أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أن إمام جمعة النجف الأشرف حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد صدر الدين القبانجي، أجاب في مقابلة مميزة مع وكالة أنباء الحوزة على أسئلة وجهت إليه، وذلك على هامش زيارة سماحته لوسائل الإعلام الرسمية في المعاهد الدينية في الجمهورية الإسلامية في ايران، حيث تحدث حول مواضيع عديدة منها وقت الانسحاب الأمريكي من العراق، واتهام الجانب الإيراني في التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، ومواضيع اخرى، وأما المقابلة فهي:
وكالة أنباء الحوزة: سماحة السيد في الوقت الذي نشكرك فيه على تواجدك في وكالة الحوزة للأنباء، ما هو تقييمكم لأنشطتها ؟
أشكركم واشكر إدارة وكالة الأنباء، وارى انها حققت إنجازات عظيمة واتخذت خطوات عظيمة ولديها تجارب جيدة والأفق مفتوح أمامكم.
واعتقد أن الفترة الحالية هي فترة الدين والإيمان. الأمم في انتظار اسقبال نور الإيمان، خاصة نور أهل البيت (عليهم السلام) وأن تستفيد من تجربة شيعة أهل البيت، وهذا المركز بإذن الله أحد أصوات هذا الطريق.
التركيز على الدول الضعيفة مثل الصين وأفريقيا أمر بالغ الأهمية؛ لأن صوتنا قد يصل إلى أوروبا، ولكن من المهم جدًا توصيل الرسالة إلى الهند والصين وأفريقيا. مستقبل هذه الدول هو للإسلام، وسرعان ما ستحدث تغيرات عالمية، وستتحول هذه الدول إلى الإسلام، ويجب أن نكون مستعدين لإرسال رسالة إلى هذه الدول.
وكالة أنباء الحوزة: قبل حوالي عشر سنوات أكدتَ في مقابلة مع وكالة الحوزه أن الوقت قد حان لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. لماذا برأيكم لم يحدث هذا حتى الآن؟
في الواقع، لقد غادر الأمريكان العراق، لكن ذيولهم بقيت، والآن نحاول طرد البقية. لقد فشلوا في السيطرة على العراق وفرض نظامهم السياسي، وفشلوا في فرض شخصيات تابعة لهم. لم يتمكنوا من حكم شخصياتهم المرغوبة في العراق. لقد فشلوا في فرض شخصيات تحكم العراق بأسمهم، وفشلوا في قراراتهم السياسية، مثل مقاطعة إيران وإملاء صفقة القرن على العراق. لم يبق لهم الآن سوى عدد قليل من القواعد العسكرية، وهو أيضًا مؤشر على الهزيمة السياسية الأمريكية، وهذه القواعد العسكرية ستنتهي قريباً إن شاء الله.
وكالة أنباء الحوزة: هل هناك تدخل من الجانب الإيراني في العراق؟
هناك علاقة شعبية ودينية وتاريخية بين إيران والعراق لها إمتداد وجذور لا يمكن لها أن تُقلَع، ولا يمكن تدميرها..
كدولة مجاورة، فإن لإيران قواسم مشتركة دينية ثقافية وتاريخية معنا، . ولا بد ان تمُدَ يد العون للتجربة العراقية، وقد قامت بإسناد العراق وساندتهُ، كما إن الشعب العراقي يحترم الجمهورية الإسلامية وقيادتها المباركة. ما هو موجود هو الصلة الثقافية والاجتماعية بين البلدين ذلك الذي لا نستطيع أن نطلق عليه النفوذ؛ لأن النفوذ هو وجود قواعد عسكرية أمريكية في العراق..
التواصل شيء جيد. التواصل مع إيران وتركيا ومصر وحتى السعودية أمر جيد؛ لأن العراق له جذور عربية وجذور إسلامية، ويجب أن يتواصل مع هذين العمقين.
وكالة أنباء الحوزة: كيف يتم انتخاب أئمة الجمعة في العراق في النجف في كربلاء وفي بقية المدن العراقية ؟ يرغب طلبة العلوم الإيرانيين في معرفة كيفية اختيار أئمة الجمعة في الحوزات في العراق ؟
هناك عدة اساليب: أولها هو الأختيار المباشر من المرجعية، الطريقة الثانية هي التصدي المباشر من إمام جمعة القرية له تاريخ وتصدى لإمامة يوم الجمعة، وبعد ذلك تتم الموافقة عليه. بالطبع، لا يوجد تأكيد كتابي أو رسمي في العراق، لكنه شفهي.
الطريقة الثانية تشمل معظم أئمة الجمعة وهو النمط الاكثر إتباعا، وهكذا يتم الأمر مع بقية أئمة المساجد الذين لم تعينهم مؤسسة رسمية، يختارهم السكان المحليون كأشخاصا معروفين بالصلاح كإمام للجماعة..
وكالة أنباء الحوزة: في النهاية نحب أن تكلمونا عن الشهيد السيد محمد باقر الحكيم؟
كان رحمه الله صاحب شخصية متعددة الأبعاد. كان بارزًا من الناحية العلمية. وهو متميز في علوم الحوزة ولديه شهادة إجتهادٍ قديمة. من الناحية السياسية كان سياسيًا وجهاديًا من الدرجة الأولى، وكان مؤسس المعارضة العراقية والحركة الثورية العراقية (ضد الطاغية صدام). بعد استشهاد آية الله سيد محمد باقر الصدر، الذي دعا الناس للإطاحة بصدام حسين، كان السيد محمد باقر الحكيم هو الذي رفع اللواء، وتمكن من تنظيم المعارضة العراقية وأن يؤسس لها .
ان لديه هدف محدد ومُشَخص، ولم يكثرث للمعارك الجانبية، وكان هدفه المحدد، والمُشَخص هو اسقاط صدام، وقد تحمل الكثير من المصاعب بهذه الطريقة، ولم يكن يعبأ بالحروب الجانبية والهوامش، وكان من المهم بالنسبة له فقط أن يصل إلى هدفه وهو الإطاحة بصدام..
أعطاه الله تعالى الهدف وحقق هدفه المتمثل في الإطاحة بصدام، ومن ثم إنشاء نظام جديد في العراق، وذلك في طريقه للتكامل إن شاء الله .