وكالة أنباء الحوزة - أصدر مركز إدارة الحوزات العلميّة في إيران بيانًا بمناسبة الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد سيّد شهداء المقاومة، الشهيد السيّد حسن نصر اللّه، وفيما يلي نصّه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]
لقد حلّت الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد بطلٍ عظيمٍ، ومجاهدٍ مثابرٍ، وقائدٍ نافذ البصيرة، ونحن اليوم نجلس في مأتم عالمٍ فذٍّ من مدرسة الثورة الإسلاميّة، كان بحقٍّ زينةً وفخرًا لها، وامتدادًا لنهج وليّيها الكبيرين - الإمام الخمينيّ (ره) والإمام الخامنئيّ (مدّ ظلّه العالي) - وسيظلّ كذلك.
إنّ هذا العالم المجاهد - كما وصفه مرشده الإمام الخامنئيّ (مدّ ظلّه العالي) في خطبة صلاة جمعة النصر - كان يتمتّع بـ «اللسان البليغ»؛ غير أنّ بلاغته لم تتجلّ في القول فحسب، بل في العمل أيضًا. فقد رأينا ثمرة تبليغه المؤثّر وقيادته العميقة هناك، حيث بات آباء الشهداء وأمّهاتهم، وكذلك الشباب الجرحى والمضحّون، مصدر عزاءٍ للآخرين بدلًا من الحاجة إلى الاستسلام. إنّ هذا النجاح الراسخ متأصّلٌ في منهجٍ تعليميٍّ يهدف إلى «البلاغ المبين»، ويلحّ على «التربية الجهاديّة»، ويتطلّع نحو «بناء الحضارة الإسلاميّة» التي تتجاوز الحدود الجغرافيّة.
لقد كان السيّد حسن نصر اللّه (ره) تجسيدًا كاملًا لمعنى «المجاهد في سبيل اللّه» الذي تمّ التأكيد عليه في بيان الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلميّة. فإنّه قد نظّم «الدفاع عن الأمّة الإسلاميّة» بـ «عقلانيّةٍ وحكمةٍ» و«ابتكارٍ في الأساليب»، وأبرز للعالم بأسره صورة «العالم الدينيّ المسؤول اجتماعيًّا». كما أنّه كان «عالمـًا ميدانيًّا» قاد «مقارعة الاستكبار» في مواجهةٍ مباشرةٍ مع العدو، وربّى أجيالًا من التلامذة على نهجه.
واليوم، في الذكرى السنويّة لرحيل هذه الدّرّة الثمينة من مدرسة الثورة الإسلاميّة، قد تجدّد الفرصة أمام الحوزويّين والباحثين لكي يعودوا مرّةً أخرى إلى بيان مئويّة الحوزة العلميّة الذي يكون مدرسة لخلق مثل السيد حسن نصر الله، وأن يسعوا جاهدين لتحقيق مضامينه، بغية إعداد علماءٍ «روّادٍ في الميادين العلميّة والعمليّة»، وحملة راية «مقارعة الاستكبار»، ومناراتٍ مضيئةٍ في طريق «انتظار الفرج» إن شاء اللّه تعالى.
لمراجعة البيان باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك