وفقًا لوكالة أنباء الحوزة، تحدث آية الله محمود رجبی، عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية و رئيس المؤسسة الإمام الخميني (ره) التعليمية، في درس الأخلاق في مدرسة المعصومية العلمية في قم، عن أهمية مراقبة العين و الأذن في مسار التقرب إلى الله تعالى.
و أشار إلى الآية ۳۶ من سورة الإسراء، حيث يقول الله تعالى: «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»، مؤكدًا أن العين و الأذن هما الحواس الأساسية التي تلعب دورًا كبيرًا في إدخال المعارف الصحيحة أو الخاطئة إلى قلب الإنسان.
استشهد آية الله رجبی بأحاديث المعصومين (عليهم السلام) التي اعتبرت مراقبة العين واحدة من أهم الطرق للابتعاد عن المعاصي و تحقيق السعادة. و أشار إلى حديث الإمام الصادق (عليه السلام) الذي قال: «مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ غَضِّ الْبَصَرِ»، أي أن لا أحد استفاد كما استفاد من غض البصر.
كما أشار إلى رواية أخرى تقول: «غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ تَرَوْنَ الْعَجَائِبَ»، حيث يُظهر أن مراقبة العين الظاهرة تجعل العين الباطنية تنفتح، و تمكن الإنسان من إدراك حقائق الكون.
الحلول العملية لمراقبة العين
تابع آية الله رجبی الحديث عن الحلول العملية لمراقبة العين، مؤكدًا أن الخطوة الأولى هي خفض النظر عند مواجهة مشاهد المعصية، مشيرًا إلى الآية ۳۰ من سورة النور التي تقول: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ».
و أكد عضو مجلس خبراء القيادة أن الإنسان يجب أن يخفض نظره عند مواجهة مشاهد المعصية و يتجنب النظر المحرم.
كما أشار إلى الحل الثاني، و هو الابتعاد عن مجالس المعاصي، مؤكدًا أن حضور مثل هذه المجالس يدفع الإنسان نحو النظر المحرم، و لذلك يجب على الإنسان أن يتجنب هذه الأماكن.
و قال أيضًا أن تذكّر يوم القيامة و الآخرة هو الحل الثالث لمراقبة العين، و أكد أن تذكّر الآخرة يبعث الإنسان على تجنب المعاصي و يشجعه على مراقبة عينيه. كلما كان الإنسان أكثر تذكرًا للآخرة، قل انجذابه نحو المعصية.
و أوضح أن التوسل إلى أهل البيت (عليهم السلام) هو من الحلول الفعالة في هذا السياق، حيث يمكن لأهل البيت (عليهم السلام) مساعدته في هذا المجال.
كما اعتبر ملء الوقت بالأعمال الإيجابية مثل تلاوة القرآن، الدعاء، و قراءة الكتب المفيدة من الحلول العملية الأخرى للابتعاد عن المعصية. و أكد أن الإنسان يجب أن يملأ أوقاته بالأعمال الصالحة لكي يبتعد عن المعصية.
مخاطر عدم مراقبة العين
في جانب آخر من حديثه، أشار آية الله رجبی إلى مخاطر عدم مراقبة العين، محذرًا من أن إهمال التحكم بالنظر يمكن أن يؤدي إلى الهلاك، و فقدان الراحة النفسية، و تجميل المعصية بواسطة الشيطان.
و أضاف عضو المجلس الخبراء القيادة أن الشيطان يظهر المعصية بشكل جميل في أعين الناس، مما يدفعهم إلى الوقوع في المعصية. و بالتالي، فإن مراقبة العين لا تحمي الإنسان فقط من المعصية، بل هي أيضًا طريق إلى السعادة و التقرب إلى الله.
في ختام كلمته، اعتبر آية الله رجبی أن مراقبة العين و الأذن ليست فقط وسيلة للابتعاد عن المعاصي، بل هي أيضًا أساس للنمو الروحي و التقرب إلى الله، مؤكدًا أن اتباع هذه الحلول يمكن أن يساعد الإنسان على تجنب المعاصي و الوصول إلى السعادة في الدنيا و الآخرة.
تعليقك