وكالة أنباء الحوزة - في لقائه مع محمد جعفر قائمبناه، النائب التنفيذيّ لرئيس الجمهوريّة ورئيس مكتب الرئاسة الإيرانيّة، أشار آية اللّه جواديّ الآمليّ إلى العظمة التاريخيّة والثقافيّة لإيران الإسلاميّة، مؤكّدًا أنّ إيران بلدٌ عظيمٌ، ذات هيبةٍ وجلالٍ وعراقةٍ، تمتلك تاريخًا عريقًا وجغرافيا شامخةً، فأينما حفرت في أرضها تجد آثارًا حضاريّةً شاهدةً على أصالتها، بينما تفتقر بلدانٌ مثل أمريكا إلى هذا الإرث العريق. ومن ثمّ، لا مكان للقلق في قلب الشعب الإيرانيّ؛ فالشعب الأصيل لا يُهزم أبدًا.
وتابع قائلاَ: إنّ إدارة البلاد ليست وظيفة الدولة وحدها، فإيران ملكٌ لجميع أبنائها، والدولة لا تستطيع إدارة هذا البلد الكبير بمفردها، فإذا شعر الشعب بأنّ هذا البلد هو بلده، وإذا اعتبره بيته، فلن يضلّوا الطريق، ولن يسدّوا على أحدٍ سبيله، وعندئذٍ لن يكون هناك فسادٌ ولا ظلمٌ. إنّ القضية الجوهرية اليوم تكمن في ضرورة تعزيز هذا الشعور بشكلٍ عمليٍّ في المجتمع.
وأضاف آية اللّه جواديّ الآمليّ: يجب أن يوقن الشعب بأنّ إيران هي بيتهم، فإذا تجذّر هذا الشعور في ضمير المجتمع، فإنّ البلاد لن تنحدر إلى الأزمات أبدًا. كما حدث في أحداثٍ مثل السادس من بهمن (1982م) (1)، حيث دافع الشعب عن مدينتهم وبلدهم بإيمانٍ قلبيٍّ راسخٍ وصنعوا ملحمةً خالدةً. فيجب أن يكون الشعب حاضرًا في جميع الميادين وأن يشعر بأنّه أمينٌ على البلاد. وعلى مؤسّسات التعليم والجامعات والحوزات العلميّة أن تعزّز هذه الروح في الجيل الجديد.
وأردف بالقول: إذا تحقّق ذلك، ستنخفض موجات الهجرة وتُحفظ الثروات البشريّة. فإيران، بما تمتلكه من عمقٍ تاريخيٍّ راسخٍ ومن رصيدٍ إيمانيٍّ يستمدُّ جذوره من مدرسة أهل البيت (ع)، قادرةٌ على إدارة شؤونها وتقديم نموذجٍ للعالم.
وفي جزءٍ آخر من حديثه، أشار هذا المرجع الدينيّ إلى بعض الإمكانيّات الطبيعيّة للبلاد، وشدّد على ضرورة الإدارة الحكيمة للموارد، قائلًا: إنّ بناء السدود في المحافظات الشماليّة لاستثمار الأمطار الغزيرة أمرٌ ضروريٌ، فالإهمال والتقصير سيؤدّيان إلى إهدار الموارد. إنّ البلاد لا تُدار بالشعارات، بل بالفهم العميق والتدبير الرشيد.
واختتم آية اللّه جواديّ الآمليّ حديثه بأنّ معرفة الذات، وتقدير المسؤولين لقيمة الشعب، والتناغم والتآزر بينهما، هو سرّ التقدّم والازدهار للبلاد. فنسأل اللّه أن يتقبّل الخدمات الماضية بقبولٍ حسنٍ، وأن يوفّقَ المسؤولين لمزيدٍ من الخدمة المخلصة الحكيمة لأبناء الشعب.
(1) هاجمت مجموعة مسلحة إلى مدينة آمل الواقعة في شمال البلاد في 4 و5 بهمن 1360 هـ ش. وفي 6 بهمن تدخّل الناس وقوات الحرس الثوري وهزموا المعتدين. أصبح هذا اليوم رمزاً للمقاومة الشعبية في آمل.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك