الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٥ - ٢٠:٣١
إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا لمؤسسة بوستان الكتاب / "الكتاب" جسر يربط الماضي بالحاضر والمستقبل

الحوزة/ أكدوا المتحدثون في حفل إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا لمؤسسة بوستان الكتاب خلال العام الماضي على أهمية القلم و الكتابة، مشددين على أن الأساتذة و المعلمين ينبغي أن يعملوا على تنمية قدرات طلابهم في الكتابة و التعبير.

بحسب تقرير مراسل وكالة الحوزة، فقد أُقيم حفل إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا من منشورات مؤسسة بوستان الكتاب خلال العام المنصرم، وذلك اليوم السبت، ۲۷ بهمن، في قاعة الشيخ الطوسي بمكتب التبليغ الإسلامي في قم، بحضور كلٍّ من آية الله الأستاذ أحمد بهشتي، عضو مجلس خبراء القيادة، و الدكتور محمد سوري، رئيس معهد الفلسفة و الكلام بمركز أبحاث العلوم و الثقافة الإسلامية.

أهمية القلم في القرآن الكريم

أكّد آية الله أحمد بهشتي، عضو مجلس خبراء القيادة، خلال كلمته في الحفل على أهمية العناية بالقلم و أهل الكتابة، مشيرًا إلى أن الله سبحانه و تعالى قد ذكر القلم مرتين في القرآن الكريم.

و أضاف قائلًا: لقد أقسم الله تعالى بالقلم في قوله: "ن وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ"، و هذا دليل على عظمة القلم. كما ذُكر القلم مرة أخرى في سياق خلق الإنسان، حيث قال الله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾

و أشار آية الله بهشتي إلى أن الله تعالى حينما ذكر القلم في هذه الآية، وصف نفسه بصفة "الأكرم"، بينما عند الحديث عن خلق الإنسان، وصف نفسه بـ "الكريم" في قوله: "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ"، مما يدل على عظمة القلم و أهميته في تكريم الإنسان.

أهل القلم جديرون بالتكريم و التقدير و أوضح عضو مجلس خبراء القيادة أن القرآن الكريم قد أبرز أهمية القلم، مما يعني أن كلًّا من القلم و أهله يستحقون التكريم و الإجلال، إذ إن الكتابة و التعليم عبر القلم يُكملان عملية خلق الإنسان، و لولا القلم، لبقيت هذه العملية ناقصة.

و أشار إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يدرسون بجدٍّ و إخلاص، لكنهم لا يكتبون، و بالتالي لا يتركون أثرًا يُذكر، مؤكدًا على ضرورة أن يسعى الأساتذة إلى تنمية قدرات طلابهم في الكتابة و التعبير، لأن هاتين الصفتين هما ما يميز الإنسان عن الحيوان.

تشجيع أهل القلم

و أضاف آية الله بهشتي أن مسألة القلم قد جاءت في القرآن الكريم بعد الحديث عن خلق الإنسان، مما يدل على أهميته البالغة في الإسلام. لذا، فمن الضروري تشجيع الكتّاب و أهل القلم، حتى يتحفّز الآخرون ممن يمتلكون موهبة الكتابة للانخراط في هذا المجال.

كما أكد على أهمية الحفاظ على التراث الفكري و الثقافي الذي خلّفه العلماء السابقون، مشيرًا إلى أن دعم أهل القلم من شأنه أن يُسهم في تفجير الطاقات الإبداعية، و يحول دون حالة الجمود الفكري.

أنصاري: الحضارات تبقى حيّة بالكتب من جانبه، أشار الدكتور محمد باقر أنصاري، رئيس مؤسسة بوستان الكتاب، إلى أن حفل إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا من إصدارات بوستان الكتاب يُعد حدثًا علميًا و ثقافيًا بارزًا، يعكس العزم الراسخ للمؤسسة، و يشهد على الجهود الدؤوبة التي بذلها العلماء و المثقفون في تأليف هذه الأعمال.

و وصف أنصاري الكتاب بأنه ميراث خالد للبشرية، يحمل بين طياته خلاصة علوم الإنسان و خبراته و أفكاره الأصيلة.

و أضاف أن مؤسسة بوستان الكتاب قد نجحت في توفير بيئة مناسبة لنشر الكتب، ليس فقط من خلال الحفاظ على الإرث العلمي و الثقافي، بل أيضًا عبر تسهيل وصول المجتمع إلى هذه المؤلفات.

و شدّد رئيس المؤسسة على أن الإصدارات الجديدة تُشكل جزءًا من الهوية العلمية و الثقافية للبلاد، و ينبغي نقلها إلى الأجيال القادمة.

كما أكد أن الحضارات تبقى حية بالكتب، لأنها تُشكل جسرًا يربط بين الماضي و الحاضر و المستقبل، موضحًا أن إنتاج وإزاحة الستار عن كتب جديدة يُعزّز هذا الجسر، و يعدّ دليلًا على جهود المؤلفين في دفع عجلة العلم و الثقافة إلى الأمام، ليبقى هذا التراث شاهدًا للأجيال القادمة.

سوري: خمسة ملايين مخطوطة من التراث الإسلامي لا تزال محفوظة بدوره، تطرق الدكتور محمد سوري، رئيس معهد الفلسفة و الكلام بمركز أبحاث العلوم و الثقافة الإسلامية، إلى أهمية تحقيق المخطوطات و دورها البارز في حفظ التراث الإسلامي.

و أشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه المحققين عند التعامل مع المخطوطات القديمة هي التحقق من نسبتها إلى مؤلفيها الأصليين. كما أن من المهام الأساسية للمحقق هو تصحيح الفروقات بين النسخ المختلفة و إعداد نصٍّ يكون أقرب ما يكون إلى النص الأصلي للمؤلف.

و أضاف أن الإحصائيات تشير إلى وجود حوالي خمسة ملايين مخطوطة من التراث الإسلامي ما زالت محفوظة حتى يومنا هذا، و هذه المخطوطات تُعد من أهم مظاهر الحضارة الإسلامية، حيث تُوثّق التاريخ الفكري و الثقافي للأمة.

و أشار إلى أن المستشرقين بدأوا في دراسة و تحقيق المخطوطات الإسلامية منذ قرنين من الزمن، في حين أن اهتمام الباحثين المسلمين بهذا المجال لم يبدأ بشكل جاد إلا خلال العقود القليلة الماضية، و تحديدًا في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.

إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا و في ختام الحفل، تم إزاحة الستار عن ۱۶۰ إصدارًا جديدًا لمؤسسة بوستان الكتاب خلال العام الماضي، في خطوة تُكرّس الجهود المبذولة في مجال النشر العلمي و الثقافي.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha