وكالة أنباء الحوزة - فيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ
تقف أمتُنا اليوم على عتبةِ مرحلةِ حاسمة في مواجهة العدو الصهيوني المجرم، الذي زرعهُ الاستكبار العالمي ليمزق أوصالَها ويحطم آمالَها في الحرية والكرامة والعزة، فلم يبقَ من مفرداتِ الإجرام والحقد ما لم يكشفْ عنه ويفعلْهُ هذا العدو، ولم يبقَ من أقنعة الزيفِ والخداعِ ما يستتر به المجرمون وأعوانُهم والممهدون لهم.
لقد كان طوفانُ الأقصى امتحاناً لتمييز الصادقين الثابتين على عهد فلسطين والقدس، من أولئكِ الذين ارتضعوا الذُلَّ واعتادوا الهوانَ على أعتاب كبار الظالمين في هذا العالم، ولقد وحّدتْ غزةُ الأبيّةُ هِممَ وسواعدَ وبنادقَ المقاومين، من إيرانَ إلى سورية، ومن لبنانَ إلى العراقِ إلى اليمن، فَتَلاشت العناوينُ الجزئية، وبقيَ عنوان واحدٌ جامعٌ؛ هو فلسطينُ الحبيبة، وحتمية المواجهة والنصر.
إن أرواح عشرات آلاف الشهداء، وآهاتِ مئات آلاف الجرحى والمحاصرين والمهجّرين، التي وصلتْ إلى أسماعِ العالم بأسرهِ، ولم تستطعْ أنْ تحركَ شيئاً في ضمائرِ حُماةِ الكِيانِ الغاصب، هي دليلٌ لا شكَّ فيهِ على أن المعركةَ مع عدوِّنا معركةٌ وجودية، يجب أن ننطلق فيها من عقيدتنا بالله تعالى وحقّانيةِ قضيتنا، ووجوبِ التضحية بكل غالٍ في سبيل العزة التي ارتضاها الله تعالى للمؤمنين.
فيا أيها المطبّعون والمتخاذلون والساكتون والمتواطئون مع القَتَلة، ويا أيها اللاهثون لاسترضاء الشيطان الأكبر وربيبتهِ الصهيونية، كيف تُبْرِؤون ذِمَمَكم أمام الله والتاريخ؟ وبماذا تُجيبون صرخاتِ أطفالِ ونساءِ غزة وأنتم تتفرّجون على هذه الفظائع، وبدلاً من دعم إخوانكم نراكم تُمِدّون الكيانَ القاتل بأسبابِ البقاء، فأين ما كنتم تتشدقون به من غَيرةٍ مزيّفة حين حشدتمْ مئاتِ الآلافِ للقتالِ في سوريةَ والعراق وغيرهما؟ وأين أصوات فتاويكم مدفوعة الأجر التي أشعلتم به النار على امتداد المنطقة؟ أليست فلسطين أمانةَ الدين وشرفَ الأمة؟ ألا تستحقُّ منكم هذه المعركةُ الواضحة وقفةً تُرضي اللهَ ورسوله؟
ويا شعوب أمتنا، ويا جماهير المقاومة على امتداد ساحات العزة والشرف، كونوا على يقين بأنّ دماء الشهداءِ وآهاتِ المظلومين هي بعين الله تعالى وحاشا لله أن يُضيعَهَا، هو وعد الله تعالى، إن الله لا يخلف الميعاد. وكونوا على استعداد ليومِ النزال الأكبر، الذي وعدَ الله المؤمنينَ بالنصر فيه على قَتَلةِ الأنبياءِ وصُنّاع الفِتَن، وتسلّحوا بالوعي والبصيرة والثبات على نهج المقاومة، وأعدّوا للقاءِ العدوِ الغادرِ كل أسبابِ القوةِ المادية والمعنوية، فالنصر آتٍ لا محالة.
سلامٌ على شهداء الحق والمقاومة في كل مكان، سلامٌ على شهداء فلسطين الأبية، سلام على صبر غزةَ وجهادها وبطولاتها، سلامٌ على أرواح الأبرياء المظلومين وجراح الأباة الصابرين، سلامٌ على عزم المقاومين الواقفين في خنادق الوفاء والبصيرة على امتداد الأمة.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
الشيخ حميد صفار الهرندي
ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سوريا