولا هدف اسلامي ولا هدف شرعي؛ وسنُغضب الله عزّوجل حین نتفرّق كذلك سنبوء بالخسران وسنبوء بالفشل «وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»[1] .
لذلك، الأصل الآن وأخطر ما یتحدد هذه المرحلة هو مشروع الفتنة المتحركة التي تقوده أمريكا وإعلامها الخبيث والسيء بين المنطقة ولكن الحمدلله رب العالمين بصدق محور المقاومة بصدق القيادة لهذا المحور الإخلاص لِلّه عزوجل نحن دائماً رغم كل هذه التهديات التي بدأت بالدخول الأمريكيين مباشراً في العراق فأرادوا أن تتحوّلوا الفتنة إلی الأزمة التي تبدأ من العراق وتنتشر ولكن استطاع الشعب العراقي الحمد لله أن یتخطّی هذه الفتنة ثم عندنا في لبنان عندما قاموا باغتيال الرئيس رفيق الحريري (رئيس وزراء اللبنان السني) ليقال أن الشيعة هم قتلوا رئيس الوزراء السني القوي في اللبنان ولكن استطعنا نحن في تجمّع العلماء المسلمين بوحدة علماء هذه العمائم السنيّة والشيعيّة أن نذهب لنصلّي بمئات الآلاف من المصلين لنقف في وجه الفتنة.
الحوزة: تسعى بعض الدول الإسلامية للتطبيع وبجانب هذا كما أشرنا خلال المقابلة العدو يحاول أن يزرع الفتنة بين الأمّة الإسلامية وهل يمكن أن نعبر عن هذا التطبیع بزرع الفتنة؟ ولماذا؟
حين فشل العدو الصهيوني إبقاء حضوره في فلسطين وحين فشل من احتلال وتوسع خارج إطار حدود فلسطين تاريخية یعني هذا العدو الذي دخل عام 1988 إلى بيروت استطاع أن يوقّع محكومة عميل له في لبنان وضعها هو اتفاق 17 أيّار وكان وقّع الاتفاق كمپ ديويد كان يراد إخداع المنطقة كلها ولکن ببركة الإمام الخميني رحمه الله وببركة قيام الثوره الإسلامية (الجمهورية الاسلامية) انطلقت حركة مقاومة جديدة بعد الخروج مقاومة الفلسطينية من لبنان وخروج ابو عمار وإنحاء الأمل العسكري في لبنان. ببركهة الإمام الخميني كان هناك المقاومة الاسلامية هي مقاومة حزب الله ومجابهة المقاومة الاسلامية أعني القوات الفجر في الصیدا التي هي سنية وبإتحاد العلماء في تجمع العلماء المسلمين وذهابنا إلى المسجد الإمام الرضا عليه السلام کعلماء السنة والشيعة وخلفنا الجمهور السنيّ والشيعيّ استطعنا أن نسقط اتفاق 17 أيّار بدون قيد أو شرط وبعدها خرج العدو الصهيوني من أرضنا من لبنان مذموماً دون أن يحقق أي مكسب بل على العكس صنعت المقاومة عنواناً جديداً للعزة والكرامة ليس للبنانيين وليس الإيرانيين الذين يدعمون حزب الله والمقاومة ولكن هذا النصر كان هو عنوان العزة لكل العرب ولكل المسلمين إن لم نَقُل لكل الأحرار في العالم. ومن هنا هذا العدو حين وجد نموّ هذا المحور وقدرته علی المواجه عرف أنّ المحور سیردّ. سابقا فقط كانت عندنا مقاومة الدفاع يعني فقط الحجوم على المراكز الصهيونية المحتلة داخل أرضنا أما اليوم نحن نشهد تطوّراً جديداً وقفازات نوعية بأن أصبحت الأرض المحتلة في فلسطين هي تحت المرمى كل منتسبين محور المقاومة؛ المقاومة في لبنان تستطيع أن تصل إلى أي شبر في فلسطين، والمقاومة في غزة تستطيع أن تصل إلى اي شبر في فلسطين، والحشد الشعبي في العراق ، وأنصار الله في اليمن يستطيعون أن يصلوا اليه، ومن يصل إلى السعودية فيصل إلى فلسطين فكيف بالجمهورية الإسلامية المقتدرة التي تملك من المقدرات، ولذلك كان لابد من خطة جديدة
الحوزة: ما الخطة الجديدة یسعی الصهاينة تنفیذها؟
هي التطبیع الأنظمة العميلة تحت عنوانٍ مذهبيٍ طائفيٍ كأنه يراد أن يقال أنّ هناك محوران للمقاومة، والمقاومة تشكّل من الشیعة ترید الحرب وأنّ هناك محوراً آخراً یرید السلام والمحبة والتعايش تشكّل من السنة في العالم وهذا أخطر ما في موضوع التطبیع مع الكيان الصهيوني هذا هو الهدف. ومن أجل كذلك التفريق الأمّة وقسمها ومن أجل حشر مقاومة والشیعة في الزاوية بأنهم يتدخّلون، وأن الإيران تتدخّل في المنطقة العربية من أجل فرض سيطرتها ولأهداف هي تريدها. أهميّة هذا الوفد وأهميّة هذا التجمع يعني تجمع علماء المسلمين أهميّة السنة الذين هم حماس والجهاد الاسلامي في هذا المحور لِنقول أنّكم كذبتم وأنّ المعركة هي معرکة الإسلام، وأنّ المعركة هي معركة الحرية فکما كسرنا العدو الصهيوني وکما کسرنا الفتنة المذهبية والطائفية سنکسر هذه الفتنة. المؤامرة الجديدة اليوم هي مؤامرة التطبيع ولن تکون هذه المؤامرة أبداً باسم السنة .
وكل المطبّعين هم الذین يمثّلون أهل السنة لیسوا السنة لا السعودية ولا الإمارات ولا البحرين ولا المغرب؛ بل السنة الحقيقيون هم الذين قاوموا منذ البداية، وهم الذين واجهوا العدو الصهيوني منذ البدايات هم الآن في داخل فلسطين المتمثّلون بحماس والجهاد الاسلامي الذين صنعوا سيف القدس فكسروا الإرادة الصهيونية بالتضييق على المسجد الاقصى وتدنيسه ومن هنا نحن معنيون من خلال الوحدة كذلك لإسقاط الفتنة الجديدة والمؤامرة الجديدة التطبيع القادم على المنطقة.
الحوزة: منذ أن أصبح بينت رئیس وزراء الکیان الصهيوني لقد حاول أن یخلق اشتباكات بين محور المقاومة وقوات الإحتلال كيف ترى المستقبل بعد أنه فشل في تحقق هذا المشروع؟
طبعاً نحن لن تنتهي المؤامرات الصهيونية والمحاولات الصهيونية حتى نقول بنت أو نتانیاهو وقد يعود نتنياهو قریباً لأنه هو الأبرز في استطلاعات الرأي والمعروف طبیعة نتانیاهو العدوانية ولكن أقول بالنسبه لنا نحن لانفرّق بين أي الصهيون یعني إن كان بينت، وإن كان نتانیاهو وسابقاً بیجن وبعده شمير وبعده بیریز حتی الذين أعطوه هدية السلام (نوبل للسلام) بالنسبة لنا كلهم قتلة وكلهم مجرمون ، ویریدون قتلنا وضربنا ويريدون التوسّع وبالمناسبة هذا الصاحب جائزه نوبل السلام بیریز هو الذي ارتکب مجزرة قانا الكبرى لذلك كلهم كما اقول قتلة.
الحمد لله المحور جاهز اليوم يعني التهديدات التي كانت یطلقها بينت أو حتى الاستهداف لقيادات المقاومة الذي كان في الجمهورية الإسلامية من خلال استهداف العلماء وقادة الحرس الثوري كما حصل اخيراً في العراق كما يحصل من اشتباكات أو الهجوم الدائم الذي نراه على سوريا وكان آخرها استهداف مطار دمشق المدني بتدميره، وبتدمير صالاته، وبتدمير مدرجه.
وأودُّ أشیر إلی الحدث الذي حصل عندنا في لبنان من خلال مَجيئ أمريكا بأسطولها لحِماية الموقع المتنازع عليه النفطي فالمقاومة أرسلت رسالة واضحة بإرسال ثلاث طائرات أعبر عن هذا ببيان المقاومة لأنّ قبل أیام أرسلت المقاومة طائراتها وصوّرت كل شيء حتى صوّرت الوجوه وصوّرت كل الأماكن التفصيلية من هنا هذه المقاومة التي تملك إرادة الانتصار وإرادة المواجهة هي التي تنتظر لحظة الاشتباك؛ أما اليوم المقاومة هي غير المقاومة السابقة دعوني أمثّل، نحن حین خضنا معركة 2006 مع العدو الصهيوني لم نكن نملك الصواريخ الذكية لکن اليوم هناك الصواريخ الذكية والتجربة الهامة.
الأعداء یعروفون لایمکنهم المواجهة مثلاً حين تم استهداف الشهيد القائد الرباني الشهيد قاسم سليمان رحمه الله تعالی هذا الجبروت الأمريكي الذي اُسقط تحت أقدام المجاهدين في حرس الثور الاسلامي حين قصف هؤلاء المجاهدون قاعدة عين الاسد في العراق ولم يتجرأ علی الردّ؛ نحن لا نتحدث عن هذا رجل بايدن بل نتحدث عن ترامپ الذي كان الجبار الكبير في العالم ويتوجه أنه قادر، حتّی هو لم يتجرأ بالردّ. ها هنا ندرك أن كل التهديدات باعتداء والتهديدات بالاستهداف هي تحديدات جوفاء ولاتخيف المقاومة ولا تخيف قيادة المقاومة وأهم دلیل أنّ غزة الصغيرة بصواريخها القليلة جداً استطاع في خلال معرکة سيف القدس أن تذلّ الكيان الصهيوني حقاً فكيف إذا اجتمع كل أبناء محور المقاومة على استهداف .
إمامنا الخميني (قدّس الله سره) قال في يوم من الأيام لو اجتمع المسلمون فأخذ كل منهم دلواً ورماه على الكيان الصهيوني لَزالت اسرائيل من الوجود. الإمام كان يتكلّم عن الدلو واليوم أیها الإمام الخميني طب في عليائك لم قرير العين لم نعد نملك الماء نحن نملك القوة والعزة والصواريخ القادرة على أن تمحي الاسرائيل من الوجود. الحمد لله رب العالمين بهذه الروحية التي توجد عند قيادة المقاومة وكلّنا من سماحة السيد حسن نصر الله إلى الإخوة في حماس، والجهاد الاسلامي، والحشد الشعبي، والأخ عبد الملك الحوثي وكل هوالاء من أين يستمدّون هذه الرؤيا والقوية من الله بداية والروحية السيد القائد الإمام الخامنئي الذي لم يرضخ في يوم من الأيام إلى أي ضغط رغم كل الحصار على الجمهورية الإسلامية ورغم كل التهديدات بقي الإمام ثابتاً على الحق ونحن إن شاء الله ثابتون.
أجری الحوار: حسین علیزاده
[1] سورة أنفال/ آیة 46