وكالة أنباء الحوزة - عندما كان وزير الخارجية الامريكي الثرثار مايك بومبيو يكشف صراحة عن الهدف الحقيقي الذي تسعى امريكا لتحقيقه من خلال التطبيع بين الامارات والكيان الاسرائيلي وهو "بناء تحالف أمني وعسكري ضد إيران"، جاء الرد الايراني متزامنا وفي نفس اليوم، الاحد 6 ايلول سبتمبر، على لسان مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أميرعبداللهيان.
وأكد السيد عبداللهيان في حوار له وبشكل قاطع :"ان أي حدث ظاهر أو مبطن يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائها في الجمهورية الإسلامية أو المنطقة فإن الرد الذي سيأتي سوف لن يكون موجها للكيان الصهيوني وحسب، وستكون الإمارات جزءا من الرد".
لا يحق للامارات ان تحتج او تعترض على تصريحات السيد عبداللهيان، فالسيد الامريكي قال كلمته وكشف عن ان هدف التطبيع بين الامارات والكيان الاسرائيلي هو "بناء تحالف امني وعسكري ضد ايران"، وهو تحالف لن تقف ايران امامه مكتوفة الايدي، لذا لو ارادت الامارات ان تحتج على جهة ، فعليها ان تحتج على امريكا التي كشفت اهداف التطبيع مبكرا.
ايران تعلم ان الامارات دُفعت الى التطبيع العلني دفعا، واذا كان الامر بيد ابن زايد لابقى على العلاقة مع الصهاينة طي الكتمان، حفاظا على كيانه الزجاجي واقتصاده الاقل مقاومة من الزجاج، الا ان الرجل لايملك حيلة امام السيدين الامريكي و"الاسرائيلي"، فهو يعرف ان بلاده لا حاجة لها لـ"اسرائيل" ، فكل ما تريده تحصل عليه من امريكا والغرب دون اي عناء او تداعيات قد ترتد عليها دون اي مبرر، وهو ما توقف امامه السيد عبداللهيان في حواره مع قناة "العالم" عندما قاال :""بأي حسابات كانت الإمارات قد دخلت في التعاون مع الكيان الصهيوني ، فهي وأولا تعرض أمنها بالذات للخطر، لأن الصهاينة أينما وطأت أقدامهم كان انعدام الأمن ثمرة ذلك، وفي الدرجة الثانية فإنهم يعرضون بذلك أمن الخليج الفارسي للخطر، وثالثا يعرضون أمن نقل الطاقة من هذه المنطقة للخطر ، ورابعا يعرضون بذلك أمن جيرانهم ومنها الجمهورية الإسلامية للخطر".
لا يختلف اثنان على ان التطبيع بين الامارت والكيان الصهيوني هو حاجة امريكية بالدرجة الاولى وحاجة "اسرائيلية" بالدرجة الثانية، وليس للامارات فيها من ناقة او جمل، وهذا ما تكشف في طريقة تعامل المسؤولين الصهاينة مع الامارات، وهو ما ذكرهم به السيد عبداللهيان بقوله:"أنه على الإماراتيين ألا ينسوا أن تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معهم في هذه القضية كان يتضمن قدرا كبيرا من الاهانة ، بحيث أنه يشعر أن الإمارات بأكملها ليست سوى مستوطنة صهيونية يزيح الستار عنها اليوم، وهذه إهانة ارتضاها محمد بن زايد للشعب الإماراتي وللمنطقة، ونحن آسفون بشدة لذلك، ونأمل كثيرا أن يعود أصحاب العقول في الإمارات العربية المتحدة من هذا الطريق الخطأ".
من النقاط المهمة التي توقف عندها السيد عبداللهيان في حواره كان تحذيره الامارات من المخطط الصهيوني الرامي الى تقسيمها الى 7 دول متنافرة، وهو مخطط لا يقف عند الامارات بل سيشمل السعودية ايضا، كما شمل ليبيا واليمن والعراق وسوريا والسودان، فالصهيونية لا يهدأ لها بال الا بعد تفكيك دول المنطقة وشرذمة شعوبها.
من الواضح ان حكام الإمارات اصيبوا بدوار سياسي شديد، كما يرى السيد عبداللهيان، وهو ما قد يدفعهم لاتخاذ قرارات غير صائبة وارتكاب اخطاء استراتيجية، وفي حال لم يتدارك عقلاء الامارات خطيئة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويعيدوا النظر بسياستهم تجاه الجيران والمنطقة، فإن الصهاينة الذين دخلوا الى الإمارات بلباس "السلام"، سوف لن يخرجوا منها الا بعد ان يعيدوها لعقود طويلة الى الوراء.