بحسب ما أفادت وكالة أنباء الحوزة، كان الشيخ مرتضى زاهد من الشخصيات البارزة والمتميزة، حيث لعب دورًا فريدًا وقيمًا في التعليم والتربية وإحياء العقيدة الدينية للشعب في عهد رضا خان. كان والده، الملا آقا بزُرگ، رجلًا روحانيًا وخطيبًا بارزًا في طهران، حتى لُقّب بـ "مجد الذاكرين".
قصة دفنه العجيبة في كربلاء
قبل وفاته بـ ۷۲ عامًا، توفي أحد تجار سوق طهران، ورغب أبناؤه في نقل جثمانه إلى العتبات المقدسة ليدفن في كربلاء، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على التصاريح اللازمة من حكومتي إيران والعراق، فاضطروا إلى دفنه في إيران. وبعد أيام قليلة، وصلت إليهم الموافقة على نقل الجثمان إلى كربلاء. في الوقت نفسه، توفي الشيخ مرتضى زاهد، فقام أبناء التاجر بإهداء التصريح إلى عائلة الشيخ، وهكذا نُقل جثمانه الطاهر ودُفن في مرقد أبي الفضل العباس (ع).
طلب العلم وتواضعه
تلقى الشيخ مرتضى زاهد العلوم الأساسية على يد والده وبعض علماء طهران، ثم التحق رسميًا بحوزة مدرسة مروي في طهران، حيث درس المقدمات والسطوح على يد كبار العلماء، مثل المرحوم الميرزا مسيح الطالقاني، ثم استفاد من علم الفقهاء الكبار، كآية الله السيد عبد الكريم اللاهيجي والشهيد المجاهد الشيخ فضل الله النوري.
على الرغم من مكانته العلمية الرفيعة، إلا أنه كان يعتبر نفسه مجرد واعظ بسيط، وكان يتجنب بشدة إظهار علمه. حتى خطبه ومجالسه كان يقرأها من الكتب، متجنبًا أي ادعاء أو تظاهر بالعلم.
كراماته: شفاء المرضى
كان المرحوم حاج آقا بزُرگ مدرّسي، و هو أحد علماء طهران الأتقياء، من المقربين للشيخ مرتضى زاهد. ذات يوم، التقى بالشيخ الذي أخبره بأنه ذاهب لعيادة الحاج حشمت، أحد الخطباء البارزين في طهران، و الذي كان قد أصيب بمرض شديد أدخله في غيبوبة تامة، و لم يكن الأطباء قادرين على علاجه.
عندما وصل الشيخ مرتضى إلى بيت الحاج حشمت، اقترح أن يقرأ هو و الحاج مدرّسي سبعين مرة سورة الفاتحة لشفائه، و بمجرد أن انتهيا من القراءة، استيقظ الحاج حشمت فجأة من غيبوبته وجلس، و قال: "كنت أرى رسول الله (ص) في المنام، فقال لي: انهض، فقد جاءك الشيخ مرتضى لعيادتك، وأحضر لك إجاصة!" ثم أخرج الشيخ إجاصة من عباءته و أعطاها للحاج حشمت، الذي شُفي تمامًا ببركة النبي (ص) و دعاء الشيخ.
لقاؤه بالإمام المهدي (عج)
يروي السيد مصطفى هوشي السادات، الذي كان رغم فقدانه للبصر، يخدم الشيخ زاهد بحب و إخلاص، قصة غريبة حدثت له:
"ذهبت يومًا إلى بيت الشيخ مرتضى لأسأله عن مسألة فقهية، و عندما دخلت، شعرت بوجود شخص آخر في الغرفة، لكنه خرج أثناء دخولي. لم أستطع رؤية شيء، لكن بعد لحظات، جاءني الشيخ مرتضى و قال لي بحماس: "هنيئًا لك يا سيد مصطفى! هل تعلم من كان بجانبك قبل قليل؟! لقد كان إمامك، بقية الله الأعظم (عج)، الذي مرّ بجانبك و مسّ عباءتك!"
يقول السيد مصطفى إنه أراد مرارًا إخبار الآخرين بهذه الواقعة، لكنه كان في كل مرة يجد عائقًا غريبًا يمنعه من ذلك، حتى بعد وفاة الشيخ، حيث تمكن أخيرًا من نقل القصة. و المثير أن الشيخ لم يكن يذكر أبدًا مثل هذه اللقاءات، مما يدل على عظمته الروحية.
تعطُّل آلة الموسيقى بمروره
يروي الحاج أحمد مصلحي، أحد تجار سوق طهران، أنه في أحد أركان السوق كان هناك متجر يبيع الجرامافون، وكان صاحبه يشغّل الموسيقى بصوت عالٍ جدًا. لكن الغريب أنه كلما مرّ الشيخ مرتضى زاهد من أمام المحل، كانت آلة الجرامافون تتعطل فجأة دون سبب واضح، مما كان يُحيّر صاحب المتجر!
التوسل بالإمام المهدي (عج) في الأزمات
ينقل آية الله بهجت قصة عجيبة عن رجل يُدعى السيد حسن في النجف، كان يمرّ بأزمة مالية خانقة، فتوسل إلى الإمام المهدي (عج) أربعين يومًا متتاليًا. في اليوم الأربعين، و بينما كان يصلي، سمع صوتًا يناديه باسمه، لكنه لم يجد أحدًا في البيت. ثم سمع الصوت مرة أخرى يقول له: "هل تظن أننا غافلون عنك؟!" و منذ تلك اللحظة، انفرجت كل مشاكله دون أن يتلقى أي مساعدة مالية مباشرة.
لقاؤه بالإمام الخميني (ره)
يروي الشيخ علي جاودان أن آية الله بهجت قال له: ذات يوم كنا في حرم السيدة المعصومة (ع) في قم، فالتقينا بالشيخ مرتضى زاهد و هو يغادر الحرم، و في نفس اللحظة، دخل الإمام الخميني (ره)، و عندما رأى الشيخ مرتضى، توجه إليه مباشرة، و تبادلا التحية و كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد، حتى إن الشيخ دعاه لمرافقته إلى مكان آخر.
أمره للحشرات بالمغادرة
كان منزل الشيخ مرتضى يعاني من انتشار حشرات ضارة (البق)، و لم تنجح محاولات القضاء عليها. في إحدى الليالي، نهض الشيخ و توجّه إلى زاوية الغرفة حيث تتركز الحشرات، و قال لها: "لقد انتهى الإذن لكم بإيذائنا!" و منذ تلك الليلة، اختفت جميع الحشرات دون أن يعلم أحد كيف! و عندما سُئل عن ذلك، قال: "لقد تعلّمت هذا من والدة الإمام الباقر (ع)، التي خاطبت جدارًا كاد يسقط عليها قائلة: بحق المصطفى، ليس لك إذن بالسقوط!"
مكانته عند العلماء
كان أحد تجار طهران متحفظًا جدًا في اختيار إمام الجماعة الذي يقتدي به في الصلاة، فسافر إلى قم و سأل آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية، عن رأيه في الشيخ مرتضى زاهد. أجابه آية الله الحائري باستغراب: "و هل تعرف شخصًا أفضل منه؟!
ختامًا
كان الشيخ مرتضى زاهد شخصية روحانية فريدة، عُرف بزهده و تقواه و كراماته التي لا تعد و لا تحصى. حياته كانت نموذجًا للتواضع و الإخلاص، و ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب من عرفوه، و ما زال اسمه يتردد بين المؤمنين بذكر الخير و البركة.
تعليقك