وكالة أنباء الحوزة - اعتبر حجّة الإسلام والمسلمين أحمد المرويّ، متولّي العتبة الرضويّة المقدّسة، أنَّ الحوزات العلميّة هي امتدادٌ للتيّار المبارك والنورانيّ الذي أرسى قواعده الإمام الصادق (عليه السلام)، موضحًا أنّه (عليه السلام) في تلك الحقبة أذن لتلاميذه بالفتوى والاجتهاد، وهو ما شكّل الأساس لاستمراريّة المسار العلميّ والعقائديّ للمذهب الشيعي.
جاء ذلك في كلمة له أمام جمعٍ من طلّاب وأساتذة مدرسة "نوّاب" العلميّة العليا في مدينة مشهد المقدّسة.
وأضاف سماحته أنّ علماء الدين، على مرّ القرون، شكّلوا درعًا واقيًا للإسلام الأصيل ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في مواجهة الهجمات الفكريّة والثقافيّة، ويجب أن يستمرّ هذا المسار بقوّةٍ واقتدارٍ.
صيانة الإيمان؛ مسؤوليّةٌ تفوق حماية الحدود الجغرافيّة
وشدّد متولّي العتبة الرضويّة المقدّسة على أنّه لا شيء أسمى من هداية الناس، وأنّ الذين يذودون عن الحدود الدينيّة والإيمانيّة للمجتمع، أجرهم أعظم من أولئك الذين يحمون حدود البلاد الجغرافيّة.
واعتبر سماحته مشقّات طريق طلب العلم الدينيّ سنّةً إلهيّةً تسهم في صقل المواهب وإبراز الجوهر الحقيقي لدى الطلّاب، معلّلًا ذلك بأنّ «الذهب الخالص» لا يُستخرج إلّا من رحم الشدائد.
وانتقد حجّة الإسلام والمسلمين المرويّ النظرة المادّيّة في اختيار المسار العلميّ للحياة، مصرّحًا بأنّ مقارنة الحياة الحوزويّة بالوظائف الإداريّة أو الرواتب العالية تخالف روح الخدمة في جبهة الإمام المهديّ (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف).
ودعا سماحته الطلّاب إلى أن يبدعوا في تقديم مشاريع بحثيّةٍ وعلميّةٍ، بما يضمّن لهم اشتغالًا علميًّا كريمًا، ويسهم في تأمين أدنى متطلّبات معيشتهم، بدلًا من ترك الحوزة.
وفي ختام كلمته، أوصى متولّي العتبة الرضويّة المقدّسة الطلّاب بأن يجعلوا من نمط حياة العلماء والربّانيّين الزاهدين قدوةً لهم، وأن يستعينوا بالإمام الرضا (عليه السلام) في جميع مجالاتهم العلميّة وغير العلميّة، لينالوا البركة والتوفيق الإلهيّ في مسير العلم والخدمة الدينيّة.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك