السبت 15 مارس 2025 - 21:30
15 شهر رمضان المبارك انبلاج نور الله في أرضه بولادة الإمام الحسن (عليه السلام)

وكالة الحوزة - في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، أشرقت الأرض بنور ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، سبط النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وريحانته. كانت ولادته بشرى عظيمة للرسول (ص) وأهل بيته، حيث حملت في طياتها معاني العطاء والتضحية، ليكون الإمام الحسن (ع) نبراسًا للهدى والصلاح في مسيرة الإسلام.

وكالة أنباء الحوزة - أشرقت الأرضُ وانبلج نورُ الله في أرضه بولادة سبط النبيّ الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام). ففي اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة، أعلن البيتُ النبويّ في المدينة المنوّرة نبأ ميلاد السبط الأوّل، وزُفّت البشرى إلى النبيّ المصطفى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فهبّ إلى بيت الزهراء (عليها السلام) ليحمل لها تهانيه ويُفضي لها بمسرَّاته.

عن الإمام علي بن الحسين (عليه السّلام) أنّه قال: «لمّا ولدت فاطمةُ الحسنَ (عليه السّلام) قالت لعليّ (عليه السّلام): "سمِّهِ". فقال: "ما كنت لأسبق باسمه رسول الله". فجاء رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) فأُخرج إليه في خرقةٍ صفراء، فقال: "ألم أنهَكُم أن تلفّوه في خرقة صفراء؟". ثمّ رمى بها وأخذ خرقةً بيضاء فلفّه فيها، ثمّ قال لعليّ (عليه السّلام): "هل سمّيته؟". فقال: "ما كنتُ لأسبقك باسمه؟". فقال (صلّى الله عليه وآله): "وما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجلّ".

فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنّه قد وُلد لمحمّدٍ ابنٌ، فاهبط وأقرِئْه السلام وهنّئْه، وقل له: "إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمِّهِ باسم ابن هارون". فهبط جبرئيل (عليه السّلام) فهنّأه من الله عزّ وجلّ، ثمّ قال: "إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون". قال: "وما كان اسمُه؟". قال: "شبّر". قال: "لساني عربيّ". قال: "سمّه الحسن"، فسمّاه الحسن.»

وكانت ولادته (عليه السّلام) في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاثٍ للهجرة. نشأ في أحضان جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتغذّى من معين رسالته وأخلاقه ويسره وسماحته، وظلّ معه في رعايته حتى اختار الله لنبيّه دار خلده، بعد أن أورَثَه هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، وأهّله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه أمير المؤمنين. وقد صرَّح بها جدُّه في أكثر من مناسبة، ومنها حينما قال: "الحسنُ والحسين إمامان قاما أو قعدا، اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبَّ من أحبَّهما".

ووجد المسلمون في الإمام الحسن (عليه السلام) ما وجدوه في جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، حتى أنّه كان يذكّرهم بهما، فأحبّوه وعظَّموه. وكان مرجعهم الأوحد بعد أبيه فيما يعترضهم من مشاكل الحياة وما يستصعب عليهم من أُمور الدين، لا سيّما بعد أن دخلت الأمّةُ الإسلاميّة حياةً حافلةً بالأحداث المريرة التي لم يعرفوا لها نظيراً من قبل.

المصدر: العتبة العباسية

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha