وكالة أنباء الحوزة - ووجّه سماحته خطباء المنبر الحسيني، بتقديم التوصيات التالية:
أولاً: ضرورة تعميق الوعي بالمأساة، حيث أن ما جرى في #كربلاء من مآسي لا مثيل له في كل التاريخ، وقد قال ائمتنا عليهم السلام: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"، و على الخطباء أن يطوروا الحديث عن هذه المأساة ببيانٍ متين وقوةٍ في الطرح.
وبين سماحته أن أشد ما يبتلى به الإنسان هو قسوة القلب، وعلاج قسوة القلب يكون بالبكاء والضراعة، وربما كانت إحدى الحكم الإلهية في جريان المآسي على أولياءه، في أن نتضرع نحن البشر بالبكاء عليهم، فنتجاوز قسوة القلب، وهكذا كان ذكر المصائب سبيلاً لتهيئة القلوب والنفوس لاستقبال المواعظ والوعي.
ثانيا: على الخطباء أن يتحدثوا عن ضمير الأمة، فللأمة تطلعات كما أنهم يعانون من مظالم وحرمان ومشاكل، فعلى الخطيب أن يتحدث عن ضمير الأمة، وبما من شأنه إصلاح شؤونها، ولا يمكن للخطيب الحسيني أن يسكت عما يجري في بلاده من إرهاب وفسادٍ إداري وظلمٍ وما أشبه، بل لابد من الحديث عن هذه الأمور وعن طريق معالجتها وإصلاحها.
كما أن من المطلوب من الخطباء أن يعيدوا بناء علاقات الناس ببعضهم البعض في الأمة، وفقاً للقيم الأخلاقية التي جاء بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وحث الناس على تطبيقها، وتجاوز الغل والحقد والحسد والتباغض، ليس على المستوى الظاهري فحسب، بل حتى على مستوى الباطن.
وأكد آية الله المدرسي، على ضرورة إدراك معنى كلمة " سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم" الواردة في زيارات أبي عبد الله الحسين عليه السلام، حيث يتوجب على المؤمن أن تكون ولايته وعداوته تتمحور حول محور الإمام الحسين عليه السلام.
ثالثاً: ضرورة رسم خارطة طريق الإصلاح في الأمة، وذلك من خلال إعطاء الناس البرنامج العملي لإصلاح شؤونهم، وعدم الاكتفاء ببيان الكليات الفضفاضة، مبيّناً أن الإمام الحسين عليه السلام لم يكن مصلحاً فحسب، بل كان مساراً للإصلاح في الأمة.
وبيّن سماحته أن تحقيق ذلك يكون من خلال إظهار الموقف الحسيني في كل مواقف الحياة، ليتمكن من أراد أن يكون حسينياً أن يقتدي بنهجه الإصلاحي، بحسب إستطاعته وقدرته، مبيّناً أن ذلك يستدعي احاطة الخطيب بما يحتاجه الناس في موقع خطابته من إصلاحٍ لشؤونهم، كي يتمكن من إعطاء البرامج العملية لإصلاحها، الأمر الذي يستدعي استشارة الصلحاء في كل منطقة للإطلاع على الإنحرافات فيها أو المشاكل التي يعانون منها.
وفي ختام كلمته، وجّه آية الله المدرسي كلمةً للخطباء والرواديد والشعراء الحسينيين، قائلا: " إن نيتكم الخالصة وعزيمتكم الطيبة هي التي ستؤثر في المجتمع، لا الكلمات وحدها، فالكلمات إنما هي تعبيرٌ عن تلك النية الخالصة في سبيل تحقيق أهداف المنبر الحسيني".