بحسب وكالة الحوزة، عقدت الجلسة الأولى من سلسلة اجتماعات الأساتذة و الفضلاء الشباب من الحوزة العلمية تحت عنوان "دور الحوزة في القيادة و صنع القرار" يوم الجمعة ۲ من شهر إسفند في قاعة اجتماعات مجلس شورى الحوزات العلمية.
و بحسب التقرير، في هذه الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة كيفية مشاركة الفضلاء و الأساتذة الشباب في الحوزة في مجال السياسة و صنع القرار و مساعدتهم لمجلس شورى الحوزات العلمية، قال آية الله شب زنده دار، أمين مجلس شورى الحوزات العلمية: يجب على المجلس أن يستمع إلى جميع آراء الحوزويين من مختلف مستويات الحوزة.
و أضاف أمين المجلس: يجب أن نتعاون معًا للوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق الأهداف المطلوبة، و القيام بالمهام المتعددة التي أصبحت على عاتق الحوزة العلمية خاصة بعد تأسيس الحكومة الإسلامية.
و أشار آية الله شب زنده دار إلى أن الحوزة العلمية كانت دائمًا تدعو إلى أن الإسلام قادر على ضمان سعادة الدنيا و الآخرة للإنسان بأفضل وجه، مضيفًا: هذه القضية تتطلب التفسير و الإجابة على العديد من الأسئلة في مجالات متعددة، و طريقها طويل و معقد.
و في تفسيره لصعوبة تحقيق هذه المسألة، قال: في الفترات الماضية، نظرًا لعدم قدرة العلماء و المراجع على تأسيس الحكومة، لم تُناقش المسائل المتعلقة بها بالطريقة المطلوبة. من هذه الناحية، يعد هذا موضوعًا جديدًا، و اليوم يقع على عاتق الأساتذة و العلماء في الحوزة التفكير و البحث في هذه القضايا لتحقيق الرسالة التي يطلبها الله و ولي العصر (عج).
كما أشار آية الله شب زنده دار إلى إصدار الإمام الخميني (ره) لميثاق الروحانية في ۳ من شهر إسفند عام ۱۳۶۷، وقال: في هذا البيان، ذكر الإمام نقاطًا هامة يجب أن تحظى باهتمام الحوزات العلمية؛ من ناحية أن الحوزات العلمية يجب أن تكون مستعدة تمامًا و من كل قوتها لنشر الإسلام و تطبيق الأحكام الإلهية، و من ناحية أخرى يجب أن تكون مستعدة في مجالات المعرفة و الاجتهاد في المجالات النقلية و العقلية.
و أردف قائلاً: الإمام الخميني (ره) كان أيضًا يشير إلى أنه لا يوجد منهج أفضل من المنهج الذي كان يتبعه سلفنا الصالح في مجال البحوث العلمية.
و في حديثه عن بعض التقاليد الفعّالة في الحوزة التي أصبحت مهمشة بسبب الإهمال، قال: يجب أن نتعاون مع الأساتذة والفضلاء في الحوزة لإيجاد طرق أفضل للوصول إلى الكمالات المطلوبة في الحوزة العلمية.
ثم تحدث آية الله شب زنده دار عن قائد الثورة الإسلامية، الذي يعتبر من تلامذة الحوزة العلمية و له تاريخ طويل في الدراسة في حوزتي قم و مشهد، حيث درس تحت إشراف أساتذة كبار مثل آية الله بروجردي، الإمام الخميني (ره)، و آية الله حاج شيخ مرتضى حائري (ره)، و آية الله ميلاني (ره).
و أضاف: قائد الثورة الإسلامية هو شخصية مفكرة و صانعة حقًا، و محب للإسلام و متوكّل على الله، و قد أكّد في الآونة الأخيرة على أهمية التحول الصحيح و النمو المستدام للحوزة في جميع المجالات، خاصة في مجال الفقه.
في الجزء التالي من الاجتماع، قدم بعض الأساتذة و الفضلاء الحضور آراءهم و مقترحاتهم حول موضوع الاجتماع، و من بين تلك الآراء:
ضرورة وضع برنامج لتعزيز منهج الفقه. هناك العديد من النماذج والأفكار المختلفة في المراكز الفقهية وغير الفقهية لتعزيز منهج الفقه، لكنها بحاجة إلى المزيد من الدعم والتأسيس.
دراسة الوضع الحالي هي أول خطوة في صنع السياسة. خاصة في مواجهة القضايا الجديدة، يتطلب الفقه جهودًا بحثية ثقيلة.
الثورة الإسلامية قدّمت الحوزة و التشيع في الساحة العالمية، مما جعل الإسلام و التشيع يصبحان موضوعًا عالميًا.
يجب على الحوزة العلمية دائمًا رصد وضع العالم و معرفة موقعها في هذا العالم و ما هو التصرف الذي يجب اتخاذه.
هناك إنتاج علمي جيد في الحوزة، لكن يجب بذل المزيد من الجهد في التعريف بقدرات الحوزة.
هناك تحديات مثل مشكلة التوازن بين المدخلات و المخرجات في الحوزة، و قضية الهوية، و تحول الطلاب إلى العلوم الإنسانية و التوجه نحو الشهادات الأكاديمية، بالإضافة إلى مشاكل معيشية أخرى. يتعين على مجلس شورى الحوزة معالجة هذه التحديات، و لكن من غير المعقول أن يقوم كيان واحد بحل جميع هذه التحديات.
يجب أن تُعهد بعض القضايا إلى مراكز الفكر (التفكير الاستراتيجي).
سرعة التغيرات الاجتماعية و الأزمات الحالية كبيرة جدًا، و بالتالي يجب السعي لاتخاذ خطوات سريعة و قليلة التكلفة.
لا فائدة من إنتاج العلم دون الانتباه إلى البيئة الفكرية و المفكرين المعنيين بذلك العلم.
يجب النظر إلى صنع السياسة كإجابة على القضايا السياسة، و من دون رؤية واضحة لا يمكن الوصول إلى سياسة فعالة. كما يجب الاستفادة من آراء النخب و أصحاب الرأي في تحديد أولويات السياسة.
إن فقه الشيعة مرتبط دائمًا بحل قضية الحكومة و القضايا الاجتماعية، و الشريعة و الفقه مرتبطان بقيادة المجتمع، و لم يكونا أبدًا منفصلين عن القضايا العملية. إذا تم تضمين هذه الفكرة في منطق الفقه، فإن العديد من التحديات ستُحل بناءً على هذا الأساس.
من المهم إنشاء نظام للمسائل و الفرص و التحديات في الحوزة، و التفاعل بين الحوزة والمجتمع، و كذلك التفاعل بين الحوزة و المجتمع العالمي.
و في ختام الاجتماع، قال آية الله شب زنده دار بعد الاستماع إلى الآراء المقدمة: يجب مناقشة القضايا و المواضيع التي تم طرحها في مثل هذه الاجتماعات في الأمانة العامة، و في بعض الحالات دعوة أصحاب الرأي للمشاركة في توضيح الأمور بشكل أكبر، بحيث يتم تطوير هذه المسائل و موافقة مجلس شورى الحوزة عليها لكي تصبح قاعدة عامة و معتمدة رسميًا.
و أكد آية الله شب زنده دار على أن جميع فضلاء الحوزة هم أعضاء في مجلس شورى الحوزات العلمية، و أشار إلى أهمية متابعة المقترحات المقدمة، موضحًا أنه يجب أن يتم تبادل الآراء بشكل مستمر حتى يتم التوصل إلى ما تقتضيه الحكمة و الخبرة الجماعية.
تعليقك