الثلاثاء 4 مارس 2025 - 09:49
جامعة المصطفى؛ رائدة في التربية الحضارية في العالم الإسلامي / تأسيس 500 جمعية و تجمع ثقافي لطلبة الجامعة المصطفى

تحدث حجة الإسلام و المسلمين محمد رضا صالح، نائب الشؤون الثقافية و التربوية في جامعة المصطفى، عن برامج هذه المؤسسة لتربية الطلبة بشكل شامل، و توسيع الخطاب الحضاري، و دورهم في المجتمعات الإسلامية.

وفقًا لتقرير وكالة أنباء الحوزة، تُعد التربية الدينية و الثقافية من الركائز الأساسية في تنشئة جيل واعٍ، ملتزم و مؤثر في المجتمعات الإسلامية. و من هذا المنطلق، تتحمل جامعة المصطفى العالمية، باعتبارها مؤسسة علمية و دولية، مسؤولية كبرى، و تسعى إلى تربية الطلبة و الفضلاء الموهوبين من جميع أنحاء العالم، من أجل نشر الخطاب الإسلامي الأصيل، و المساهمة في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة.

و في هذا السياق، يمثل أسبوع التربية في جامعة المصطفى فرصة لتوضيح الإنجازات التربوية، و التعرف على التحديات، و اقتراح حلول مبتكرة لتنمية الطلبة فكريًا و أخلاقيًا و روحيًا.

ما هي أهم رسالة جامعة المصطفى العالمية؟

تضطلع جامعة المصطفى العالمية بمهمة إعداد الكوادر العلمية و الثقافية في العالم الإسلامي، و تحمل مسؤولية تبليغ رسالة الدين و تعزيز خطاب الثورة الإسلامية. و هي اليوم تستقبل عشرات الآلاف من الطلبة من مختلف الدول، مما يعكس الرؤية التي طرحها قائد الثورة الإسلامية، حيث وصف جامعة المصطفى بأنها الركيزة الاستراتيجية للنظام الإسلامي.

إن توسيع خطاب الإسلام الأصيل، و ترسيخ مفاهيم الحضارة الإسلامية الحديثة، و التمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)، يقع على عاتق طلبة المصطفى، فهم جاؤوا إلى إيران للتعلم من منبع الدين، و هو الحوزات العلمية.

ما هي برامج الشؤون الثقافية والتربوية لتحقيق هذا الهدف؟

تنقسم برامجنا إلى قسمين: ثقافي وتربوي.

البرامج التربوية تهتم بـ تهذيب النفس، و النمو الأخلاقي و العبادي، حيث يشارك الطلبة في دروس الأخلاق العامة التي يشرف عليها أساتذة مؤثرون و مُلهِمون.

تعقد دروس الأخلاق الأسبوعية في جميع مدارس المصطفى داخل وخارج إيران.

يُنفذ أيضًا برنامج المدربين التربويين، حيث يتم توجيه كل 20-30 طالبًا على يد أستاذ تربوي، من بين الأساتذة الذين يدرّسونهم العلوم الحوزوية، لضمان التربية العملية جنبًا إلى جنب مع التعليم النظري.

البُعد الحضاري والتربوي لطلبة المصطفى

نولي اهتمامًا خاصًا لجوانب البصيرة لدى الطلبة، ووعيهم بالتطورات في العالم الإسلامي، والتحليل السياسي، والالتزام بالقضايا الإسلامية. يتم تربية الطلبة وفق رؤية حضارية، حيث ينظرون إلى العالم الإسلامي كأمة واحدة، ويصبحون روادًا في تعزيز الوحدة.

كما أن التفاعل مع أتباع الديانات والمذاهب الإسلامية يُعتبر من القضايا الجادة التي تؤثر على التربية الاجتماعية للطلبة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز الولاء لولاية الفقيه والتمسك بتوجيهات قائد الثورة الإسلامية، وفقًا للرؤية التي يحددها لدور الطلبة في الساحة العالمية.

النشاطات الثقافية والاجتماعية لطلبة المصطفى

إلى جانب الرحلات الدينية والثقافية والترفيهية، يشارك الطلبة في أنشطة خدمية وتنموية. على سبيل المثال:

المشاركة في حملات التشجير حول مدينة قم المقدسة.

المشاركة في مشاريع بناء المساجد والمدارس.

إقامة دورات تعليمية وتوعوية للمجتمعات التي يخدمونها.

تساعد هذه الأنشطة في تنمية الحس الاجتماعي لدى الطلبة، و تجعلهم أكثر اندماجًا في العمل الميداني و الخدمي، بدلًا من التركيز فقط على الوعظ و التعليم النظري.

معرفة تطور الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال "رحلات التقدم"

خلال فترة دراستهم في إيران، يشارك الطلبة في رحلات ميدانية للتعرف على إنجازات النظام الإسلامي في مجالات الصناعة، الطب، الزراعة، و التكنولوجيا. هذه التجربة تعزز ثقتهم بالنظام الإسلامي، و تظهر لهم أن الإسلام قادر على إدارة المجتمع و تحقيق التقدم، مما يلهمهم لنقل هذه الخبرات إلى بلدانهم.

إشراك الطلبة في الإدارة والأنشطة الثقافية

من البرامج المميزة التي تُنفذ في جامعة المصطفى، هو إشراك الطلبة في إدارة المدارس، والتدريس، وإدارة المساكن الطلابية، مما يعزز لديهم مهارات القيادة والإدارة. واليوم، تم تأسيس أكثر من 500 جمعية وتجمع ثقافي لطلبة المصطفى، تقوم بتنظيم الأنشطة الدعوية والثقافية، وإنتاج المواد الإعلامية، والمساهمة في بناء الوعي الفكري.

ما هو "برنامج المدربين التربويين" في جامعة المصطفى؟

يُعد هذا البرنامج من أقدم و أهم المشاريع التربوية في الجامعة، حيث يقوم الأساتذة بالمشاركة في العملية التربوية لمدة 20 ساعة شهريًا، إلى جانب تدريسهم للعلوم الدينية، مما يضمن دمج التربية مع التعليم الأكاديمي.

ما الهدف من "أسبوع التربية" في جامعة المصطفى؟

تم إطلاق أسبوع التربية منذ خمس سنوات، بهدف:

ترسيخ ثقافة التربية في الجامعة.

استعراض الإنجازات التربوية.

تحديد التحديات التربوية و اقتراح حلول لها.

تكريم النشطاء التربويين و الثقافيين من الطلبة و الأساتذة.

خلال هذا الأسبوع، تُعقد اجتماعات مع خبراء علم النفس، أساتذة الأخلاق، و مديري المدارس، إضافةً إلى مناقشات مع النخب الطلابية، للاستفادة من رؤاهم في تطوير النهج التربوي.

ما هو محتوى "النظام التربوي لجامعة المصطفى"؟

يهدف هذا النظام إلى التربية الشاملة للطلبة، بحيث لا تقتصر على الأخلاق والعبادات فقط، بل تشمل:

الجوانب العلمية والمعرفية.

الاهتمام بالتربية الاجتماعية والسياسية.

تنمية الروح القيادية والمسؤولية الاجتماعية.

التوازن بين التربية الروحية والفكرية والمادية.

البرامج الخاصة بعوائل الطلبة

تهتم الجامعة بتعليم وتوعية أسر الطلبة، من خلال:

إقامة دورات توعوية حول تأثير الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام على الأسر.

تنظيم ورش عمل للطلبة وأسرهم حول التربية والتحديات العائلية.

ما هي خطط الجامعة لتنمية طالبات المصطفى في "مجمع بنت الهدى"؟

يُعد مجمع بنت الهدى من أنشط المراكز الثقافية والتربوية في جامعة المصطفى، حيث يتم تنظيم:

برامج حول الأخلاق النسوية في القرآن.

دورات عن دور المرأة في الإعلام ونشر رسالة الدين والثورة الإسلامية.

ورش عمل حول قضايا الأسرة والمجتمع.

اليوم، أثبتت طالبات بنت الهدى أنهن متقدمات في بعض المجالات على زملائهن الرجال، إذ يلعبن دورًا هامًا في القضايا الأخلاقية و الثورية و التربوية، مما يجعلهن ركيزة أساسية في نشر الثقافة الإسلامية في العالم.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha