الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ - ١١:٥٣
لا يجوز لأحد أن يُلحق الضرر بسمعته

الحوزة/ أكّد سماحة آية الله العظمى جوادي آملي على أهمية الحفاظ على سمعة المؤمن، قائلاً: سمعة المؤمن أمانة إلهية، و هي ملك لله تعالى، و لذلك لا يجوز لأحد أن يُلحق الضرر بسمعته.

و بحسب تقرير وكالة أنباء الحوزة، فقد انعقد الدرس الأسبوعي للأخلاق لسماحة آية الله العظمى جوادي آملي اليوم (الأربعاء) في مسجد الأعظم بمدينة قم، بحضور مختلف فئات المجتمع. و في هذا الدرس، تناول سماحته شرح الحكم ۱۵۹، ۱۶۰، و۱۶۱ من كتاب نهج البلاغة، مشيراً إلى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحكمة ۱۵۹: "مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ، فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ"؛ أي أن من يضع نفسه في مواضع الشبهة، فلا ينبغي له أن يلوم الآخرين إذا ظنوا به سوءًا.

و أشار سماحته إلى أن التواجد في أماكن مشبوهة و مثيرة للشبهات أمر مذموم من الناحية الدينية، و قد يؤدي إلى الإضرار بسمعة الفرد، مؤكداً على أن الإنسان الذي يعرّض نفسه للاتهام لا يحق له أن يشكو من سوء ظن الناس به.

و شدد آية الله جوادي آملي على أهمية الحفاظ على سمعة المؤمن، قائلاً: سمعة المؤمن أمانة إلهية؛ فكما أن الإنسان مالكٌ لما يكتسبه من مال، فإن سمعته ملكٌ لله تعالى. و سمعة المؤمن تنبع من إيمانه، و لذلك فهي أمانة إلهية لا يجوز التفريط بها، كما أنه لا ينبغي للمجتمع الإسلامي أن يظهر بمظهر الضعف و الذل.

و استشهد سماحته بحديث من أصول الكافي، موضحًا أن الله سبحانه و تعالى فوض إلى المؤمن جميع شؤونه، لكنه لم يترك له مسؤولية الحفاظ على كرامته و عزته، لأن العزة ملكٌ لله، كما قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾. و عليه، فإن المؤمن مؤتمنٌ من قبل الله في الحفاظ على سمعته، و لا ينبغي له أن يقوم بأي فعل يمسّ بكرامته الإيمانية.

و في شرحه للحكمة ۱۶۰ من نهج البلاغة، قال سماحته: يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ مَلَك، اسْتَأْثَرَ"، أي أن من يملك شيئًا، يميل إلى احتكاره لنفسه.

و أوضح سماحته أن هذا الميل إلى الاحتكار يمكن أن يظهر في الجوانب المالية و السياسية و الاجتماعية، مشيراً إلى أن من يحصل على ثروة يسعى إلى زيادتها، و من يصل إلى السلطة يحاول فرض سيطرته و استعباد الآخرين، و أن هذا التوجه إلى الاحتكار أدى مرارًا عبر التاريخ إلى نشوء الاستبداد.

و أضاف سماحته أن بعض المفسرين فسروا مصطلح "استئثار" على أنه يشير إلى الاستبداد، بينما فسروا كلمة "ملك" على أنها تعني "الملوك" و ليس "الملكية"، إلا أن المعنى المشترك في كلا التفسيرين هو التحذير من مخاطر احتكار السلطة و الثروة.

ثم أشار آية الله جوادي آملي إلى الحكمة ۱۶۱ من نهج البلاغة، حيث يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا"؛

و أكد سماحته أن الاستبداد بالرأي و الانفراد باتخاذ القرار دون مشورة يؤدي إلى هلاك الفرد و المجتمع، مشيراً إلى أهمية العقل في المنظومة المعرفية الإسلامية. و بيّن سماحته، بالاستناد إلى كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة، أن العقل هو المعيار الذي يميز بين الحق و الباطل، و هو الأساس في تقييم أعمال الإنسان.

و ختم سماحته حديثه بالتأكيد على العلاقة بين العقل النظري و العقل العملي، قائلاً: "سعادة الإنسان تعتمد على حسن استخدام العقل، و الابتعاد عن هوى النفس، فالعقل هو الذي ينقذ الإنسان من الجهل و الضلال، و يوجهه نحو الطريق الصحيح

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha