وكالة أنباء الحوزة - استهل قرداحي مؤتمره بالقول: "شكرا لتلبيتكم هذه الدعوة العاجلة التي لها علاقة بالمطالبة بإستقالتي من الحكومة".
اضاف: "قصتي أصبحت معروفة، ولا أعتقد ان هنالك من داع لتكرار تفاصيلها والتطورات التي رافقتها منذ بث تلك المقابلة المشهورة في إحدى المحطات الخارجية... ولا اعتقد أن هناك من داع للتذكير بأن المقابلة كانت قد أجريت معي قبل اكثر من شهر من تعييني وزيرا للاعلام، وبأن ما ورد فيها من مواقف لا تلزم الحكومة بشيء، كما انني لم أقصد في كلامي عن حرب اليمن الاساءة لأحد، بل كانت دعوة صادقة من القلب الى وقف هذه الحرب لمصلحة الاطراف كافة.
تلك المقابلة، بثت، بعد ثلاثة اشهر من إجرائها، وعلى الفور، فتحت علي حملة شعواء ومقصودة في بعض الاعلام اللبناني وفي بعض المواقع الالكترونية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر ما قلته جريمة بحق السعودية وسرعان ما انتقلت هذه الحملة الى الخليج ووسائله الاعلامية".
وما ازعجني فوق كل ذلك انه كيف يمكن تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة. لذلك، وجدت من المنطقي والواجب الوطني ان أرفض الاستقالة تحت هذا الضغط الهائل وهذا التحامل الجائر، وهذا الظلم المتعمد".
وقال: "رفضت الاستقالة لاقول ان لبنان، أولا لا يستحق هذه المعاملة، وثانيا لأقول انه، ولو كان يمر بصعوبات كبيرة ولو كان يبدو للاشقاء بأنه دولة ضعيفة، إلا ان فيه شعبا له كرامته وعزة نفسه واستقلاله وحريته وسيادته. للأسف، أكثر الذين تحاملوا عليّ في لبنان من سياسيين واعلاميين هم الذين رفعوا في وقت من الاوقات شعار: الحرية والسيادة والاستقلال".
اضاف: "المهم، إستقالة جورج قرداحي تصدرت منذ أكثر من شهر الاخبار الرئيسية في الاعلام اللبناني. كل يوم.. كل ساعة.. ربما سياسيون واعلاميون ومعلقون يطالبونني بالاستقالة، لانهم يرون فيها (عن قناعة أولا) مصلحة لبنان واللبنانيين..وكل يوم، وكل ساعة ربما، سياسيون واعلاميون ومراقبون يطالبونني بعدم الاستقالة لانهم يعتبرون ذلك موقفا وطنيا مشرفا وسياديا ومرتبطا بالكرامة الوطنية".
وتابع: "أما الناس، وبكل صراحة وصدق، بأكثريتهم، هنا في لبنان، وفي جميع انحاء العالم العربي، فكانوا يطالبون بعدم الاستقالة. وعندي مئات القصائد، وآلاف الرسائل بهذا المعنى. وسط كل ذلك، أين نحن اليوم؟.
واكد ان "لبنان هو اهم من جورج قرداحي، ومصلحة اللبنانيين اهم من موقع وزاري، لذلك قررت، التخلي عن موقعي الوزاري، على ان اظل في خدمة وطني، حيثما اكون". وقال: "أتمنى للحكومة التي استقيل منها التوفيق والنجاح كما اتمنى افضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي، القريب والبعيد وخاصة مع دول الخليج".
وتابع: "اما حرب اليمن التي تسببت لنا كل هذه الازمة فلن تستمر الى الابد وسيأتي يوم، يجلس فيه المتحاربون على الطاولة ويتصافحون ويوقعون سلام الشجعان، عندئذ ارجو ان يتذكروا انه ذات يوم قام رجل من لبنان، ودعا الى وقف تلك الحرب، محبة باليمن واهل اليمن... ومحبة بالسعودية واهل السعودية، ومحبة بالامارات واهل الامارات... ومحبة بلبنان، واهل لبنان ... ومحبة لجميع العرب. شكرا لكم احبائي الاعلاميين على حضوركم. عشتم وعاش لبنان".