وكالة أنباء الحوزة - قال «محمد ماهر موقع» نائب سابق في مجلس الشعب السوري خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: لعله من نافل القول التأكيد على ان استعادة القدس لاهميتها ورمزيتها لم تكن لتتحقق لولا الجهود المباركة التي قام بها الامام الخميني في سبيل استعادة القدس لاهميتها عربيا واسلاميا، خاصة ان هذه المسألة كانت في طريقها الى النسيان بفعل التأمر والتواطئ لدى كثير من العرب والمسلمين هذا التواطئ المتوافق مع صمت العالم المريب تجاه ما يجري في فلسطين والقدس الشريف بفعل الهيمنة والتسلط الامريكي على القرار في مؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة؛ ولذلك كان الانتصار للقدس هو انتصار للحق وانتصار لمظلومية الشعوب ضد الهيمنة الغربية على مؤسسات المجتمع الدولي.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: ما هو دور آية الله الخميني (ره) في بث روح جديدة في الحركات السياسية والاجتماعية المعاصرة؟
في ذكرى رحيل الامام الخميني لا بد لنا من ان نترحم على هذا القائد العظيم الذي فجر اعظم ثورة اسلامية في العصر الحديث، الا وهي الثورة الاسلامية المباركة في ايران حيث اسقط نظام الشاه الظالم التابع للنظام الرأسمالي الغربي الذي تقوده امريكا والقائم على ظلم الشعوب وقهرها وسرقة مقدراتها وثرواتها هذا النظام الجائر الذي يعادي الاسلام والمسلمين، ويعتدي على حقوقهم خدمة للكيان الغاصب للاراضي الفلسطينة وللقدس الشريف. وكان لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني الفضل بالاعلان عن وقوف هذه الثورة مع قضايا الشعوب المظلومة والانتصار لقضاياها العادلة في مواجهة الاستكبار العالمي وخاصة الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم نضاله المشروع ضد الاحتلال الاسرائيلي، وخاصة في الدفاع عن القدس الشريف باعتباره حق مقدس لجميع المسلمين؛ ومن هنا يمكن فهم التأثير الايجابي الذي احدثته افكار وآراء الامام الخميني لجهته بث روح جديدة بالحركات السياسية والاجتماعية المعاصرة هذه الروح التي ارتكزت على تبني ودعم قضايا الشعوب المناضلة في سبيل تحررها ومقاومتها للمشاريع الاستعمارية بالعالم الامر الذي ساهم بتعزيز الامل لدى تلك الشعوب بالانتصار لقضاياها العادلة.
الحوزة: كيف تمكّن آية الله الخميني (ره) من حثّ الشعوب لمواجهة الهيمنة الغربية والشرقية والدعوة الى انهاء تبعية العالم الثالث للاستكبار العالمي؟
لقد كان لانتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني ولأفكاره الثورية الرافضة للظلم الذي تتعرض له الشعوب نتيجة الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي على اقتسام مناطق النفوذ بالعالم وما تعيشه شعوب العالم الثالث من ويلات هذا الصراع، وكان لهذه الافكار الثورية، ولما احدثه انتصار الثورة بايران من صدمة زلزلت اركان العالم التأثير المباشر لدى شعوب العالم الثالث بأمكانية الانتصار على قوى الاستكبار العالمي والدعوة الى توحيد الجهود لمقاومته والقضاء عليه.
الحوزة: لماذا أكد آية الله الخميني (ره) أن "القدس" يجب ان تتصدر القضايا الاسلامية والعربية؟
لعله من نافل القول التأكيد على ان استعادة القدس لاهميتها ورمزيتها لم تكن لتتحقق لولا الجهود المباركة التي قام بها الامام الخميني في سبيل استعادة القدس لاهميتها عربيا واسلاميا، خاصة ان هذه المسألة كانت في طريقها الى النسيان بفعل التأمر والتواطئ لدى كثير من العرب والمسلمين هذا التواطئ المتوافق مع صمت العالم المريب تجاه ما يجري في فلسطين والقدس الشريف بفعل الهيمنة والتسلط الامريكي على القرار في مؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة؛ ولذلك كان الانتصار للقدس هو انتصار للحق وانتصار لمظلومية الشعوب ضد الهيمنة الغربية على مؤسسات المجتمع الدولي.
الحوزة: كيف تقارن مواقف ومنهج القيادة لآية الله الخامنئي وآية الله الخميني (ره)؟
لاشك ان منهج القيادة الذي يعتمده آية الله الخامنئي حفظه في التعامل مع القضايا على اختلاف انواعها انما ينطلق من نفس النهج الذي ارسى دعائمه الامام الخميني رحمه الله؛ لأن الفكر والاسلوب ينبع من مكان واحد قامت عليه الثورة الاسلامية التي ارسى دعائمها الامام الخميني، والتي تقوم على الحق والانتصار للشعوب المظلومة ودعم مقاومتها وعدم التخلي عن شعار مقاومة مشاريع الاستكبار العالمي؛ لأن النصر حليف الشعوب المظلومة والتي يجب العمل على توحيد مقاومتها وجهودها لتحقيق الانتصار الاكيد. ان المنهج و المواقف واحدة؛ لأنها تنبع، وتنهل من نفس الفكر المؤمن والمتجدد والمناصر لقضايا الحق والعدل ورفع المظلومية والانتصار لحقوق الشعوب المظلومة.
الحوزة: هل استطاعت الثورة التي أطلقها آية الله الخميني (ره) أن تحقق قضاياها وأهدافها وشعاراتها وكيف ترى تاثيرها على المنطقة؟
ان الثورة التي اطلقها الامام الخميني وما حققته من انتصارات وانجازات عظيمة رغم كل التحديات وبزمن قياسي نسبيا يعتبر اعجاز لم يتوقعه احد لهذه الثورة التي احاط بها الاعداء من كل جانب، وعملوا على افشالها بكل الوسائل الممكنة دون النظر الى الاخلاق والقيم التي يفترض ان تقوم عليها العلاقات الدولية. ولكن هذه الثورة استطاعت تحقيق الانتصار الكبير والساحق على كل التحديات الداخلية والخارجية، واستطاعت ان تصنع المستحيل الذي لم يكن يتصوره احد من الاصدقاء والاعداء بفضل الافكار العظيمة التي قدمها الامام الخميني وفلسفته لكيفية مواجهة تلك التحديات والانتصار عليها. لقد تحولت ايران بفضل هذه الثورة، وبفضل افكار وسياسات الامام الخميني، وبفضل الحكمة والرؤية العميقة للتحديات، والتي امتلكها الامام الخامنئي وايمان الشعب الايراني العظيم بهذه الثورة وقيمها الانسانية من تمكين الدولة في ايران الى ان تتحول الى قوة اقليمية ودولية يحسب لرأيها وموقفها من الاحداث الدولية الف حساب. لقد استطاعت الثورة وافكار الامام الخميني، وقوة وسداد قرارات الامام الخامنئي، ومواقف الشعب الايراني تجاه قضايا المنطقة والعالم من التأثير الايجابي والفاعل على دول وشعوب المنطقة، خاصة دول محور المقاومة التي تستمد من طهران عوامل القوة والاستمرار حتى تحقيق الاهداف والانتصار.