السبت 13 سبتمبر 2025 - 21:04
إمام جمعة بغداد يحذر من «مؤامرة تغيير واقع المنطقة» ويعتبر الانتخابات في العراق «صراعاً بين الحق والباطل»

وكالة الحوزة - حذّر إمام جمعة بغداد، آية الله السيد ياسين الموسوي، من "مؤامرة كبيرة لتغيير هيكلة المنطقة" يقودها الغرب وإسرائيل، ووصف الانتخابات في العراق بأنها "معركة مصيرية بين الحق والباطل"، داعياً العراقيين إلى المشاركة الواعية واختيار مرشحين يحمون سيادة البلاد.

وكالة أنباء الحوزة - ألقى آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، خطبة الجمعة أمس اعتبر فيها أن «الواقع الموجود الآن في الشرق الأوسط» ليس مجرد حوادث عابرة، بل جزء من مشروع طويل المدى يقوده قوى غربية وإسرائيلية لبناء «شرق أوسط جديد».

وفي مستهل خطبته، انتقد الموسوي سياسيين عراقيين قال إنهم «بعيدون عن الفهم» وربما متأثرون ــ على حد وصفه ــ بـ«مصادر مشبوهة» من الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية. وأضاف مخاطباً المواطنين والشباب أن المشاركة في الانتخابات ليست مسألة ترف أو ذوق شخصي فحسب، بل «صراع بين الحق والباطل»، داعياً الناخبين إلى الاختيار الواعي وتحمل المسؤولية الدينية والوطنية إن أمكنهم تغيير الواقع عبر اختيار مرشحين صالحين.

وحذر الموسوي من ربط المشهد الإقليمي بأسماء زعماء محددين قائلاً: إن «الأسماء تتغير لكن السياسة واحدة»، وذكر أن سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل متواصلة عبر حكومات متعاقبة بهدف إعادة تشكيل المنطقة، معتبراً أن هدف جزء من هذه الخطة هو «بناء إسرائيل الكبرى».

وانتقل إلى أحداث إقليمية معاصرة، مستعرضاً حادثتين بارزتين:

  • الأولى: احتفال أقيم في لبنان حضره قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وانتقد الموسوي خطاب جعجع الذي دعا الشيعة إلى «ترك المقاومة والعيش كما هو حال العالم»، وقال إن مثل هذه التصريحات من «قائد ميليشياوي قاتل» تجرؤ على توجيه النصائح للشيعة وتُظهر «محاولات إضعاف وحدتهم». واعتبر أن الشيعة في لبنان «طائفة موحدة مسلحة» وأن وحدتهم تشكل عاملاً قوياً في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
  • الثانية: محاولة اغتيال قادة من مفاوضي حركة «حماس» في قطر، والتي وصف السيد الموسوي فشلها بأنه «كشف لوجه بعض الأطراف وعلاقاتها مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن وقوع القتل كان سيغيّر المعادلة تماماً.

كما ندد إمام جمعة بغداد بما وصفه «رهاناً خاطئاً» لبعض السياسيين في العراق على الولايات المتحدة، موضحاً أن واشنطن وإسرائيل تعملان حالياً لصياغة مجلس نواب عراقي يخدم خريطتهما السياسية، وأن من يعتبر أمريكا «حليفة» عليه إدراك أن الأخيرة لا تثق بكثير من حلفائها الإقليميين، ومثّل ذلك بما جرى حول حادثة قطر التي لم تُرَ فيها ثقة بين من نفّذوا العملية وحتى مع حلفائهم العرب.

وحذر السيد الموسوي من المسّ بسيادة العراق، مطالباً المرشحين للانتخابات بوضع قضايا السيادة الوطنية «على رأس برامجهم» والعمل على بناء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد. ووجّه نقداً لغياب مشاريع حقيقية لإعمار وبناء البلد، معتبراً أن الحديث الإعلامي والتصويري لا يغني عن خطط ملموسة لاستعادة سيادة الدولة وبناء مؤسساتها.

واختتم خطبته بدعوة للوعي والوحدة والوقوف «بشجاعة» في مواجهة مخططات وصفها بأنها تستهدف الشيعة والمسلمين كافة، مؤكداً أن «المعركة اليوم معركة شيعة علي مع أعداء علي».

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha