أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أنّ عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي «طارق الاحمد» صرح: إحباط مخخطات الأعداء لأمريكا والصهاينة يكون من خلال تكامل قوى محور المقاومة من دول وأحزاب وقوى وحتى شخصيات، وهذا الأمر أعتقد أننا مازلنا في بداية الطريق نحو تحقيقة، ويجب بتقديري أن يكون هناك عمل حثيث ما بين قوى المقاومة وشخصياتها الرافعة في كل منطقتنا، وذلك ليس بمجال واحد، في المجال المقاوم العسكري بالمجال الثقافي، الإقتصادي، الفكري في كل المجالات يجب أن يكون تكامل. ولا يمكن أن يكون هناك تماثل أصلاً؛ لأن هناك ثقافات متنوعة نحن لدينا من المغرب إلى الجزائر إلى تونس إلى اليمن إلى سوريا إلى العراق، لا يمكن أن نكون جميعنا نسخة واحدة لكن يجب أن نتكامل من أجل هدف واحد يحمل بوصلة واحدة هي بوصلة الحرية والتحرر والقضاء على زمرة المناصرة للحركة الصهيونية، هذا ما يمكن فعله.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: كيف تقيم مسار الثورة الإسلامية في ايران منذ أكثر من أربعين سنة حتى الآن من جهة الشعارات والقضايا وتحقيقها والإنجازات لها؟
الثورة التي قادها الإمام الخميني رحمه الله منذ أكثر من أربعين عاما، نقلت دولةً تعتبر من أهم الدول وأكثر الدول قدرةً في منطقتنا، من ضفةِ معسكرٍ هو كان معكسر الغرب المعادي لكل مصالح شعوبنا، والذي كان ولا يزال يريد "عملاء لا حلفاء" من أجل استمرار هيمنة هذا الغرب عن طريق منطقتنا على منطقتنا وعلى باقي شعوب ودول العالم كلة، وبالتالي فقد كان هذا الغرب يسخر أنظمة معينة ومنها نظام الشاه السابق في ايران من أجل استمرار مخططات الهيمنة "عن طريق وكلائة" على شعوبنا ودولنا، ويستمر في تفتيتها، ويستمر في نهب خيراتها والأهم من كل ذلك يستمر في استعداء بعضها على بعض، وإن واحداً من أهم أمثلة هذا الموضوع هو الموقف الأساسي من المسألة الفلسطينية كما نعتبرها نحن التي تتمثل بتحالف الشاه مع العدو الصهيوني، ومن هنا نبين بأن أنتقال الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الراحل الخميني من ضفة الداعم للقضية الصهيونية إلى الضفة المعاكسة تماماً، إلى الضفة الداعمة للقضية الفلسطينية وإلى الضفة الداعمة لقضايا المنطقة والتي ليس فقط داعمة للمواقف السياسية وإنما شكلت محوراً مقاوماً أصبح واضح تماماً مع عدد من القوى والدول من أهمها طبعا سوريا وعدد من القوى والأحزاب الذي شكل السد المانع أمام تمدد الحركة الصهيونية واستيلائها على المزيد من أراضينا، وجعل الحركة الصهيونية تصبح في قوقعة عدم التمدد بانتظار هزيمة هذه الحركة التي لابد أنها ستأتي، وكل ذلك كان لإيران الثورة دوراً محورياً وأساسياً فيه وبالتالي فإن الشعارات التي رفعتها الآن نحن نراها منجزات موجودة على الأرض يعترف بها كل من ينظر إلى المسألة بنظرة جيوسياسية صحيحة، وينظر بأن هذة المنطقة أصبحت بالتعاون مع دولة إيران تضع الخطوات الأولى على طريق التقدم والتحرر من هيمنة الغرب، وهذة الخطوات ملموسة وعلمية ودقيقة.
الحوزة: ما هو رأيكم عن التداعيات وتاثيرات الثورة في ايران على المنطقة والعالم الإسلامي واستلهام الشعوب منها وتشكيل الجبهة المقاومة في الظروف الحالية؟
أهم تأثيرات الثورة في إيران على منطقتنا هو خروج شعوب المنطقة من حالة القنوط واليأس، وأن هذا الغرب هو قدر محتوم علينا، وعلينا أن نلبي رغباته، ونطيعه إلى التداعي من أجل تشكيل قوى والتحالف مع قوى تتشكل نستطيع أن نراها بوضوح. أنطلق من كوني قياديا في حزب مقاوم هو الحزب السوري القومي الإجتماعي والذي بدأ مقاومته منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر في هذه المقاومة، ونحن على شراكة مع القوى المقاومة في فلسطين، ولبنان "حزب الله" وباقي القوى وبالطبع في نفس المحور مع ايران الثورة، ومع الدولة السورية طبعا، وبالتالي هذا استلهام أساسي، وقد تشكل جبهة مقاومة في اليمن تزداد قوة يوم بعد يوم لتثبت نفسها على مسرح مجابهة الغرب الذي لا يريد سوى استمرار نهب خيراتنا واستعبادنا.
الحوزة: كيف ترى دور القيادة في تحريك وتحقيق الثورة الإسلامية مقارنة بالثورات الأخيرة في العالم الإسلامي؟
أنا أعتقد بأن للقيادة في ايران دوراً أساسياً في تحقيق صيغة التكامل مع باقي دول المقاومة. أما في السؤال عن الثورات في العالم الإسلامي فأعتقد أننا لا نستطيع التحدث عن ثورات حقيقية في العالم الإسلامي كانت مناصرة للشعوب أو في خيرها. نحن لا نجد سوى محور المقاومة الذي حقيقةً، أولاً يضع فلسطين بوصلة له، ويضع العداء للحركة الصهيونية ولقوى الاستكبار والامبريالية التي تريد الهيمنة على كل شعوب العالم، لا نضع غير هذا المعيار معياراً أساسياً يمكن أن نركن إليه وبالتالي نعتقد بأن من يضع فلسطين بوصلته الرئيسية هو الذي يمكن التعويل عليه.
الحوزة: كيف يمكن إحباط مخططات الأعداء خاصة أمريكا والصهاينة ضد محور المقاومة؟ وكيف ترى مستقبل المقاومة والعالم الإسلامي؟
إحباط مخخطات الأعداء لأمريكا والصهاينة يكون من خلال تكامل قوى محور المقاومة من دول وأحزاب وقوى وحتى شخصيات، وهذا الأمر أعتقد أننا مازلنا في بداية الطريق نحو تحقيقة، ويجب بتقديري أن يكون هناك عمل حثيث ما بين قوى المقاومة وشخصياتها الرافعة في كل منطقتنا، وذلك ليس بمجال واحد، في المجال المقاوم العسكري بالمجال الثقافي، الإقتصادي، الفكري في كل المجالات يجب أن يكون تكامل. ولا يمكن أن يكون هناك تماثل أصلاً؛ لأن هناك ثقافات متنوعة نحن لدينا من المغرب إلى الجزائر إلى تونس إلى اليمن إلى سوريا إلى العراق، لا يمكن أن نكون جميعنا نسخة واحدة لكن يجب أن نتكامل من أجل هدف واحد يحمل بوصلة واحدة هي بوصلة الحرية والتحرر والقضاء على زمرة المناصرة للحركة الصهيونية، هذا ما يمكن فعله.
الحوزة: ما هو رأيكم حول المجاهد الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني الذي كرّس حياته لفلسطين ولقضايا الأمة العادلة التي جاب البلاد شرقاً وغرباً من أجل أن يزرع المجاهدين ويزرع المقاومة ويرفدها بكل أسباب التطور والصمود والثبات؟
المجاهد الشهيد الكبير قاسم سليماني شكل أمثولة وشكل رمزيةً عالية جداً، أولاً بأنه لم يكن فقط مجاهداً يحمل أفكاراً، وإنما كان يمثل حالةً متميزةً في تطبيق هذه الأفكار بشكلٍ ليس فقط يتمتع بالإيمان المطلق من أجل تطبيق أفكاره، وإنما يتمتع أيضاً بالبراعة، ويتمتع أيضأً بالذكاء والحذاقة وتسخير الإمكانيات بشكل ثوري وبشكل يضع نصب عينيه بأنه لابد أن ينتصر، وأن هذه الأمة لابد وأنها ستنتصر، وأن القضية لابد وأنها ستنتصر؛ وبالتالي بعد هذا الإيمان أصبح النصر إمكانية متحققة، وبالتالي نحن أمام نموذج أصبح فعلاً أحد النماذج التي سيخلدها التاريخ عالياً، وسيخلدها التاريخ طويلاً وحتى بعد عشرات السنين سوف تتعلم الأجيال من هذه الأمثولة ليس في إيران فقط، وإنما في كل العالم الذي يريد أن يتحرر ويتقدم.