وكالة أنباء الحوزة - حينما عُوتِبَ أبو نواس على الإمساك عن مدح الإمام الرضا (ع) أنشد هذه الأبيات:
قِيلَ لي أنتَ أفصحُ الناس ِ طُرَّا *** في فنون ٍ من الكلام النبيهِ
لكَ من جوهر الكلام بديعٌ *** يُثمِرُ الدرَّ في يَدي مُجْتَبيهِ
فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنَ موسى *** والخِصالَ التي تَجَمَّعْنَ فيهِ
قُلْتُ لا أستطيعُ مَدْحَ إمامٍ *** كانَ جِبْريلُ خادِمًا لأبيهِ
قَصُرَتْ ألْسُنُ الفصاحةِ عَنْه *** وَلِهذا القريضُ لا يَحْتَويه
ونَقَلَ الشيخُ الصدوق بإسناده المعتبر عن محمد بن يحيى الفارسي أنه قال: نَظَرَ أبو نواس إلى أبي الحسن الرّضا (ع) ذات يومٍ وقد خَرَجَ من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نواس وَسَلَّمَ عليه وقال: يابن رسول الله، قد قلتُ فيكم أبياتًا وأوَدُّ أن تَسْمَعَها. قال:هات، فَأنْشَأَ:
مُطَهَّرونَ نَقِياتٌ جُيُوبُهم *** تَجْري الصَّلاةُ عَليهم أينما ذُكِروا
مَن لم يكن عَلَويّا حين تنسبُه *** فما له في قديم الدهرِ مُفْتَخَرُ
واللهُ لَمّا بَرى خَلْقًا فأتقَنَهُ *** صَفاكم وَبراكم أيّها البشَرُ
فَأَنتُمُ المَلأُ الأعلى وعِنْدَكُمُ *** عِلمُ الكتابِ وَماجاءت به السّوَرُ
فقال الرضا (ع): يا حسن بن هاني! قد جئتنا بأبياتٍ ماسبقك أحدٌ إليها، فأحسنَ الله جزائَك.
ثم قال: يا غلام! هل معكَ من نفقتنا من شيئ؟ فقال: ثلاث مئة دينار. فقال: أعطها إيّاه، ثم قال: لعله استقلها، ياغلام! سُق إليه البغلةَ.
المصدر: بحار الأنوار، ج٤٩، ص ٢٣٦