الخميس 10 أبريل 2025 - 14:07
إيران ترفض الضغط الدولي.. رئيس منظمة الطاقة الذرية يؤكد على استمرار البرنامج النووي

وكالة الحوزة - نائب رئيس الجمهورية الإيرانية محمد اسلامی يعلن عن دخول البلاد مرحلة جديدة في تطوير الصناعة النووية، ويؤكد على استقلالية إيران في هذا المجال دون الاعتماد على الدعم الأجنبي.

وكالة أنباء الحوزة - بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، استعرض نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامی في برنامج حواري إخباري خاص، آخر الإنجازات والتطورات في الصناعة النووية في البلاد.

وقال اسلامی في حديثه في هذا الحوار الذي جرى مساء الأربعاء: "نعلن الآن رسميا أننا دخلنا المرحلة الثالثة من التطوير، حيث تجاوزنا المراحل السابقة ووصلنا إلى المستوى الصناعي. ومن المهم أن نلاحظ أن قطاع التخصيب يشكل الأساس الرئيسي للصناعة النووية. وعندما ندخل في عملية التخصيب، يجب أن تكون لدينا القدرة على تحويلها إلى وقود. إن هذا التحول هو طريق ضروري وحتمي ينتظرنا. علاوة على ذلك، يجب أن نكون قادرين على تصميم وإنتاج مفاعلات الأبحاث ومفاعلات الطاقة وإيصالها إلى مرحلة النضج."

*لا نعتمد على الدعم الأجنبي لتطوير برنامجنا النووي

وأشار اسلامی إلى أن الصناعة النووية لم ولن تتضرر من العقوبات "لأننا في الأساس لا نحتاج إلى الاعتماد على إمدادات المعدات أو المعرفة من الخارج لتطوير أنشطة الصناعة النووية. اليوم، تشكلت في البلاد آلية تعمل على تحويل الأفكار إلى منتجات، وتنتقل من مرحلة البحث إلى مرحلة الإنتاج، لتصبح عملية متماسكة وقوية. هذه القدرة هي قوتنا وتميزنا".

*خلال السنوات الثلاث الماضية، تم تحقيق حوالي 150 إنجازا بشكل مستمر

وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أننا نشهد اليوم بداية مرحلة جديدة في هذه العملية التطورية، وقال: "لقد عملنا بجدية في هذه المرحلة على مدى العقد الماضي، والآن نعلن بثقة أننا دخلنا مسارها الثابت. خلال الأعوام الثلاثة الماضية، تم تحقيق نحو 150 إنجازاً بشكل متواصل، والسبب الرئيسي وراء هذه العملية الناجحة هو الوثيقة الاستراتيجية الشاملة التي تم الإعلان عنها قبل عامين، بحضور الشهيد رئيسي. وقد حددت هذه الوثيقة المسار والسكة لتطوير الصناعة النووية في شكل نظام موجه نحو البرامج لتوسيع جميع جوانب هذه الصناعة".

وأضاف: "هذا العام، ومع التقييمات التي أجرتها لجنة التحكيم، تم من بين نحو 150 إنجازاً، اختيار ستة مشاريع لإزاحة الستار عنها في يوم التكنولوجيا النووية، وسيتم الإعلان عن البقية طوال العام أو في المستقبل."

*نهدف لانتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية

وتابع اسلامی: وفقاً للتخطيط، تم تحديد الوصول إلى قدرة 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية كهدف وطني. وهي قضية أكد عليها قائد الثورة الإسلامية منذ سنوات. وقد تمت صياغة هذا الهدف في شكل وثيقة استراتيجية للمنظمة، كما تم تضمينه في الخطة التنموية السابعة للبلاد. وتم تحديد أفق تحقيق هذه القدرة حتى عام 1420 هـ.ش (2041 م) وتعتبر كل محطة للطاقة النووية بقدرة حوالي 1000 ميغاواط عملية تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى فترة تتراوح بين 7 إلى 9 أعوام لتنفيذها. وفي هذا المسار يتم تخصيص عامين على الأقل للدراسات البيئية والجيولوجية والفيزيائية وتحليل المخاطر مثل الزلازل. وبعد الانتهاء من هذه الدراسات، يبدأ تصميم المفاعل وإعداد الرسومات الهندسية والبنية الأساسية للدخول في مرحلة التنفيذ."

*أحكام الضمانات ومعاهدة منع الانتشار النووي الأساس لعمل إيران والوكالة

وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية ردا على سؤال حول القضايا التي ستناقش خلال الزيارة المقبلة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران: "يجب أن نذكر جزئين: الجزء الأول يتعلق بعلاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة، والجزء الآخر يتعلق بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن علاقاتنا مع الوكالة محددة على أساس لوائح الضمانات ومعاهدة منع الانتشار النووي، وفي إطار المعايير الفنية والقانونية، لدينا نظام مراقبة محدد يجب علينا تسهيله، ويتم تنفيذه من قبل الوكالة وفقا لخطة وجدول زمني محددين".

وأضاف اسلامی: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزود الدول حاليا بقائمة المفتشين للتحقق. وبموجب النظام الأساسي للوكالة، فإن كل دولة لديها السلطة لمراجعة مؤهلات الأفراد المقترحين والإعلان عما إذا كان سيتم قبول هذا الشخص كمفتش أم لا. ولقد تحركت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضاً في إطار هذا التوجه طيلة هذه السنوات. وهذا يعني أنه بعد مراجعة القائمة المقترحة وتقييمها، قمنا بالإعلان عن المفتش المعتمد."

*120 مفتشًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية معتمدون من قبل إيران

وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن هناك حاليا 120 مفتشا معتمدين من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقومون بتفتيش المنشآت النووية في البلاد بشكل منتظم، وقال: "إن حجم ونطاق عمليات التفتيش هذه لا مثيل له في نوعه. اذ إن عمليات التفتيش التي تتم في إيران لا يتم تنفيذها بهذا الحجم وهذه الكثافة في أي مكان آخر في العالم. وحتى في بعض الأحيان، لا تسمح قيود التقويم والوقت ليلاً ونهاراً بإجراء عدد أكبر من عمليات التفتيش. وتعتبر هذه العملية جزءًا من الإجراء الطبيعي والفني لتعاوننا مع الوكالة وتستمر بشكل روتيني ونشط".

*ينبغي على المدير العام للوكالة الذرية تجنب الدخول في المناقشات السياسية

وتابع: "ليست لدينا مشكلة مع الوكالة. علاقاتنا روتينية ومنظمة تماما وفي إطار قانوني. لكن ما يستحق النظر إليه هو دخول المدير العام للوكالة في المناقشات السياسية. لقد أكدنا ونكرر دائما أن المدير العام للوكالة لا ينبغي أن يدخل في المناقشات السياسية، لأن هذا الموضوع خارج نطاق مهامه الفنية والقانونية."

*محاور زيارة غروسي إلى طهران لم تحدد بعد

وفيما يتعلق بزيارة غروسي إلى إيران، قال اسلامی: "تمت الموافقة على طلب السفر ومن المتوقع أن يكون تاريخه المحتمل هو نهاية الشهر الجاري (20 آذار/مارس). ولكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن مواضيع البحث. وبمجرد أن يقوم سفيرنا لدى الوكالة بإجراء المناقشات اللازمة ويتم تحديد الإطار المحتوى للرحلة، فإن رحلته ستتم رسميا."

*البرنامج النووي الإيراني واضح وشفاف تماما

وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن الضجيج والحرب النفسية التي يختلقونها ضد برنامجنا النووي ليست أكثر من مجرد مسرحية، وقال: "كل هذا يخلق أجواء لكسب المزيد من النقاط في المفاوضات. إن التصريحات الظالمة والتهديدية واللاذعة التي يتم إطلاقها هي كلها جزء من عرض يهدف إلى الضغط على إيران. ولكن برنامج الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضح وشفاف تماما."

*الاستخدام السلمي للطاقة النووية من أجل رفاهية الشعب

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستعر شيئاً من أحد، ولم تسلك طريقاً من شأنه أن يوقفها أو يشلها تدخل الآخرين. هذا الطريق هو طريق الاستقلال والتقدم والذي سيستمر بقوة.

*مفاوضات رفع العقوبات تجري في إطار السياسة الاقتصادية العامة للبلاد

وأشار اسلامی إلى أن المفاوضات ليست قضية جديدة، وقال: "المفاوضات كانت موجودة دائما ولا تزال، وتجري في إطار مهام الجهاز الدبلوماسي من قبل الدكتور عراقجي، وفي إطار السياسات العامة للبلاد."

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خارطة طريق لإنهاء الأزمة التي يخوضها الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية: "لقد تم تصميم خطة العمل الشاملة المشتركة وتعزيزها مع وضع هذا الهدف في الاعتبار. واليوم يتم اتباع نفس المسار وحله. لقد واصلنا المسير ونعتقد أن المرحلة الحالية مرحلة حاسمة."

*من غير المجدي والمستحيل أساساً الحديث عن تطبيق النموذج الليبي في إيران

وأشار مقدم البرنامج إلى تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين حول رغبتهم في تطبيق ما يسمى بـ"النموذج الليبي" تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قال اسلامی: "دعونا لا نتحدث عن افتراضات خاطئة وغير واقعية على الإطلاق. ليس من حق أحد أن يقارن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي دولة أخرى. لا يمكن مقارنة إيران والشعب الإيراني وقوة إيران وقدرتها بأي بلد آخر. إن أرض إيران هي أرض الكرامة والشرف والاستقلال والاقتدار والتقدم، وستواصل مسيرتها بقوة وعزة وثبات. إن مثل هذه التصريحات لن توقفنا ولن تخل بإرادة الشعب الإيراني."

*التركيز الحالي للمفاوضات النووية هو سياسي

وردا على سؤال حول ما إذا كان ممثل عن منظمة الطاقة الذرية سيكون حاضرا في المفاوضات المقبلة، قال اسلامی: "في الوقت الحالي، التركيز الرئيسي للمفاوضات هو سياسي، ووزارة الخارجية ستتولى هذا الأمر. ويعتمد تحديد المرحلة التي يتواجد فيها ممثل أو ممثلون من المنظمة على قرار وزير الخارجية. عندما تكون هناك حاجة إلى نصيحة من المنظمة، سيتم إرسال ممثل."

*خطة المطالبة بعدم التخصيب هي مجرد مزحة

وفي ختام هذا الحديث، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في إشارة إلى مساعي البعض في الغرب لحرمان إيران من أحكام الاتفاق النووي في عامه العاشر: "إن العام العاشر للاتفاق النووي هو عام نهاية العقوبات النووية، وليس هناك أي سبب مبرر لحرمان إيران من هذه القضية. يقول العديد من المحللين إن الغرب يتطلع إلى استغلال إمكانية عودة العقوبات. وهذه قضية استراتيجية وسياسية وأمنية يتم متابعتها في البلاد، وسيتم اتخاذ الإجراءات بشأنها."

وردا على سؤال حول إمكانية أن يطالب الغرب بوقف التخصيب أو تفكيك المنشآت النووية الإيرانية، قال اسلامی: "إن مناقشة هذه القضايا أشبه بالمزحة".

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha