الثلاثاء 18 مارس 2025 - 10:01
تطهير صورة معاوية أمرٌ مستحيل

وكالة الحوزة/ أكد حجة الإسلام والمسلمين ناصر رفيعي أن السعودية أنفقت الأموال وأنتجت الأفلام من أجل تلميع صورة معاوية وتزييف التاريخ، ولكن الباحثين والعلماء يمكنهم دراسة التاريخ لمعرفة حقيقة معاوية وأفعاله.

وبحسب تقرير وكالة الحوزة، ألقى حجة الإسلام والمسلمين ناصر رفيعي كلمة ظهر اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، والذي يصادف ذكرى ميلاد الإمام الحسن (عليه السلام)، في الحرم المطهر للسيدة الكريمة، حيث قال: عندما تولّى الإمام علي (عليه السلام) الحكم، تحرك الأعداء والمخالفون وبدأوا بشن الحروب، وكانت معركة الجمل واحدة فقط من تلك الحروب العديدة التي خاضها أمير المؤمنين ضدهم.

وأضاف: لقد أنفقت السعودية الأموال وأنتجت الأفلام لتقديم صورة إيجابية عن معاوية وقلب حقائق التاريخ، ولكن يمكن للعلماء والباحثين دراسة التاريخ ليكتشفوا من كان معاوية وماذا فعل، وهذا ما توضحه معركة صفين بوضوح.

وتابع رفيعي: لا يمكن تحليل وشرح فترة إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) دون الأخذ في الاعتبار هذه الحروب، والأوضاع السياسية والاجتماعية خلال حكم الإمام علي (عليه السلام)، لأن معاوية جعل حياة أمير المؤمنين مليئة بالمآسي والمحن.

وأشار إلى أن معاوية كان مسؤولًا عن أعمال النهب والهجوم على القوافل التجارية، ومهاجمة المدن، وقتل النساء والرجال، واغتيال الولاة الذين عيّنهم الإمام علي (عليه السلام)، وزعزعة الأمن والاستقرار في الدولة الإسلامية آنذاك.

وأكد أن ظهور الخوارج، ومعركة النهروان، والأحداث التي تلتها، وأخيرًا استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، كلها دلائل على الظروف القاسية التي أوجدها معاوية وأتباعه.

وذكّر رفيعي بأن الإمام الحسن (عليه السلام) تولّى الحكم في ظل هذه الأوضاع المعقدة والمليئة بالمشاكل، وكان عليه مواجهة فتنة الشام، لكن بعد ستة أشهر فقط، اضطر إلى تسليم الحكم من الدولة العلوية إلى الدولة الأموية، وذلك لعدة أسباب.

وأوضح أن من أهم أسباب الصلح بين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية:

خيانة بعض قادة جيش الإمام الحسن (عليه السلام)،

عدم مقاومة الجيش واستسلامه بسهولة،

إرهاق أنصار الإمام بعد خوضهم ثلاث حروب متتالية،

اختراق صفوف المسلمين من قبل جواسيس معاوية وأعدائه.

وأكد رفيعي قائلًا: من المستحيل تطهير صورة معاوية في التاريخ، لأن يديه ملطختان بدماء الأبرياء، والجرائم التي ارتكبها خلال فترة حكمه لا يمكن إنكارها أو التغطية عليها.

وفي ختام حديثه، شدّد قائلًا: لقد أثبت التاريخ أن الأعداء لا يتراجعون أبدًا، وإذا لم يكن البلد قويًا ومقتدرًا، فسوف يصبح تحت رحمة الأعداء، وقد أثبتت التجارب أن مصير صدام، والقذافي، وأمثالهم، إن انتهت فرصتهم، فسيكون مكانهم مزبلة التاريخ.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha