وكالة أنباء الحوزة - في ظل التهديدات الأمريكية المتزايدة، أصدرت الحوزات العلمية العربية في قم المقدسة بيانًا أكدت فيها دعمها للجمهورية الإسلامية وقائدها الإمام الخامنئي، مشددة على ضرورة التضامن العالمي ضد الغطرسة الأمريكية والصهيونية.
وفي ما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمْ
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (سورة الحجّ، الآية: ٣٩)
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
يا أحرار العالم، أيّتها الشعوب الأبيّة، نعيش اليوم مرحلةً مفصليّةً وخطيرةً من صراع جبهتي الحقّ والباطل الذي بدأ منذ فجر البشريّة ويستمرّ على طول التاريخ، وها هو يتجلّى اليوم بالمواجهة الكبرى بين راية الإسلام العظيم المتمثّلة بالجمهوريّة الإسلاميّة وعلى رأسها وليّ أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام القائد السيّد عليّ الحسينيّ الخامنئيّ (دام ظلّه)؛ وبين راية الكفر والاستكبار المتمثّلة بالشيطان الأكبر أمريكا والكيان الغاصب الموقّت والعالم المتواطِئ والساكت عن نصرة الحقّ.
وفي هذا الظرف، تمادت جبهة الاستكبار بانتهاك كلّ الحرمات الأخلاقيّة والإنسانيّة والشرعيّة والقوانين والأعراف الدوليّة بإقدامها السافر على الاعتداء على الجمهوريّة الإسلاميّة واغتيال جملةٍ من قادتها وعلمائها وشعبها، وآخرها ما أقدم عليه مجنون البيت الأبيض وسفّاح الكيان الغاصب من تهديدٍ مباشرٍ لشخص قائد الثورة الإسلاميّة المباركة وجبهة المظلومين والأحرار، وريث أجداده الطاهرين (عليهم السلام)، المرجع الدينيّ الكبير سماحة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه).
إنّنا في الحوزات العربيّة في قمّ المقدّسة، إذ ندين ونستنكر هذا العدوان الغاشم بأشدّ عبارات الإدانة والشجب والاستنكار، نعلن وقوفنا وتضامننا الكامل مع الجمهوريّة الإسلاميّة وقائدها المفدّى وشعبها الأبيّ. وندعو جميع شرفاء وأحرار العالم والحكومات والدول والمؤسّسات والمنظّمات القانونيّة والحقوقيّة إلى تحمّل مسؤوليّاتها بوضع حدٍّ لهذه الغطرسة الصهيوأمريكيّة، وإلى التضامن مع الجمهوريّة الإسلاميّة دولةً وشعباً في تكريس حقّها في الاستقلال والتطوّر العلميّ. ونشير إلى أنّ السكوت عن هذا الظلم سوف يجرّئ جبهة الاستكبار على التمادي في الاعتداء على باقي دول العالم.
وأخيراً، من موقعنا الشرعيّ كحوزاتٍ علميّةٍ، نحذّر جبهة الاستكبار من أنّ أيّ مساسٍ برمز الأمّة والأحرار، سيفتح الباب أمام تداعياتٍ خطيرةٍ لا يمكن تقديرها وتصوّر تداعياتها وارتدادتها في المنطقة والعالم، ممّا من شأنه أن يسقط الحدود الجغرافيّة المصطنعة ولن يبقى موطئ قدمٍ لأميركا والصهاينة والعملاء والخونة في هذه المنطقة، ولا تخبو نار هذه التداعيات إلا بتسليم الراية لصاحبها مولانا بقيّة الله الأعظم أرواحنا له الفداء.
اللهمّ إنّا نسألك النصر الذي نصرت به رسولك، وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتّى أقمت دينك، وأفلجت به حجّتك، يا من هو لنا في كلّ مقامٍ.
الحوزات العلميّة العربيّة في قمّ المقدّسة
حرّر البيان في تاريخ 23/ذي الحجّة/ 1446
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك