بحسب مراسل وكالة الحوزة، التقى آية الله عليرضا الأعرافي بمحمدي، نائب وزير التعاون و العمل و الرفاه الاجتماعي و رئيس منظمة التعليم الفني و المهني في البلد، والوفد المرافق له في قم، حيث تناول القضايا المتعلقة بضرورة تبني نهج تطبيقي للعلم و المعرفة في جميع المؤسسات العلمية، بما في ذلك الحوزات العلمية، و تعزيز المهارات بما يتناسب مع مهام كل مؤسسة، و الارتقاء بالمستوى المهني في المجالين الاقتصادي و المعيشي. كما أشار إلى أن ضعف المهارات التطبيقية يعد من التحديات الجدية التي تواجه البلاد اليوم.
و أشار مدير الحوزات العلمية إلى أن من أبرز المشكلات التي واجهها برنامجا التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية الخامس و السادس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو الإهمال في الجوانب المهارية و عدم تنفيذها على النحو المطلوب. و قال: لقد تحقق تنفيذ هذه البرامج بنسبة ۷۰% فقط في بعض المحافظات، مثل يزد، بينما لم تتجاوز النسبة ۵۰% في معظم المناطق الأخرى. و اليوم، يمثل تعزيز المهارات و التمكين أحد التحديات الرئيسة في قطاع التعليم، مما يتطلب مواكبة المجال المهاري للمجال المعرفي، لضمان تأهيل قوى عاملة ماهرة و تعزيز التنمية الوطنية.
كما أكد عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية أن الارتقاء بالمهارات و تمكين الأفراد أمر ممكن و قابل للتحقيق، مشددًا على أن اهتمام الطلاب الجامعيين بتطوير مهاراتهم إلى جانب دراساتهم الأكاديمية سيسهم في تحسين مستوى معيشتهم، و في الوقت ذاته، سيوفر للدولة قوى عاملة ذات كفاءة عالية.
الاهتمام بالمهارات في خطة التنمية السابعة
و أوضح آية الله الأعرافي أن من أبرز سمات خطة التنمية السابعة هو التركيز على تعزيز المهارات و تمكين القوى العاملة الشابة و المؤسسات العلمية، مشيرًا إلى أن الجهود مستمرة لتحقيق هذا الهدف على نطاق واسع في البلاد، مما سيساعد على تطوير القوى العاملة الوطنية.
الاتفاق القائم على خطة مدروسة وفعالة هو الأكثر تأثيرًا
و أشار مدير الحوزات العلمية إلى أن الاتفاق بين الحوزة العلمية و منظمة التعليم الفني و المهني يشمل عدة مجالات، من بينها الترويج لثقافة المهارات من خلال الخطاب الإعلامي، و تعزيز التعليم المهني داخل الأسر عبر مراكز خدمات الحوزات العلمية، و تطبيق المهارات المختلفة بين طلاب الحوزات من خلال خطط تعليمية منظمة، بالإضافة إلى تمكين الطلاب الحوزويين من اكتساب مهارات خاصة تسهم في تحسين معيشتهم. كما أكد أن نجاح هذا الاتفاق مرهون بتحويل هذه القضايا إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ.
حركة التعليم المهني في البلاد تشهد تطورًا
من جانبه، أكد محمدي، نائب وزير العمل و رئيس منظمة التعليم الفني و المهني، أن تعزيز المهارات و تمكين المراكز العلمية و الطلاب يشكلان ضرورة وطنية، مشيرًا إلى أن غياب التعليم المهني يعد أحد أوجه القصور الرئيسية في المؤسسات العلمية و الجامعية.
و أوضح أن هناك مراكز صناعية تحتاج إلى الشباب المبدعين، إلا أن نقص العمالة الماهرة يعيق تطورها، مضيفًا: تمامًا كما أحدثت البلاد ثورة في مجال محو الأمية، و أدت إلى رفع نسبة المتعلمين، فإننا بحاجة إلى ثورة مماثلة في مجال التعليم المهني لتمكين الشباب و تأهيل قوى عاملة ماهرة
و أشار محمدي إلى أن إيران تمتلك أكبر المراكز التعليمية والمهنية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمتد على مساحة ۱۲ مليون متر مكعب، وتضم ۷۰۰ معهد حكومي و ۲۰ ألف مركز تدريب خاص، تسهم سنويًا في تأهيل مليوني فرد في مختلف المجالات المهنية، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق تكامل بين هذه المراكز الصناعية والتعليمية للوصول إلى نتائج أفضل.
و في السياق ذاته، شدد حجة الإسلام عرب، مدير عام التعليم الفني و المهني في محافظة قم، على أهمية التعليم المهني و التمكين، موضحًا أن هناك جهودًا مكثفة للتعاون مع الحوزات العلمية من أجل تنفيذ هذا المشروع الهام بين أسر الطلبة و رجال الدين.
تعليقك