۸ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۸ شوال ۱۴۴۵ | Apr 27, 2024
السيّد الصافي

وكالة الحوزة - دعا أستاذ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف السيد أحمد الصافي، المبلِّغين والخطباء إلى استثمار المنبر الحسينيّ في تحصين الناس وتوعيتهم، والاهتمام بالشباب وتعريفهم بثقافتهم.

وكالة أنباء الحوزة - جاء ذلك في حديثِه لجمعٍ من المبلِّغين الأفاضل في المجلس التأبينيّ الخاصّ بالذكرى السنويّة الثالثة لوفاة السيد جاسم الطويرجاوي، الذي أُقيم في مضيف العتبتين المقدّستين على طريق (النجف – كربلاء).
وقال السيد الصافي في كلمته، "لو عقَدنا مقارنةً طفيفة بين السيد جاسم الطويرجاوي والدكتور أحمد الوائلي وكِلاهما في رحمة الله تعالى، فالأوّل دُفِن بجِوار سيّد الشهداء(عليه السلام)، والشيخ الوائلي بجِوار الصحابيّ كميل بن زياد(رضوان الله عليه)، هناك جهة اشتراكٍ بينهما وجهةُ اختلاف، فالاختلاف معروف وهو أنّ الشيخ اختطّ طريقاً للتعبير عن واقعة الطفّ، من خلال ما كان يبدأ بالفقرات المعروفة لدى الجميع، والسيد الطويرجاوي كان يبدأ مع الحسين(عليه السلام) من بداية الخطبة إلى نهايتها، فكان ولعاً في ذكر سيد الشهداء(عليه السلام) وكان ناعياً يستثمرُ أيّ فرصةٍ في سبيل عرض قضيّة سيّد الشهداء(عليه السلام)، وله طريقته الخاصّة حتى في مسألة الرثاء والإبكاء".
وأضاف سماحته، أن "الشيخ الوائلي كان يعمل على استثمار وقت المحاضرة لإعطاء أكثر ما يُمكن من معلوماتٍ دقيقة، أتعبَ نفسَه عليها وأصبح هناك جيلٌ يترنّم بأحاديثه".
هذه جهة الاختلاف في طريقة المسلك بينهما، ولكن هناك جهةُ اشتراك بينهما وهي أن كلّاً منهما كان يعرف مساحته الخاصّة، وهذه خصيصة في غاية الأهمّية، ولم يتدخّلا في أمورٍ قد تحتاج إلى تخصّص دقيق، وهذه قضيّة امتازا بها (رحمة الله عليهما)، وهما يصلحان أن يكونا أمثلةً لأبنائنا الخطباء الذين يريدون أن يدخلوا إلى الخطابة الحسينية".
وتابع، أن "الخطابة بابٌ نبيل، ولعلّها من أهمّ مصاديق إحياء أمر الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، ونسب الإنسان نفسه إلى سيد الشهداء(عليه السلام) من خلال الخطابة من أفضل النسب، فالحسين(عليه السلام) لما له من منزلةٍ كبيرة في الدنيا، له في الآخرة منزلةٌ لا نقوى على معرفتها، ومن ينسب نفسه إليه (عليه السلام) يجب أن يكون على مستوى هذا النسب".
وأكّد السيد الصافي على أهمّية أن يستشير الخطباءُ مَنْ سبقهم في خدمة المنبر، وأخذ المشورة من الآخرين، فإن الإنسان حينما يستشير الآخرين يشاركهم في عقولهم، والآخرون قد يكونون أسبق وأكثر تجربة.
وبين أن "الكلمة مسؤولية، تحتّم على الخطيب أن يكون أكثر دقّةً وحرصاً وعمقاً، ويحاول يوماً بعد آخر أن يطوّر نفسه، فمسألة التطوير الذاتي للإنسان من خلال كسب المعارف يعطيه نحواً من الموضوعية، فالحياة الطبيعية أن يبدأ الإنسان بشيء وينتهي إلى وضع أفضل، وهذا ما نراه في الحوزة العلمية، فالعلماء يبدأون بدراسة المقدّمات، والله يوفّق منهم مَن يكون مرجعاً بعد حينٍ من الدهر".
وأشار السيد الصافي إلى أن: "المهمّة كبيرة خصوصاً مع كثرة المنابع الثقافيّة في هذا الزمن، وبعضها قد يأتي بلباسٍ حَسِنٍ للشباب، ولا يمكن أن يفهمها إلّا مَن أوتِيَ حَظّاً مِن العلم، ولا نجد أفضل من المنبر في مواجهة هذه التحدّيات الثقافيّة، وهو منبر النبيّ الذي أورَثَه للإمام علي من بعده، والأئمّة المعصومين(صلوات الله عليهم أجمعين)".
وذكر سماحته، أن "وظيفة الخطيب أن يطرح للناس ما يُمكن أن يحصّنهم، من خلال تعريفهم بالعلماء والمواقف والكتب المهمّة، كذلك بيان جهود العلماء الذين يبذلون جلّ أوقاتهم وحياتهم الشريفة في مقابل أن يحفظوا الدين".
واختتم السيد الصافي، أن "على الخطباء الاهتمام بالشباب وتعريفهم بأهمّية ثقافتهم، وخصوصيّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)".

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .