وكالة أنباء الحوزة - انتقد آية الله السيد محمد تقي المدرسي من علماء العراق الحكومة الألمانية لاغلاقها المراكز الدينية في هامبورغ وبرلين في أيام المحرم كما استنكر ما قاله نتانياهو أمام الكونغرس يوم الأربعاء من ان بلاده ستواصل شن الحرب في غزة حتى تدمر قدرات حركة حماس العسكرية وحكمها.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيد المرسلين المصطفى محمد وآله الهداة الطاهرين.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليه السلام.
السلام على الموالين لسيد الشهداء الذين أحيوا أمره وأقاموا شعائره..
أيّها الأخوة الكرام، أيّها العلماء، أيّها الخطباء والشعراء، وأيّها المنشدون، وأنتم أيها الكرام الذين أقمتم المواكب وأحييتم الشعائر بالجهد والمال والجاه خصوصاً في هذا العام وفي أيام عاشوراء حيث كانت سنةً مميّزة من جميع الأبعاد وفي جميع أقطار الأرض فسلام الله عليكم.
شكراً لله ولكم من كل مخلصٍ في هذه الأمّة على ما بذلتموه من جهد ومال وجاه، وأعلموا يقيناً أنَّ التيار العظيم الذي خلَّفه جهدكم المبارك في هذا العام بإحياء شعائر السبط الشهيد عليه السلام، كان وسوف يكون، وبفضل الله سبحانه وتعالى درعاً منيعاً في مواجهة الظلم والفساد، ووسيلةً للإصلاح في أمّة محمد صلى الله عليه وآله، استمراراً لنهج سيد الشهداء عليه السلام.
لقد كانت هذه الشعائر وبإذن الله سبحانه سداً منيعاً أمام شياطين الإنس والجن واستكبارهم وبغيهم؛ لقد انتصرتم بفضل الله سبحانه وتوفيقه لكل مظلوم في كل أفق، وفي مواجهة هؤلاء المستكبرين الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد.
إنَّ المجرمين في أرض فلسطين المحتلّة، في أرض المقدسات في أرض القدس الشريفة، هؤلاء الذين قتلوا عشرات الآلاف من الأبرياء وجرحوا إضعافهم وسحقوا كرامة الإنسانية، وأعادوا الى الأذهان جرائم يزيد وابن زياد وهدموا البلاد ونشروا الفساد في البر والبحر، إنَّ هؤلاء لا يردعهم سوى هذه الصيحة السماوية التي تنطلق من أفواه مئات الملايين في العالم: "لبيك يا حسين".
واليوم حين نسمع المجرم الأول في حرب فلسطين وهو يعوي عواء الكلاب في مجلس أمريكا، بما يوجب محاكمته على كل كلمة فاه بها، واليوم حيث نجد من يصفق له ويؤيّد جرائمه البشعة ضد الإنسانية، نتذكَّر يزيد وابن زياد كما نتذكَّر ماذا فعل آباء هؤلاء الذين استضافوه بكل صلف، أولئك الذين سحقوا شعباً آمنا في بلادهم كانوا يسمونه الهنود الحمر.
إنَّ ثقافة هؤلاء قائمة على تأييد وتكريم المجرمين من أمثال آبائهم، فهم يحلمون بأن يكرر الصهاينة المجرمين جرائم آبائهم ويسحقوا شعب فلسطين المسلم، بل وشعوب أخرى، ويؤسسوا مثلهم دويلة استكبارية في هذه المنطقة، ولكن هيهات؛ إنَّ روح المقاومة الإسلامية ـ التي كانت ولا تزال نهضة دائمة ـ تندلع أبداً في وجه هؤلاء انطلاقاً من شعائر النهضة الحسينية، ومن هنا نجد أنَّ الظَلَمَة في كل مكان يحاربون هذه الشعائر، ويحاولون بشتّى الوسائل تحجيمها، ومطاردة أقطابها، وهدم مواقع المواكب، وحتى قتل المساهمين بها، فنجد كيف أنَّ الشرطة الألمانية اليوم، يعيدون إلى أذهاننا جرائم النازيين، ويغلقون المراكز الدينية في هامبورك وبرلين وغيرهما في أيام المحرم.
إنَّ هؤلاء ـ في الحقيقة ـ يريدون تحجيم الشعائر الحسينية، التي تذكّرهم بماضيهم الأسود، ونقول لهم إنَّ ميراث الكراهية ليس إلّا الكراهية.
وكلمة أخيرة: ما دامت الشعائر الحسينية ـ التي هي بمثابة براكين الغضب ضد الطغاة ـ فأنَّ جرائم الظلمة لا تمر بلا حساب وجزاء، يقول ربنا سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ}.
دمتم في كل عام في هذه النعمة الكبيرة، نعمة شعائر الإمام الحسين بن علي عليه السلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: قناة مكتب آية الله السيد محمد تقي المدرسي