۲۴ آذر ۱۴۰۳ |۱۲ جمادی‌الثانی ۱۴۴۶ | Dec 14, 2024
آية الله السيد محمد تقي المدرسي

وكالة الحوزة - قال آية الله المدرسي في بيان أصدره اليوم: الذين يغلقون المراكز الدينية في هامبورغ وبرلين وغيرهما في ‏أيام المحرم يريدون تحجيم الشعائر الحسينية.

وكالة أنباء الحوزة - انتقد آية الله السيد محمد تقي المدرسي من علماء العراق الحكومة الألمانية لاغلاقها المراكز الدينية في هامبورغ وبرلين في ‏أيام المحرم كما استنكر ما قاله نتانياهو أمام الكونغرس يوم الأربعاء من ان بلاده ستواصل شن الحرب في غزة حتى تدمر قدرات حركة حماس العسكرية وحكمها.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيد المرسلين‎ ‎المصطفى محمد وآله الهداة الطاهرين.

‏السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليه السلام.‏

السلام على الموالين لسيد الشهداء الذين أحيوا أمره وأقاموا شعائره..‏

أيّها الأخوة الكرام، أيّها العلماء، أيّها الخطباء والشعراء، وأيّها المنشدون، وأنتم أيها الكرام الذين أقمتم ‏المواكب وأحييتم الشعائر بالجهد والمال والجاه خصوصاً في هذا العام وفي أيام عاشوراء حيث كانت سنةً مميّزة من ‏جميع الأبعاد وفي جميع أقطار الأرض فسلام الله عليكم.‏

شكراً لله ولكم من كل مخلصٍ في هذه الأمّة على ما بذلتموه من جهد ومال وجاه، وأعلموا يقيناً أنَّ التيار ‏العظيم الذي خلَّفه جهدكم المبارك في هذا العام بإحياء شعائر السبط الشهيد عليه السلام، كان وسوف يكون، ‏وبفضل الله سبحانه وتعالى درعاً منيعاً في مواجهة الظلم والفساد، ووسيلةً للإصلاح في أمّة محمد صلى الله عليه ‏وآله، استمراراً لنهج سيد الشهداء عليه السلام.‏

لقد كانت هذه الشعائر وبإذن الله سبحانه سداً منيعاً أمام شياطين الإنس والجن واستكبارهم وبغيهم؛ لقد ‏انتصرتم بفضل الله سبحانه وتوفيقه لكل مظلوم في كل أفق، وفي مواجهة هؤلاء المستكبرين الذين طغوا في ‏البلاد، فأكثروا فيها الفساد.‏

إنَّ المجرمين في أرض فلسطين المحتلّة، في أرض المقدسات في أرض القدس الشريفة، هؤلاء الذين قتلوا عشرات ‏الآلاف من الأبرياء وجرحوا إضعافهم وسحقوا كرامة الإنسانية، وأعادوا الى الأذهان جرائم يزيد وابن زياد ‏وهدموا البلاد ونشروا الفساد في البر والبحر، إنَّ هؤلاء لا يردعهم سوى هذه الصيحة السماوية التي تنطلق من ‏أفواه مئات الملايين في العالم: "لبيك يا حسين".‏

واليوم حين نسمع المجرم الأول في حرب فلسطين وهو يعوي عواء الكلاب في مجلس أمريكا، بما يوجب ‏محاكمته على كل كلمة فاه بها، واليوم حيث نجد من يصفق له ويؤيّد جرائمه البشعة ضد الإنسانية، نتذكَّر يزيد ‏وابن زياد كما نتذكَّر ماذا فعل آباء هؤلاء الذين استضافوه بكل صلف، أولئك الذين سحقوا شعباً آمنا في ‏بلادهم كانوا يسمونه الهنود الحمر.‏

إنَّ ثقافة هؤلاء قائمة على تأييد وتكريم المجرمين من أمثال آبائهم، فهم يحلمون بأن يكرر الصهاينة المجرمين ‏جرائم آبائهم ويسحقوا شعب فلسطين المسلم، بل وشعوب أخرى، ويؤسسوا مثلهم دويلة استكبارية في هذه ‏المنطقة، ولكن هيهات؛ إنَّ روح المقاومة الإسلامية ـ التي كانت ولا تزال نهضة دائمة ـ تندلع أبداً في وجه هؤلاء ‏انطلاقاً من شعائر النهضة الحسينية، ومن هنا نجد أنَّ الظَلَمَة في كل مكان يحاربون هذه الشعائر، ويحاولون ‏بشتّى الوسائل تحجيمها، ومطاردة أقطابها، وهدم مواقع المواكب، وحتى قتل المساهمين بها، فنجد كيف أنَّ ‏الشرطة الألمانية اليوم، يعيدون إلى أذهاننا جرائم النازيين، ويغلقون المراكز الدينية في هامبورك وبرلين وغيرهما في ‏أيام المحرم.‏

إنَّ هؤلاء ـ في الحقيقة ـ يريدون تحجيم الشعائر الحسينية، التي تذكّرهم بماضيهم الأسود، ونقول لهم إنَّ ميراث ‏الكراهية ليس إلّا الكراهية.‏

وكلمة أخيرة: ما دامت الشعائر الحسينية ـ التي هي بمثابة براكين الغضب ضد الطغاة ـ فأنَّ جرائم الظلمة لا ‏تمر بلا حساب وجزاء، يقول ربنا سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ}.‏

دمتم في كل عام في هذه النعمة الكبيرة، نعمة شعائر الإمام الحسين بن علي عليه السلام، والسلام عليكم ‏ورحمة الله وبركاته.‏

المصدر: قناة مكتب آية الله السيد محمد تقي المدرسي

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha