۶ مرداد ۱۴۰۳ |۲۰ محرم ۱۴۴۶ | Jul 27, 2024
رمز الخبر: 370101
١٣ مايو ٢٠٢٤ - ١٥:٣٦
وَصْفَةُ الحكيم لِكُلّ داءٍ

 وكالة الحوزة - الحكمة ضالة كل مؤمن وخير الحكم ما يصدر عمن عصمه الله من الزلل.

وكالة أنباء الحوزة - قالَ رَجلٌ مِن الصالحين مَرَرْتُ بجماعة مِن الناس مُجتمعين، بَيْنَهُمْ حَكيمٌ يَصِفُ لكلّ داءٍ دَواء وَلِكُلِّ عِلّةٍ شِفاء، فَدَنَوْتُ مِنْه وسلَّمْتُ عليه وَقلتُ له: أيُّها الحكيم هل عندك لِدائي دَواء ولِعِلَّتي شِفاء؟

قال: نعم عِندي دَواؤُك إنْ عملتَ به شُفِيْت، وإنْ تركتَه بَقيت.

قال: فقلتُ: إنْ كانَ موافقاً صِرْتُ مُرافقاً، فما هو؟

قال لي: خُذْ عروقَ الفَقْرِ و ورقَ الصَّبرِ، وهليلجَ الخضوعِ وترياقَ الخشوعِ، واجعله في هاون التوبة، واسْحَنْهُ بِمِسْحَنِ التقوى، وانْخُلْـهُ بِمُنخل العقل، وأفرِغْـهُ في قدح المناجاة ، وأوقِدْ عليه نارَ المَحبَّةِ، وَ رَوِّحْـــهُ بِمِرْوَحـــَة ِالزُّهدِ، واشربه بمعاليق الاستغفار، وتَمَضْمَضْ بماء الوَرَع، فالنفسُ بيتُ كلِّ دواء، والحِمْيـَةُ بيـتُ كلِّ شِفاء، وَ دَعْ نفسَك وما عَوَّدتها فإنَّك تبرأ بإذن الله تعالى.

قال: فقلت: أيُّها الحكيم ليسَ عندي ثمنُ الدواء.

قال: اقْصِدْ باب الرضا. وادْعُ صاحِبَه بالضيق والفضا، وقُلْ بالتذللِ والخضوع والاستكانة والخشوع: يـا مَعْدنَ الجُوْدِ والاحسان لكَ الحَمدُ يا مَنّان.

فقلت: أيها الحكيم إنَّ بيني و بينه قطعة و وحشـة مـِن سـُوء معاملة عاملتُـه بـهـا، قبيحة غير صحيحة، فهربتُ منه خائفاً مُتوجّلاً.

فقال لي: يا ضَعيفَ اليقين أما عَلمتَ بأن الله -تعالى- يَغْفرُ ذنوبَ المذنبين؟ ثم أنشأ يقول:

حاسَبُونا فَدَقَّقُوا - ثُمَّ مَنُّوا فأعْتَقُوا

هكذا عادةُ الملوك - بِالمماليك تَرْفِقٌ

إنَّ قَلبي يقولُ لي - وَ لِساني يُصَدِّقُ

إنَّ مَن مَاتَ عاشقاً - ليس بالنار يُحْرَقُ

قال: ثم قامَ ومَضى عَنّي ،فَتَفَرَّقَ الناسُ، فقلتُ لِبَعْضِهم: بالله عليك مَن هذا الحكيم؟ قال لي: أو لم تعرفهُ؟ قلت: أجَل والله، قال: هذا عليُّ بن الحُسين زَينُ العابدين عليه السلام.

المصدر: صَوتُ الإمام علي في نَهج البلاغة، الجزء الأول، الصفحة:284- 285، بتصرف.

ارسال التعليق

You are replying to: .