وفقا لوكالة الحوزة، قال حجة الإسلام والمسلمين سيد محمد مهدي ميرباقري في جلسة درس الأخلاق في مكتب مقام قائد الثورة الإسلامية اليوم في حسينية الإمام الخميني (قده) في مدينة قم، و التي حضرها الأساتذة و طلاب الحوزات العلمية و المواطنون المؤمنون، أنه شرح المعاني العميقة لسورة الحديد، مستنداً إلى الآيات الكريمة لهذه السورة.
و أشار إلى أن الله تعالى في بداية هذه السورة يعرف نفسه بأسمائه الحسنى، مؤكداً أن هذا التعريف هو مقدمة للمشروع الكبير الإلهي الذي سيتم التطرق إليه لاحقاً في السورة. و تحدث عن أن الله تعالى بعد تعريف نفسه يذكر مشروعاً عظيماً، و هو إرسال رسوله ببرنامج خاص للبشرية، هذا الرسول هو عبد الله و رسوله الذي جاء بآيات الله ليهدي الناس من الظلمات إلى النور.
الإيمان بالله و رسوله هو الخطوة الأولى في طريق الهداية
و أكد حجة الإسلام و المسلمين ميرباقري على أهمية الإيمان بالله و رسوله قائلاً: الإيمان بالله و رسوله هو الخطوة الأولى في هذا الطريق، و بعد ذلك يأتي الإنفاق في سبيل الله و وضع الإمكانيات في إطار هذا المشروع الإلهي كواجب على المؤمنين.
و أردف قائلاً: إذا آمنت و صدقت بالله، عليك أن تضع إمكانياتك في هذا الطريق. هذا الطريق قد ينتهي حتى بالصراع و القتال، ولكن النتيجة هي الوصول إلى النور و الانتصار للحق.
المرحلة قبل و بعد الفتح؛ من الظلمات إلى النور
و أشار عضو مجلس خبراء القيادة إلى الفرق بين المرحلة قبل و بعد الفتح، قائلاً: المرحلة قبل الفتح هي مرحلة الصعوبات و الصراعات؛ حيث تكون السلطة بيد الفاسدين و المستكبرين، ولكن تحت هذا النظام، يسير تيار الحق في طريقه.
وأضاف: في هذه الفترة، يسعى المنافقون و الكفار مع حياتهم الدنيا و مظاهرهم الخادعة لإضلال الناس. أما بعد الفتح، فهي مرحلة ظهور النور و انتصار الحق، حيث يتم القضاء على الظلم و الفساد.
الرفقة مع الإمام في الفترة قبل الفتح
وأكد حجة الإسلام و المسلمين ميرباقري على أهمية الوقوف مع الإمام في فترة ما قبل الفتح، قائلاً: إذا وقفت مع الإمام في تلك الفترة قبل الفتح و وضعت إمكانياتك في إطار هذا المشروع الإلهي، فستنال أجراً عظيماً و كبيراً. قد تنتهي هذه الرفقة حتى بالقتال، ولكن النتيجة ستكون الوصول إلى النور و انتصار الحق.
خطة الشيطان مقابل الخطة الإلهية
تطرق أستاذ الحوزة إلى خطة الشيطان مقابل الخطة الإلهية، قائلاً: الشيطان يسعى بخطة خادعة لإضلال الناس. تشمل هذه الخطة الحياة الدنيا، الفتن، الأماني الكاذبة، و إثارة الشكوك في قلوب المؤمنين. لكن هذه الخطة تستمر فقط حتى ما قبل الفتح، و مع ظهور الإمام المهدي (عج)، يُقضى على خطة الشيطان و النفاق.
إحياء الأرض بعد موتها؛ رمز انتصار الحق
في ختام حديثه، أشار حجة الإسلام و المسلمين ميرباقري إلى الآيات الأخيرة من سورة الحديد، قائلاً: الله تعالى في هذه الآيات يشير إلى إحياء الأرض بعد موتها، و هذا يعكس قدرة الله على إحياء الحق و العدالة بعد مرحلة الظلم و الفساد. هذه الآيات بمثابة تحذير للمؤمنين ليخضعوا لعظمة المشروع الإلهي، و أن يسيروا في هذا الطريق الكبير بالإيمان و الإنفاق.
تعليقك