وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة اليوم 14 مارس/ آذار 2025 الموافق 13 شهر رمضان 1446 هـ، في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف.
القلق بشأن سوريا
وفي سياق حديثه، أشار سماحته إلى الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث بلغ عدد الشهداء من العلويين 1225 شهيداً، بما في ذلك الأطفال الذين لم يسلموا من الجزارين. وأوضح أن هذه الحرب الطائفية تجاوزت كل القيم الإنسانية، مؤكداً أن هناك محاولات لشرعنة هذه المذابح. وقال سماحته: "إنهم يعلنون بصراحة أن سوريا للسنة فقط، وهذا يتنافى مع كل المبادئ الإنسانية والدينية".
الغاز الإيراني وأزمة الطاقة
وتحدث سماحته عن أزمة الغاز الإيراني، حيث أشار إلى أن القرار الأمريكي بقطع الغاز الإيراني عن العراق هو في الحقيقة عقوبة للعراق قبل إيران. ودعا الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار، الذي يؤثر سلباً على مسار العلاقة بين العراق وأمريكا. وأكد سماحته على ضرورة أن تجد الحكومة العراقية بدائل للغاز الإيراني.
المرأة العراقية ودورها
وبمناسبة يوم الثامن من آذار، الذي اعتُبر يومًا للمرأة العالمي، قدم سماحته شهادة تقدير للمرأة العراقية لوقوفها الإيجابي في عدة مجالات، منها:
1- صناعة التجربة العراقية الحديثة.
2- وقوفها إلى جانب فتوى الدفاع المقدس.
3- إحياء الذكريات الدينية، خصوصًا في الزيارة الأربعينية.
4- التزامها بالقيم الشرعية، كالحجاب والمبادئ الإسلامية
أدعية شهر رمضان المبارك
وتحدث سماحته عن أدعية شهر رمضان المبارك، مؤكداً أنها تحدد مسارات الدعاء للإنسان المسلم. ومن هذه الأدعية: "اللهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا"، مشيراً إلى أن الصالحين هم من يُرزقون الجنة. وأضاف سماحته أن الدعاء يتضمن أيضاً: "وقتلا في سبيلك مع وليك فوفّق لنا، وصالح الدعاء والمسألة فاستجب لنا"، لينتهي بتحقيق الهدف الأسمى، وهو النجاة من النار والفوز بالجنة.
ذكرى ولادة الإمام الحسن عليه السلام
وفي ذكرى ولادة الإمام الحسن عليه السلام، أشار سماحته إلى وجود خطّين رئيسيين شكّلا مسارات العالم الإسلامي حتى اليوم. يتعلق هذان الخطّان بمصدر الشرعية: هل تُصنع الشرعية من خلال الواقع أم أنها تأتي بقرار إلهي؟ وأوضح سماحته أن الشرعية الإلهية عند الشيعة تُحدّد بالقرار الإلهي، كما في قوله تعالى: "ذلك أمر الله"، وليس بالشرعية التي يصنعها الواقع كما يدّعي البعض.
وأضاف سماحته أن الإمام الحسن عليه السلام ترك بصمة واضحة في تأكيد هذا المبدأ من خلال صلحه مع معاوية، حيث اشترط عليه في البند الأول ألّا يُنادى بـ"أمير المؤمنين". ووصف سماحته ما فعله الإمام الحسن عليه السلام في هذا الصلح بأنه "خير مما طلعت عليه الشمس"، مستشهداً بحديث للإمام الباقر عليه السلام.
المصدر: قناة مكتب السيد صدر الدين القبانجي
تعليقك