وكالة أنباء الحوزة - تُعدّ هذه المصيبة ثاني أكبر مصيبةٍ ألمّت بأهل البيت(عليهم السلام) بعد فقدهم رسول الله(صلّى الله عليه وآله).
وتُشير الرواياتُ كما في (كشف الغمّة) وغيره أنّه: لمّا حضرتها (عليها السلام) الوفاةُ أمرتْ أسماء بنت عُمَيس أن تأتيَها بالماء، فتوضّأت -وقيل اغتسلت- ودعت بالطيب فتطيّبت به وثيابٍ جددٍ فلبستها، وقالت لأسماء: إنّ جبرائيل(عليه السلام) أتى النبيّ(صلّى الله عليه وآله) لمّا حضرته الوفاة بكافورٍ من الجنّة فقسَمَه أثلاثاً، ثلث لنفسه وثلث لعليّ وثلث لي، وكان أربعين درهماً.
فقالت: يا أسماء ائتِنِي ببقيّة حنوط والدي، فضعيه عند رأسي فوضعته، ثمّ تسبّحت بثوبها وقالت: انتظريني هنيأةً ثمّ ادعيني فإن أجبتُك وإلّا فاعلمي أنّي قد قَدِمتُ على أبي.
فانتظرتها هنيأةً ثمّ نادتها فلم تُجبْها، فنادت يا بنتَ محمدٍ المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت مَنْ كان من ربّه قابَ قوسين أو أدنى.
قال: فلم تُجبْها فكشفت الثوبَ عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول: فاطمة إذا قدمتِ على أبيك رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فأقرئيه عن أسماء بنت عُمَيس السلام.
وبينما هي كذلك إذ دخل الحسنُ والحسينُ فقالا: يا أسماء ما يُنيمُ أمَّنا في هذه الساعة؟
قالت: يا بنَيْ رسول الله ليست أمّكما نائمة، إنّما قد فارقت الدنيا، فوقع عليها الحسن يقبّلها مرّةً ويقول: يا أمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني، وأقبل الحسينُ يقبّل رجلها ويقول: يا أمّاه أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت.
لقد رحلت الزهراء(عليها السّلام) مشتاقةً للقاء ربِّها وأبيها، ذهبت وهي تحملُ جراحاتٍ مثخنة وآلاماً عِظاماً، انتقلت لتشكوَ إلى الله سبحانه وتعالى حتّى يحكم لها على مَنْ ظلمها وغصب حقّها،
فسلامٌ عليها يوم وُلدتْ ويوم استُشهدتْ مظلومةً مهضومةً ويوم تُبعَث راضيةً مرضيّة.
رمز الخبر: 364662
١٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٠:٤٢
- الطباعة
وكالة الحوزة - يستذكر المحبّون والموالون في مثل هذا اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى ذكرىً مؤلمةً وحزينةً، ألا وهي شهادة بضعة النبيّ الأكرم وأمّ أبيها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بحسب الرواية الثانية.