وكالة أنباء الحوزة ـــ قال خطباء جمعة لبنان في خطبة صلاة الجمعة أن الوضع الاجتماعي والمعيشي والمالي الصعب الذي يمر به لبنان والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، لا يحتمل اي تأخير او تعطيل او عرقلة في تشكيل الحكومة.
السيد فضل الله: الوقت ليس لتصفية الحسابات بل للتعاون لإنقاذ البلد
ألقى السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به السيد المسيح حوارييه، عندما قال: "بحق أقول لكم: إن الحريق ليقع في البيت الواحد، فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم من قواعده، فلا تجد فيه النار محلا، وكذلك الظالم الأول، لو أخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمون به".
واضاف: "لقد أراد السيد المسيح أن يبين الأثر الذي يتركه تلكؤ المجتمع عن القيام بمسؤوليته في مواجهة الظالم وردعه، فهو سيسمح بتماديه في الظلم، ويشجع الآخرين عليه. وقد شبه هذا السلوك بمن لا يبادر إلى إطفاء الحريق في بيت من البيوت، فهو يسمح بتمادي الحريق أو بانتشاره إلى بيوت الآخرين. ومن هنا كانت دعوته إلى كف يد الظالم بكل وسائل الردع، حتى لا يستمر في ظلمه، ويكون عبرة لأي ظالم يفكر في الظلم".
وتابع فضل الله: "هذه الدعوة أشار إليها رسول الله عندما قال: "أيها الناس، من رأى منكم سلطانا جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله. لقد اعتبر أن الساكت على ظلم الحاكم الجائر شريك له، يصل إلى حيث وصل إليه عند الله، ويتحمل معه كل تداعيات ظلمه ونتائجه".
واردف: "إننا أحوج ما نكون إلى الصوت الذي يصدح بالحق ويرفض الظلم والفساد من أي كان. وبذلك نبني المجتمع، وبذلك نصبح أكثر وعيا وقدرة على مواجهة التحديات".
والبداية من لبنان، الذي لا يبدو أن الطريق فيه سيكون معبدا أمام تأليف حكومة ينتظرها اللبنانيون لتحريك العجلة السياسية ومعالجة المشكلات التي يعانون منها على كل الصعد، وذلك بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت عن العديد من المواقع السياسية، وأظهرت حدة الانقسام الحاصل فيما بينها، في وقت يفترض أن تتوحد جهودها وتتعاون لإنقاذ بلد يغرق في بحر أزماته. وما يزيد من حدة هذه الأزمة هو المسارعة في إعطاء ما يجري البعد الطائفي بكل ما يعنيه هذا البعد من تداعيات خطيرة على صعيد السلم الأهلي، في بلد سرعان ما يستنفر طائفيا ومذهبيا.
وتابع: "لذا أمام ما يجري، ورأفة بهذا البلد، نعيد دعوة هذه المواقع السياسية إلى العودة سريعا للحوار فيما بينها، وإخراج البلد من حالة المراوحة وتداعياتها على الصعيد الاقتصادي والنقدي والأمني. إننا نتفهم الملاحظات التي يبديها هذا الموقع أو ذاك أو الغبن الذي يشعر به أي منها، ولكننا نرى أن المقاربة الإيجابية لكل هذه المشكلات هي التي تساهم في تبديد هذه الملاحظات أو إزالة الغبن، بعد أن بات واضحا أن لا مصلحة لأحد في هذا البلد بالعبث بالتوازن الطائفي أو المذهبي أو استبعاد فريق أو طائفة، بل أستطيع القول أن لا أحد بوارد الدخول في هذا المنحى الخطير في هذه المرحلة".
"ونقول للجميع إن الوقت ليس مفتوحا للمناكفات، أو تصفية الحسابات، أو وضع العصي في الدواليب، أو "الحرد" السياسي، بل هو الوقت الذي ينبغي أن يتعاون فيه الجميع لإنقاذ البلد بعد أن عبث به طويلا من هم في مواقع المسؤولية. لقد أصبح واضحا، وبما لا يدعو للشك، أن إنقاذ هذا البلد يقع على عاتق اللبنانيين جميعا، ولا ينتظرن أحد شخصا ما قادما من الخارج ليقوم بذلك، فالخارج عندما يأتي، فهو يأتي لحساب قضاياه الخاصة ومصالحه أو للاستطلاع. ونخشى أن هناك من يريد لهذا البلد أن يسقط حتى يسهل عليه أن يأخذ في هذه المرحلة من سيادته وقوته وثرواته، بعدما عجز عن ذلك في السابق، بحيث يأخذ بالسلم ما لم يستطع أخذه في الحرب".
ودعا الجميع إلى تجاوز كل الحسابات الخاصة، والإسراع في تأليف حكومة من نظيفي الكف والأكفاء وأهل النزاهة الذين يتمتعون بثقة الناس من خلال تاريخهم وأصحاب الرؤية الحقيقية التي تنقذ البلد.
واضاف فضل الله: "في هذا الوقت، وفي ظل المعاناة الكبيرة على المستوى النقدي، فوجئ اللبنانيون بعدم تحرك النيابة العامة المالية بشأن ما كانوا يتداولونه من تهريب مليارات الدولارات إلى الخارج، وما وثقته لجنة المال والموازنة النيابية، مما يستدعي التحقيق، لأن ذلك إن أعيد فمن شأنه مساعدة البلد في الخروج من أزمته النقدية".
وعلى الصعيد الاجتماعي، لا بد من أن نحيي كل المبادرات التي انطلقت من أفراد ومؤسسات وجهات لتعزيز التكافل الاجتماعي، بتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، ومنحهم فرصة للعيش الكريم. إننا نريد لهذه المبادرات أن تتوسع، فهي تعبير عن إيماننا وإنسانيتنا، كما أنها تحفظ هذا البلد من الجوع الذي يخشى من تداعياته.
وختم فضل الله قائلا: "وأخيرا، أيام قليلة ونكون على أعتاب بداية سنة جديدة. إننا ندعو الله أن تكون سنة خير يستعيد فيها هذا البلد أمنه وسلامه، ويخرج فيها الجميع من كل الحسابات التي ساهمت في وصوله إلى الانحدار الذي وصل إليه، بحيث يكون مستقبل أيامنا فيه خيرا من ماضيها".
الشيخ الخطيب: لحكومة إنقاذية تكون عيدية للبنانيين
هنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب "اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالاعياد ،التي نأمل أن تحمل معها أياما سعيدة على لبنان وجميع اللبنانيين الذين ينتظرون تشكيل حكومة إنقاذية تكون بمثابة عيدية لهم، تبدد قلقهم وتبعث في نفوسهم الامل بالمستقبل الافضل لوطنهم المنهك بفعل تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وتصاعد الهجمة الصهيو -اميركية بفرض عقوبات جائرة أسهمت في ضرب الاقتصاد اللبناني".
وطالب الخطيب "السياسيين بتكثيف تعاونهم وتشاورهم مع الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة التي نريدها قادرة ومتماسكة تتمتع بالشفافية وتعيد ثقة المواطنين بوطنهم ودولتهم، لما تضمه من شخصيات وزارية تتسم بالنزاهة والخبرات العملية التي تؤهلهم للقيام بمهامهم الوطنية، وعلى الحكومة الجديدة ان تضع في أولويات عملها خطة اقتصادية انقاذية تدعم القطاعات الانتاجية من زراعة وصناعة وغيرها وتمكن لبنان من استخراج ثرواته النفطية في مواجهة التهديدات والقرصنة الاسرائيلية.
ورأى أن "المطلوب من هذه الحكومة تحصين الوحدة الوطنية وتعزيز تضامن اللبنانيين فتسهم في الخروج من حال الانقسامات الطائفية التي برزت من جديد"، مطالبااللبنانيين بأن" يعوا أخطار المرحلة وان يكونوا على مستوى عال من الوعي لمواجهتها والا يقعوا في فخ وألاعيب السياسة الطائفية التي هي العدو الاكبر الذي يحول دون تقدم لبنان ويمثل الفرصة الاهم التي تمكن العدو من النفاذ الى ساحتنا الوطنية وتمنع من الخروج من الحال المتردية".
الشيخ دعموش: الوضع لا يحتمل اي تأخير او تعطيل او عرقلة في تشكيل الحكومة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن "الوضع الاجتماعي والمعيشي والمالي الصعب الذي يمر به لبنان والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، لا يحتمل اي تأخير او تعطيل او عرقلة في تشكيل الحكومة، خصوصا ان معالجة الأزمات القائمة وإجراء الاصلاحات الملائمة التي تمنع البلد من الانهيار، لا يمكن ان تتم بدون وجود حكومة فاعلة وقادرة على انقاذ البلد، وهذا يتطلب من الأطراف السياسية الحريصة على عملية الانقاذ تسهيل مهمة الرئيس المكلف والتعاون معه والمشاركة في تحمل المسؤولية، ليتمكن من تشكيل حكومة تخرج اللبنانين من الازمات التي يعانون منها"، معتبراً أن "أي تعطيل لمسار التشكيل في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد هو خطيئة كبرى بحق الوطن".
وشدد الشيخ دعموش على ان "اللبنانيين اليوم أمام فرصة لتشكيل حكومة منسجمة وقادرة على انقاذ البلد، فلا يجوز ان نضيعها بمحاولة استهداف الرئيس المكلف، وإسقاطه في طائفته، وتوتير الشارع، لان ذلك سيؤدي الى ادخال البلد مجددا في الفراغ والفوضى، وسيفاقم من الانحدار والتدهور الاجتماعي والاقتصادي".
الشيخ حبلي: نستغرب موقف دار الفتوى التي باتت تنفذ سياسات التيار الأزرق
اشار الشيخ صهيب حبلي الى أن "هناك فئة سياسية متضررة من عملية خروجها من السلطة، تريد الزج بأهل السنة بمشروع الفوضى ولعبة الشارع خدمة لأجندتها السياسية"، معتبرا أن "هذا الفريق الذي يتحمل مسؤولية وصول الوضع الإقتصادي والمعيشي الى هذا المستوى من التدهور، يعمل اليوم على عرقلة تشكيل حكومة جديدة تخرج لبنان من أزمته الحادة التي وصلت الى مستوى بالغ الخطورة، ما يضع أهل السنة في موقع المعرقل لولادة الحكومة".
وخلال خطبة الجمعة إستغرب الشيخ حبلي "موقف دار الفتوى التي باتت تنفذ سياسات التيار الأزرق ما يعني إبتعادها التام عن دورها المناط بها، كمرجعية جامعة وموحدة لأهل السنة بغض النظر عن الإختلاف السياسي القائم، الى تذليل العقبات التي تقف في وجه ولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن، لأن الوقت بات يداهم الجميع ولا مصلحة لأحد بالوصول الى الإنهيار التام".
الشيخ ياسين: دقة الاوضاع لا تحتمل أي لعبة في الشارع
حذر رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين في تصريح من "تمادي لامبالاة المسؤولين تجاه الاوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد من التردي الاقتصادي والمالي والاجتماعي"، مؤكدا أن "الاسراع في تشكيل حكومة انقاذ هو المطلب الملح في هذه الظروف".واعتبرأن " دقة الاوضاع وخطورتها لا تحتمل أي لعبة في الشارع من أجل مكاسب شخصية من هنا أو هناك ".
وطالب المعنيين بـ"الانتباه الى ما يجري على الحدود مع فلسطين المحتلة حيث ترددت أنباء عن قيام قوات الاحتلال بتلويث البحر عبر رمي نفايات خطيرة، مناشدا "الامم المتحدة ردع العدو، كي لا يقع ما لا يحمد عقباه". داعيا الى تعميم زراعة الاشجار على طول الحدود مع فلسطين المحتلة وفي كل الاراضي الجرداء في الوطن.
وشدد على وجوب "الاسراع في التحقيق بما ذكر عن تهريب اموال وكشف مؤامرة إفراغ السوق من العملات الاجنبية وردع المتلاعبين بمصير الوطن".
ووجه التحية لـ"المطران المقاوم عطالله حنا"، متمنيا له "الشفاء العاجل من محاولة الاغتيال التي نفذتها اجهزة الاحتلال الصهيوني"، مؤكدا "حقيقة مفادها ان الكيان الصهيوني هو ضد كل حر في المنطقة والعالم".
الشيخ شريفة: لاعطاء فرصة للرئيس المكلف
شدد المفتي الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، "التعجيل بتشكيل حكومة انقاذية لبلد يتعرض شعبه للفقر نتيجة سياسات مالية أرهقته وجعلته تحت ضغط اقتصادي غير سوي، ولذلك هو بات يحتاج الى عناية مركزة تنشله من الغرق، وهذه العناية تحتاج الى اطباء قادرين على اعطائه الترياق الصحيح بمساعدة من حكماء هذا البلد الذين عملوا منذ بداية الازمة على منع وصول البلد الى ما وصل اليه".
ورأى ان "الضغط المبرمج الذي يتعرض له الرئيس المكلف حسان دياب ليس لمصلحة احد، لان المطلوب ان نعطي فرصة للرجل ونرى ما يستطيع ان يفعل او نرى ما يستطيع ان يقدم من حلول، وهذا يحتاج الى وقوف الجميع الى جانبه من مسؤولين سياسيين وغيرهم من كافة الشرائح لوضع خطط اقتصادية نستطيع من خلالها ان نعيد بلدنا الى شاطئ الامان".
وقال: "تاريخيا، التجييش الطائفي والمذهبي لم يكن لمصلحة احد ليصل الى مبتغاه بل هو يخرب ولا يبني، ونؤكد على العقلاء ان يرفعوا صوت الحكمة ويصدحوا بأن الحقوق هي للجميع وليست لاحد لوحده او لطرف دون طرف. ولذلك نقول انه من حق جميع اللبنانيين ان يعيشوا عيشة كريمة، فحق الشيعي هو حق للسني، وحق الماروني هو حق للارثوذكسي، وحق هذا المواطن في هذه المنطقة هو حق لذلك المواطن في تلك المنطقة، وهذا كله تحت عنوان العدالة الاجتماعية التي يجب ان تحل في لبنان. فالجوع والعوز ليس لهما دين ولا طائفة، وحل الازمات لا يكون الا بالتلاقي والحوار لان رفع الجدران والتقوقع بين اللبنانيين نهايته الفشل".